المسيرة باتجاه سرت والجفرة - وهذا التهديد يلقى ردود أفعال متباينة . وكانت الخارجية التركية ردت على تهديد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باشتراط انسحاب قوات حفتر من مدينة سرت لقبول وقف إطلاق النار في ليبيا ، ومن ثمة الذهاب إلي مفاوضات سياسية لإقرار التسمية السلمية للازمة الراهنة في ليبيا .
في ذات السياق أعلنت الخارجية الأمريكية رفضها لأي تصعيد عسكري جديد في ليبيا وقد وصل وزير خارجية ألمانيا أمس إلى العاصمة الايطالية روما لإجراء مشاورات مع نظيره الايطالي دي مايو الذي كان وسط الأسبوع الفارط في زيارة إلى أنقرة حيث بحث تطورات الملف الليبي مشيدا بدور تركيا في إرساء السلام في ليبيا .
تقارب تركي –ايطاليا أثار غضب فرنسا وقد يعيد الخلاف الفرنسي –الايطالي حول ليبيا السؤال المطروح هل تؤثر التحولات في ما يمكن وصفه بالتحالفات الجديدة. تقارب ايطالي –تركي ، إعلان دول خليجية مهمة دعمها تصريح السيسي وبالتالي حفتر، وتمسك دول الجوار العربية الأخرى الجزائر وتونس بالدعوة إلى وقف التصعيد والتسريع بالذهاب الى مسار الحوار السياسي فهل يؤثر كل هذا على المشهد الراهن الباعث عن القلق.
خيارات مطروحة
ويرى اغلب المراقبين ان لا طرف دولي -الآن أو في قادم الأشهر- مستعد لحرب في المنطقة. فتركيا تعاني من أزمة اقتصادية ومن عزلة في الإقليم جرّاء تداعيات تدخلها في سوريا وفي شمال العراق، وهو ما يؤكد أنها ليست مستعدة لمقارعة اكبر منافس لها في الإقليم عسكريا أي مصر.
كما أن القاهرة بدورها غير جاهزة لدخول حرب وهي التي تواجه تحديات إرهابية بالإضافة إلى ملف شائك وهو ملف سد النهضة ، حتى مع ترجيح شق من المراقبين إمكانية تنفيذ القيادة المصرية لتهديدها لدوافع يطول شرحها ، فإن روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا لن تدعما خيار اندلاع حرب في المنطقة ،وهذا يعني استبعاد تكرار السيناريو السوري حيث أن طرفي الصراع محليا أنهكتهما الحرب .
السيناريوهات المتوقعة هي الضغط علي حكومة السراج وتركيا بعدم المغامرة بنقل المعركة إلى جبهة سرت الإستراتيجية والضغط على حفتر لقبول انسحاب الجيش من الجفرة وإقرار وقف إطلاق النار. وتنفيذ مخرجات برلين الأخير وتأجيل البث في موضوع الترتيبات الأمنية المعقدة جدا والاكتفاء بإخراج الآلاف من المرتزقة السوريين من طرابلس. في غضون ذلك أكدت تسريبات دبلوماسية على وجود رغبة لدى تركيا لإطلاق حوار مع مصر وإزالة التوتر بين البلدين والجدير بالإشارة أن جامعة الدول العربية وبدعوة من أمينها العام احمد أبو الغيظ تعقد اليوم الثلاثاء اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية لبحث تطورات أزمة ليبيا سيما العسكرية واتخاذ موقف إزاء التدخل التركي علما بان الاجتماع ينعقد عبر الانترنات.
في الأثناء ذكرت «قناة 218» الليبية، أن رئيس الأفريكوم والسفير الأمريكي وفايز السراج وباشاغا وصلوا إلى مطار زوارة وبدأوا بعقد اجتماع مغلق.
ووفقا لما نشر على موقع قناة «روسيا اليوم « الإخبارية، أفيد بأن الجنرال ستيفن تاونسند والسراج عقدا اجتماعا مغلقا في زوارة، المدينة الواقعة إلى الغرب من العاصمة طرابلس، حضره وزير داخلية الوفاق فتحي باشآغا واللواء أسامة الجويلي، آمر المنطقة العسكرية الغربية، إضافة إلى السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند.