الذي تمارسه الشرطة، هذا الأسبوع بعد الاضطرابات التي شهدتها الولايات المتحدة والعالم إثر وفاة جورج فلويد ، وماتلا ذلك من توسع رقعة الإحتجاجات ضد العنصرية والتي تعدت حدود الولايات المتحدة الأمريكية لتجد صداها في بعض الدول الأوروبية وسط مخاوف من تداعياتها.
وانتقلت عدوى المظاهرات ضد عنف الشرطة والعنصرية إلى فرنسا التي سعت إلى اتخاذ اجراءات للحد من تفجر المشهد في الشارع خاصة وأن البلاد تعيش حربا اقتصادية وصحية ضد وباء كورونا ، بريطانيا كما تعمل على تشكيل لجنة مشكلة من مختلف الوكالات الحكومية لبحث مسألة العنصرية والتفاوتات التي تشعر بها الأقليات العرقية في التعليم والصحة ونظام العدالة وذلك في أعقاب احتجاجات «حياة السود مهمة» التي توسعت رقعتها لتطال عدة مدن في المملكة المتحدة أيضا.
وقد أدت الاحتجاجات ضد عنف الشرطة والعنصرية إلى إعادة تقييم استراتيجيات وسياسات الدول تجاه الأقليات في دول أوروبا بصفة عامة ما ينبئ بمزيد تفجر الاحتجاجات وتوسع رقعتها ، خاصة في ظل ماتعانيه الدول للسيطرة على انتشار وباء ‘’كورونا’’.
مكسب انتخابية
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الطوسة لـ«المغرب» توجد قراءتان يمكن استخلاصهما من المشهد المتشنّج اليوم في أمريكا ، الأولى أن هناك من يعتقد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيستغل هذا التهور الأمني داخل المجتمع ليقدم نفسه في صورة رجل الأمن والنظام ويهيء الوضع أمامه لتعبئة المزيد من الأصوات التي تتيح له الفوز مجددا بولاية جديدة
أما «الفرضية الثانية فتقول بأن هذا التشنج والمظاهرات قد يدفع بأناس كانوا عادة يقاطعون الانتخابات على غرار مخزون الأصوات من السود، فنسبة كبيرة منهم لم تكن تعطي أولوية للتصويت، لكن هذه الفترة ومع تواتر الأحداث وبسبب تزايد حدة العنصرية وما انجر عنها من مظاهرات ـ والتي صب عليها ترامب الزيتـ يمكن لهذا المخزون أن يقوم بالتجييش والتوجه نحو صناديق الإقتراع بهدف معاقبة ترامب ومنعه من الرجوع إلى كرسي الرئاسة في البيت الأبيض’’ . وأكد محدثنا أن مخزون أصوات السود والأقليات من اللاتينيين الذين كانوا سابقا يبقون على قارعة الطريق الانتخابية، وبسبب هذه الصدمة من عنف الشرطة والعنصرية المقيتة سيتوجهون حتما إلى صناديق الإقتراع في محاولة للإطاحة بترامب.
وأكد محدثنا أن المدافعين عن الفرضية الثانية كثيرون علما وأن عام 2016 كان الفارق ضئيلا بين ترامب وكلينتون، ولأن القاعدة الديمقراطية كانت لا تريد منح كلينتون البيت الأبيض امتنعت عن التصويت مما سمح للجمهوريين بالفوز ، لكن هذه المرة هذه المرة بطريقة أو بأخرى فإن هذه الأحداث يمكن أن تكون عامل تعبئة قد يساهم في إبعاد رجل ،يشجع العنصرية ولا يعمل أي شيء لاحتواء هذه التغيرات ، عن رأس السلطة.
وبخصوص تزامن الاحتجاجات الشعبية والعنف في الدول الأوروبية مع معضلة انتشار فيروس كورونا ، أجاب الطوسة أن عامل فيروس كورونا يشجع البيئة الحاضنة للاحتجاجات ، لأنّ الكل كان يتوقع أن يكون هناك عنف وصدامات اجتماعية ، خاصة وأنّ حادثة جورج فلويد سلطت الضوء على واقع المجتمعات الأوروبية خاصة فرنسا التي يعيش فيها شباب الضواحي والمهاجرون الذين وجدوا أن مايحصل يشبه إلى حد كبير احتياجاتهم والواقع المرير الذي يقبعون فيه».
وبخصوص دخول فرنسا في المرحلة الثالثة من إجراءات رفع الحظر الشامل قال الطوسة أن «فرنسا وصلت إلى حقبة معينة خرجت من اللغة والمنطق الذي كان يقول الصحة أولا والاقتصاد ثانيا ، فبعد كل هذه السيناريوهات أكد ماكرون ومنذ خطابه ما قبل الأخير على وعيه بأنه تجب العودة إلى العمل وإعادة الماكينة الاقتصادية إلى العمل بعد أن تأكد أن الانعكاسات ستكون مميتة على الاقتصاد وعلى المشهد الإجتماعي عامة .
احتجاجات أمريكا ضد العنصرية تتوسع إلى دول أخرى: الغرب أمام التحديات الصحية والاجتماعية والاقتصادية
- بقلم وفاء العرفاوي
- 11:45 16/06/2020
- 823 عدد المشاهدات
وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس الاثنين على طلب تقدمت به الدول الإفريقية لعقد جلسة طارئة لمناقشة العنصرية والعنف