مسلحة يعتقد أنها موالية لحفتر. ووفق الوطنية للنفط فقد أسفر الهجوم عن أضرار بشرية وعمليات تخريب مؤثرة على عملية إنتاج لنفط الخام المقدر ب 270 ألف برميل يوميا.
وكانت حكومة الوفاق وفي سياق توسيع نفوذها قد استعادت السيطرة على تلك المنشأة النفطية الهامة التي تغذي محطة الزاوية غرب طرابلس .سياسيا وفي إطار المشاورات الدولية أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون محادثة عبر الفيديو مع نظير الروسي فلاديمير بوتين تناولت بالدرس البحث عن حلول للازمات الراهنة حيث تعمل روسيا على توسيع نفوذها. المشاورات أفضت إلى المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى مسار المفاوضات ، وتتحفظ باريس على التعاون الروسي التركي في حل أزمة ليبيا من خلال خدمة المصالح المشتركة في ليبيا .
وتأتي المشاورات الفرنسية الروسية متزامنة مع توتر العلاقات بين باريس وأنقرة والتصريحات النارية من مسؤولي البلدية ، وقد دعت فرنسا إلى حوار مفتوح ودون حدود داخل الاتحاد الأوروبي للرد على تهديد تركيا لمصالح الاتحاد الأوروبي في المتوسط ومنطقة شمال افريقيا، المجال الحيوي لدول الاتحاد الأوروبي.
مخاوف من التقسيم
إلا أنّ تضارب المصالح الخارجية في ليبيا وغياب مشروع وطني محلي بين أطراف الصراع المحلي ، اعتبره المراقبون عاملا إضافيا لتعقيد الأزمة .سيما مع فشل سيناريو الحسم العسكري وانسحابات حفتر الأخيرة وعدم وجود توازن من حيث القوة على الميدان.
ولفت هؤلاء إلى أن مؤشرات تقسيم ليبيا بدأت تتأكد حيث تتحدث التسريبات عن منح قاعدة القرضابية في سرت لروسيا، وهي الداعمة لحفتر وقاعدة الوطية للأفريكوم مع ضمان مصالح ايطاليا من خلال المحادثات بين تركيا وإيطاليا وثناء وزير الخارجية الايطالي على دور تركيا في ليبيا. في هكذا تفاهمات وجدت فرنسا نفسها مهمشة، ولا تكاد تضمن مصالحها لذلك تحرك ماكرون ووزير خارجية بقوة حرصت باريس على الرهان على عملية ايريني البحرية للضغط على تركيا.
ويجمع المراقبون على أن فرنسا المدعومة أوروبيا من ألمانيا واسبانيا واليونان سوف تضاعف في قادم الأيام من تحركاتها سواء لدى دول الجوار وبالذات مصر أو داخل مجلس الأمن الدولي وحلف الناتو للضغط على تركيا بهدف تعديل التفاهمات المتعلقة بتقاسم المصالح في ليبيا .
دعوة أممية
من جهته دعا مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، الطاهر السني،أمس السبت، الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لفرض عقوبات على مرتزقة «فاغنر» الروسية و»الجنجويد» السودانية.
جاء ذلك في تغريدة نشرها السني عبر تويتر على خلفية ظهور مرتزقة فاغنر والجنجويد في حقل الشرارة النفطي جنوبي ليبيا.وحقل الشرارة هو الأكبر في البلاد بمتوسط إنتاج يومي 300 ألف برميل، من إجمالي الإنتاج البالغ مليون برميل يوميا في الوضع الطبيعي.
وقال السني إن مجلس الأمن عاجز عن معاقبة الأفراد ومجموعات «المرتزقة» مثل فاغنر، والجنجويد، إضافة إلى قوات خليفة حفتر، التي خرقت كل القرارت الدولية.وأضاف أنه «حان الوقت للولايات المتحدة وأوروبا لأن تفرضا عقوبات مباشرة على هؤلاء وتجمد أرصدتهم ومن يمولهم، شأنهم شأن الكيانات الإرهابية».وأوضح الدبلوماسي الليبي أن «ثمة حالات لأفراد أقل خطورة من هؤلاء المرتزقة شملتهم هكذا عقوبات»، دون تفاصيل.
وأعربت واشنطن عن قلقها من تدخل فاغنر ومرتزقة أجانب، ضد مرافق المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا ومنها حقل الشرارة (جنوب).كما أعربت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، الجمعة، عن قلقها إزاء وجود «مرتزقة» من جنسيات أخرى، في حقل الشرارة جنوبي البلاد.