الواقعة تحت سيطرة القوات الموالية لخليفة حفتر، وذلك عقب إعلان حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج عن تحريرها لمدينة طرهونة المعقل الرئيسي والمهم استراتيجيا وسياسيا لقوات حفتر.
وفي تصريح للناطق الرسمي باسم «غرفة عمليات سرت والجفرة»، التابعة للجيش الليبي العميد عبد الهادي دراه، قال إن قوات الحكومة الليبية بدأت عملية «دروب النصر» لتحرير بلدات الوشكة، وبويرات الحسون، وجارف، وأبوهادي، إضافة إلى مدينة سرت (شرق) والجفرة (وسط) من قوات حفتر.وأشار المتحدث العسكري إلى «أن سلاح الجو استهدف آليتين عسكريتين لعصابات حفتر جنوب منطقة الوشكة»، بالتزامن مع تقدم قوات الجيش الليبي بهدف تحرير المنطقة.وسجلت قوات خليفة حفتر مؤخرا تراجعا كبيرا في جبهات القتال خاصة في العاصمة طرابلس وسط قراءات متباينة بين خسارته وتراجعه إختياريا أو وفق توافقات ولما لا صفقة مع أطراف دولية .
وبدعم من دول عربية وأوروبية، شنت قوات حفتر، منذ أكثر من عام هجوما للسيطرة على العاصمة طرابلس، إلا أن قواته منيت بالفشل خاصة بعد تداخل أدوار أطراف خارجية في المشهد الليبي على غرار الدعم التركي لحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج والدعم الروسي لحفتر وماخلفه ذلك من تجاذبات حادة ألقت بظلالها على فرص التسوية الهشة في ليبيا.
تركيا وروسيا في ليبيا
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي السوري خيام الزعبي أن «ما سبق من تطورات وأحداث في ليبيا من قتل ودمار للبشر وللأرض والمقدرات ومن خلال المعلومات التي تتوارد كل يوم فقد بدأت تتبين الصورة هناك حيث كان هناك تخطيط مسبق لما تم من أحداث من خلال تجنيد العملاء والمرتزقة وممن لا ضمائر لهم بهدف تدمير وتفتيت ليبيا، وفي هذا السياق ظهرت أطماع الرئيس التركي في ليبيا خلال الآونة الأخيرة والذي سعى بدوره إلى إطالة أمد الصراع من أجل الحفاظ على مصالحه هناك، وعدم تقدم الجيش الليبي الى المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات المسلحة الموالية للوفاق والمدعومة من تركيا وحلفائها».
وأضاف الكاتب السوري «وبما أن أنقرة لا تتمتع بعلاقات جيدة مع دول شرق المتوسط واليونان، فقد عملت على إيجاد شريك لها يمكنها من رسم خريطة افتراضية للحدود المائية شرق المتوسط، ووجدت أنقرة في حكومة الوفاق ضالتها، وقد قدمت دعماً عسكرياً ساعد حكومة الوفاق الضعيفة قتالياً على الدخول في مواجهات مع قوات الجيش الوطني الليبي.وفيما تعتبر تركيا نفسها قادرة على تحقيق النصر على قوات الجيش الليبي والتصعيد العسكري ضد داعميه الإقليميين والدوليين، فإن موسكو ترى أن كل من يتدخل بالشؤون الداخلية الليبية سيغرق وينهار هناك، لذلك بينما تقوم تركيا بالتدخل في الصراع الليبي عبر أدوات مختلفة منها دعم قواتت الوفاق بالسلاح والمرتزقة من السوريين، فإن موسكو تقوم على دعم الجيش الوطني الليبي للمحافظة على مصالحها ولا تسمح لأنقرة باستغلال الأزمة الليبية للتأثير السلبي على مصالحها هناك’’ وفق تعبيره .
وتابع الزعبي «لذلك شهدت الساحة الليبية انحسارا للأدوار الغربية، لحساب كل من تركيا وروسيا، إذ لا يخفى على أحد أن العلاقات التركية والروسية اتخذت منحى الصراع منذ عام 2015، حينما تدخلت روسيا عسكرياً بالوقوف إلى جانب الجيش السوري ضد الجماعات المسلحة التي تدعمها أنقرة، الى درجة أن تركيا قامت بإسقاط مقاتلة عسكرية روسية بعد أن دخلت الى الأجواء التركية، مما دفع روسيا لفرض عقوبات اقتصادية على تركيا وإيقاف عدد من مشاريع التعاون العسكري مع أنقرة، وبعد ذلك اتخذ الطرفان نمطًا تعاونيا لإنهاء الحرب وإيجاد الحل السياسي في سوريا».
وبخصوص فشل أغلب المبادرات الدولية لحل الأزمة الليبية قال محدثنا أن الأمم المتحدة تدعم التسوية السلمية للنزاعات ووقف دائم لإطلاق النار والبدء الفوري في التسوية السياسية والسيناريو المقترح للعلاقة بين روسيا وتركيا في ليبيا هو دعم العملية السياسيّة على غرار ما حدث في سوريا، وإلى جانب عقد مؤتمرات دولية بعيداً عن منصة الأمم المتحدة أو الدول الأوروبية، بالإضافة إلى دعوة مختلف الأطراف الليبية، على أن تكون روسيا وتركيا دولتين ضامنتين لوقف إطلاق دائم للنار وإطلاق العملية السياسية التي تضمن تشكيل لجنة دستورية ومن ثم إجراء انتخابات محلية في ليبيا.