وذلك في أحدث تصعيد إسرائيلي في المنطقة مما ينذر ببدء مرحلة جديدة من الصراع العربي الصهيوني في الشرق الأوسط وسط مساع صهيونية لبسط النفوذ في عدد من الدول على غرار سوريا.مع العلم أن الغارات تزامنت مع الذكرى السنوية الـ53 لما يُعرف عربيا باسم النكسة، أو «حرب حزيران» عام 1967 والتي انتهت بإحتلال «اسرائيل» لمساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية والمصرية والسورية ، كما تأتي في ظلّ متغيرات ميدانية خطيرة تتعلق بسعي كيان الاحتلال إلى ضم المزيد من الأراضي بضوء أخضر أمريكي في خطوة تزيد من تكريس سياسته الإستيطانية رغم الرفض الدولي والفلسطيني .
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هجوما جويا شنته إسرائيل على ريف محافظة حماه، الواقعة في شمال غرب سوريا، في وقت متأخر من يوم أمس الأول الخميس، أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل.وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «العدوان» «الإسرائيلي» استهدف المنطقة خارج مدينة صياف. وقال مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن صوت انفجارات قوية كان مسموعا.
يشار الى أنّ «إسرائيل» ابنة أمريكا المدللة طالما تدخلت في المشهد السوري سواء بشنها أكثر من 150 ضربة جوية داخل سوريا زاعمة أنّها كانت موجّهة ضد أسلحة إيرانية مخصصة لجماعة حزب الله، وأيضا تدخّلاتها المستمرّة بطرق غير مباشرة مدعومة بذلك بقرارات الدبلوماسية الأمريكية التي زاد انحيازها إلى كيان الاحتلال منذ تولي دونالد ترامب للحكم.
فسوريا التي تعيش حربا أهلية ضروسا ،تحولت بعد تسع سنوات من الاضطرابات إلى ساحة جديدة لصراع القوى الكبرى على النفوذ في المنطقة ،ولعل أخطرها التحالف الإسرائيلي الأمريكي ضد إيران .إذ زادت الغارات من حدة التوتر في الأراضي المحتلة وسوريا على حد سواء خاصة في ظل المشهد المعقد الذي يعيش على وقعه الشرق الأوسط والحرب الدائرة على أراضيه بين إيران وحلفائها من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من جهة أخرى.
مواجهة بين الوكلاء
ويتوقع مراقبون أن تزيد حدة المواجهات بعد الانتهاكات الإسرائيلية للمجال الجوي السوري، وذلك في ظل مساع من كيان الاحتلال بدعم من أمريكا لتمرير «صفقة القرن» المثيرة للجدل رغم الرفض الدولي والعربي الذي يواجهها.
وتمثل سوريا منذ سنوات ساحة معركة بين عدة أطراف وعدة لاعبين دوليين ، فبعد إعلان دونالد ترامب عن انسحاب بلاده رسميا من الاتفاق النووي الإيراني ، زاد نسق الغارات الجوية التي تشنها «اسرائيل» ضد الأهداف الإيرانية في سوريا .
ويصف مراقبون التصعيد الأخير بأن من تداعيات الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي المثير للجدل بين القوى الغربية من جهة وإيران من جهة أخرى. إذ فتح انسحاب واشنطن الذي طالما هدد به الرئيس الحالي دونالد ترامب، خطوة كبيرة نحو اندلاع حرب بين طهران و«إسرائيل» حليفة واشنطن المدللة في الشرق الأوسط وذلك في الميدان السوري.
وطالما اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الخليجيون بالإضافة إلى اسرائيل طهران بالتدخل في شؤون دول الشرق الأوسط وبث الفتنة ودعم الإرهاب والإرهابيين وهو ماتنفيه إيران . ووفق مراقبين كان للدور والنفوذ الكبيرين اللذين تلعبهما إيران في دول المنطقة وعلى رأسها سوريا واليمن والعراق ولبنان أيضا الأثر الكبير في هذا الموقف الأمريكي والذي يدل على نية أمريكا وحلفائها شن حرب علنية على إيران، بدءا بإعادة وتشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها ومحاولة ضرب نفوذها وتحجيم دورها في المنطقة الشرق أوسطية.
ولئن خلّفت التطوّرات الكبيرة التي يعيش على وقعها الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة قراءات مختلفة حول تأثيرات ذلك على صراع النفوذ الذي يطبع المنطقة منذ سنوات وأبرزه الصراع السني الشيعي بين إيران من جهة والمملكة العربية السعودية وحلفائها من جهة أخرى وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وذراعها في المنطقة اسرائيل ، فقد اعتبر متابعون المتغيّرات الأخيرة بادرة حرب بين مختلف الأطراف المُتداخلة في الشرق الأوسط.