بريطانيا تعلن عن خروجها النهائي من الاتحاد الأوروبي في آخر السنة: بوريس جونسن يستغل «البريكست» لتخفيف تبعات جائحة كورونا

أعلنت بريطانيا يوم الجمعة 12 جوان عن قرارها بالخروج النهائي من الإتحاد الأوروبي مع حلول يوم 31 ديسمبر القادم. و كانت المفاوضات حول الوضع النهائي

بين الطرفين قد استؤنفت في شهر ماي من وذلك أجل التوصل قبل نهاية شهر جوان إلى الاتفاق حول حيثيات مشروع الطلاق النهائي. وعبر كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه، في أواخر شهر ماي، عن امتعاضه من موقف رئيس الوزراء البريطاني الذي تراجع عن اتفاقات سابقة كانت تمهد للخروج من العقبات التي أخرت صدور ورقة نهائية للبريكست.
وكان الإنطباع السائد في بروكسل بأن تطبيق الطلاق سوف يأخذ وقتا إضافيا باعتبار تبعات جائحة كورونا على بلدان الإتحاد الأوروبي وبريطانيا على حد سواء. وساهم الموقف الرسمي لنيكولاستورجن الوزيرة الأولى الأسكتلندية وماركدراكفورد الوزير الأول لبلاد الغال المطالبين بتأجيل تطبيق «البريكست» في تعميق الانطباع الأوروبي. لكن مايكل غوف الوزير البريطاني المكلف بملف «البريكست» غير هذه المعطيات عندما قال: «أؤكد قطعيا أن المملكة المتحدة لن تمدد من المرحلة الانتقالية. يوم غرة جانفي 2021 سوف نسترجع قدرتنا على التحكم واستقلالنا السياسي والاقتصادي».
وجهتا نظر
تمحور الموقف الأوروبي المعلن منذ مدة حول المطالبة بتمديد المرحلة الانتقالية لما بعد 2021 لضمان مفاوضات عميقة تفضي إلى علاقات اقتصادية واستراتيجية إيجابية بين الطرفين. ووجد هذا الطلب قبولا من أسكتلنداو وبلاد الغال باعتبار أنه يمنع الخروج من الإتحاد باتفاق على الحد الأدنى أو «بدون اتفاق» وهو السيتاريو الكارثي الذي يخشاه الجميع.
أما الموقف البريطاني فجاء على لسان بوريس جونسن الذي أكد في عديد المناسبات على عزمه الخروج من أوروبا في موعد لا يتعدى 31 ديسمبر 2020. ولم تغير جائحة كورونا من هذا الموقف. بل أظهر الموقف المعلن أن الوزير الأول البريطاني رجع إلى «حصان طروادة» الأول الذي أسس عليه انتخابه كرئيس للحكومة. و بالرغم من الصعوبات التقنية و العقبات السياسية التي وقف عليها الطرفان فإن بروكسل قبلت أن تدخل في مفاوضات نهائية قبل نهاية السنة على أن يكثف الطرفان من نسق الاجتماعات لضمان مسيرة إيجابية.
حسابات سياسية محلية
وتساءل الملاحظون على اختيار بوريس جونسن هذا النهج الوعر في حين عبر قادة الإتحاد الأوروبي وفي طليعتهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على استعداد الجميع تمديد مدة التفاوض في حينتبدو بريطانيا البلد الأوروبي الذي يشكو أكثر من غيره من جائحة كورونا التي خلفت أكثر من 42000 قتيل وتراجع في الناتج الداخلي بنسبة فاقت 11%. ويعتبر الجانب المفاوض البريطاني في المقابل أن بريطانيا سوف تكون في موقع أفضل لمقاومة أزمة ما بعد كورونا في حال تحررت من القيود الأوروبية المفروضة عليها من قبل بروكسل.
وأشارت الصحف اللندنية إلى استغلال بوريس جونسن ملف «البريكست» للتغطية على إدارته الكارثية لجائحة كورونا. واعتبر المحللون أن الوعود السياسية المتعلقة بما بعد العهد الأوروبي أكثر وقعا من تبعات الفيروس الذي يشارك البريطانيون فيه كل بلدان العالم. أما الشعور ب «التحرر والاستقلال» من سلطة بروكسل فهو واعز حقيقي لا يزال حيا لدى فئات عريضة من الشعب البريطاني تمثل أغلبية الناخبين والرأي العام. الموقف الجديد– القديم لبوريس جونسون على جسارته يشكل رهانا سياسيا سوف يشغل بال البريطانيين في الأشهر القادمة ويضع من جديد مسألة الطلاق من أوروبا في أولويات الحكومة والرأي العام ويبعد شبح استفحال الأزمة حول موضوع جائحة كورونا وتبعاتها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115