وقوات الإحتلال خصوصا وأن المشهد الراهن في المنطقة يعيش على وقع متغيرات سياسية وإقتصادية حادة في وقت يواجه فيه العالم التداعيات القريبة والبعيدة لإنتشار وباء «كورونا». ويعيش لبنان واقعا سياسيا واقتصاديا صعبا في وقت تسعى فيه الحكومة الجديدة بقيادة حسان دياب إلى تجاوز هذه الصعوبات التي تعيشها البلاد وسط واقع اجتماعي ومالي صعب.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية، إن قوة مشاة تابعة للجيش الإسرائيلي اجتازت السياج التقني عبر «البوابة الحديدية عند محلة المحافر-خراج في بلدة عديسة، بمؤازرة دبابتين».وأضافت الوكالة اللبنانية إن قوة مشاة إسرائيلية قامت بعملية «مسح وتمشيط للمنطقة المذكورة، دون خرق الخط الأزرق، وسُجل استنفار للجيش اللبناني وتم استقدام عدد من الآليات
العسكرية».ووضعت الأمم المتحدة «الخط الأزرق»، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني عام 2000، لتأكيد هذا الانسحاب. وتبعا لعدم مراعاة قوات الإحتلال لهذا الاتفاق تعيش القوات اللبنانية مدعومة بقوات «اليونيفيل» استنفارا مستمرا لضمان عدم تعدي جيش الاحتلال على الاتفاقيات المبرمة ، وسط محاولات مستمرة من جهة اسرائيل لخرقه . يذكر أن يونيفل كانت قد أنشئت بموجب قراري مجلس الأمن الدولي 425 و426 الصادرين في 19 مارس 1978 وذلك لتأكيد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، واستعادة السلام والأمن الدوليين، ولمساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها الفعلية في المنطقة.وفي هذا السياق أكّد الرئيس اللبناني ميشال عون أمس تمسك بلاده بالقوات الدولية العاملة في الجنوب «يونيفل»، مشيرا إلى توجه بلاده لطلب تمديد مهمتها دون تعديل.وأشار إلى «اتخاذ مجلس الوزراء قراراً بالتوجّه إلى مجلس الأمن لطلب تمديد مهمتها لسنة إضافية دون تعديل لولايتها ومفهوم عملياتها ولقواعد الاشتباك الخاصة بها تمكيناً لها من الاستمرار في القيام بدورها الحيوي والذي هو حاجة اقليمية بل دولية» .
وأضاف «لولا هذا القرار، لكانت الانتهاكات الإسرائيلية اليومية تسبب في توتر دائم على الحدود، من هنا، فإن لبنان يتطلع إلى تأكيد التزام الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بحفظ الاستقرار على حدود جنوب لبنان، وفرض تطبيق القرار 1701 على إسرائيل».
تراكمات صعبة
والى جانب الوضع الاجتماعي والاقتصادي الهش الذي يعيش على وقعه لبنان في الآونة الأخيرة مع تصاعد حدة الحركات الاحتجاجية في البلاد وأيضا حرب الدولة لمجابهة انتشار وباء «كورونا» كما في بقية العالم ، يجد بلد الأرز نفسه محاطا بواقع إقليمي مشوب بالتوتر في أغلبه على غرار ما يحصل في سوريا والعراق واليمن والصراع الإيراني الأمريكي في المنطقة وما يحمله ذلك أيضا من تداعيات مباشرة على واقعه الداخلي.
يشار إلى أنّ هذا التوتر على الحدود يأتي في وقت يعيش فيه اللبنانيون أوضاعا اقتصادية وإجتماعية صعبة في ظل مساع جدية من الحكومة لفتح قنوات اتصال مع الغرب بغرض الحصول على دعم من صندوق النقد الدولي فيما ساهم انهيار الليرة اللبنانية وزيادة التضخم وارتفاع البطالة في مزيد تعقيد المشهد اللبناني وسط ركود اقتصادي امتد لسنوات وصعوبات جمة تواجه الحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب .ويجد لبنان اليوم نفسه وسط ازمة مالية حاد وتعقيدات في المشهد السياسي المتذبذب وأيضا تداعيات انتشار فيروس «كورونا» المستجد على غرار سائر دول العالم، وهو ما يضع اليلاد على صفيح ساخن خاصة بعد اشتعال الإحتجاجات الشعبية مجددا مما دفع الجيش إلى استخدام الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية. واحتشد المتظاهرون في الساحة الرئيسية فيما رشق البعض قوات الأمن بالحجارة في الشوارع الجانبية.
يشار الى أن انخفاض الليرة اللبنانية بشكل مخيف إلى مايفوق نصف قيمتها كان سببا في تأجج هذه الإحتجاجات رغم دعوات السياسيين والمسؤولين إلى ضرورة ملازمة المنازل استجابة لشروط الحجر الصحي الشامل الذي يعيشه لبنان لمواجهة مخاطر «كوفيد 19».
ومنذ الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء المكلف حسان دياب تتزايد التحديات المفروضة أمامها بعد أشهر على ماتم وصفه بـالانتفاضة الشعبية بعد أن نجح المتظاهرون في دفع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى الاستقالة. وتواجه هذه الحكومة الكثير من الصعاب والمطبات مع عودة الاحتجاجات وتجدد الغضب الشعبي في الشوارع اللبنانية ضد الفساد والمحسوبية والنخبة السياسية الحاكمة.