وكان صالح اجرى محادثة وسط الأسبوع مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف لاستعراض التطورات الحاصلة في ليبيا وقد جدد لافروف دعم موسكو للحل السلمي ودعوتها الى وقف التدخلات الخارجية ووقف الحرب مما يسمح بالعودة للمفاوضات. علما أن رئيس مجلس النواب المعترف به دوليا طرح مؤخرا مبادرة من بين بنودها تغيير المجلس الرئاسي ، ووقف الحرب وانشاء حكومة موحدة ممثلة لكافة الحساسيات بمن فيهم اتباع النظام السابق ،كما تردد اسم ابوزيد دوردة كأبرز شخصية ليكون رئيسا للحكومة.
لم تتوقف المشاورات بين الدول المؤثرة في الأزمة الليبية وقد شملت الاتصالات بدرجة اولى –روسيا وتركيا وفرنسا ومصر والجزائر .
يرى مراقبون بان دخول تركيا بقوة على خط الأزمة والصراع الدائر في ليبيا قد فتح الباب أمام استنساخ السيناريو السوري. التدخل التركي في ليبيا ليس بجديد لكنه بعد مؤتمر برلين وفشل تنفيذ مخرجاته التي كانت أنقرة تدعم جماعة الاخوان المسيطرة على عاصمة الدولة من خلال حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.
كذلك الشأن بالنسبة لروسيا التي كانت تدعم حفتر ومجلس نواب برقة وكلاهما أي تركيا وروسيا، لهما مصالح في ليبيا من بينها إعادة الإعمار والطاقة بالنسبة لتركيا وعقود السلاح بالنسبة لروسيا .اذن وكما يرى مراقبون كان لا بد لهاتين الدولتين من التفاهم حول صيغة ما لحل الازمة .
لكن هذا السيناريو عرقلته دول اخرى لها مصالح في ليبيا كفرنسا ايطاليا واليونان ومصر .
اتفاق شبه جاهز
ويجمع الملاحظون على ان الاتفاق شبه جاهز على وقف الحرب بين الاطراف الدولية المعنية و التي بدأت في الضغط على حلفائها في الدخل الليبي .الذين يشترطون ضمانات وآليات كي يصمد وقف الحرب الى نقطة حدود الانسحابات لقوات حفتر وتطالب الوفاق بعودة تلك القوات الى برقة .
ويطالب حفتر بضمان حماية مدن غرب البلاد الداعمة له حاليا فيها ويخشى في حال انسحب منها حصول انتهاكات في حقها. موضوع النفط هو الآخر ملف معقد لكن يبدو أنه سيحصل تمكين حكومة السراج من استغلال حقول الغرب الليبي وربما فتح جزئي للموانئ النفطية . كذلك موضوع ارسال فريق مراقبة من الأمم المتحدة للسهر على «تنفيذ وقف الحرب مازال غامضا وهل سيحصل ارسال قوة حفظ سلام ام مجرد مراقبين ...
كذلك مسألة حجم دور الاتحاد الافريقي و الاتحاد الاوروبي في تنفيذ ما تتطلبه المرحلة القادمة .الاتحاد الاوروبي منزعج مما يجري و يبدو حريصا على المسك مجددا بخيوط الأزمة .الاتحاد الافريقي له تصوره ورؤيته للحل لكنه يطالب بوقف التدخل الخارجي في حين تعتبر الجامعة العربية شبه الغائبة لأسباب معلومة و بالأساس الخلافات العربية -العربية ..