مع جائحة كورونا وتأثيراتها الخطيرة: أوبئة إقتصادية واجتماعية تتربص بملايين الأطفال حول العالـم

يقبع ملايين الأطفال في العالم تحت وطأة أوبئة عدة ناهيك عن وباء كورونا المستجد ، ولعل الدراسات الدولية والتقارير الصادرة عن عدة منظمات

دولية دليل على الأوضاع المزرية التي يمر بها ملايين الأطفال في العالم ، سواء نتيجة الحروب والتجنيد القسري أو الفقر واللجوء وغيرها من المعضلات وآخرها انتشار وباء «كورونا» في العالم وما سيحمله من تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على هذه الفئة الهشة والضعيفة.

لاشكّ في أنّ الصراعات في الدول العربيّة وغيرها من دول العالم حملت معها تداعيات سلبية على عدة أصعدة اقتصاديا سياسيا ثقافيا واجتماعيا وكانت لها تأثيرات سلبية على واقع ملايين الأطفال في العالم، ولعلّ من أخطر الظواهر التي أنتجتها الحروب وانتشار التّنظيمات الإرهابية كانت ظاهرة التجنيد القسري والطوعي للأطفال سواء لتدريبهم أو لاستغلالهم كدروع بشريّة. في الآونة الأخيرة ونتيجة المتغيرات المتسارعة التي عاشت على وقعها دول عدة بعد انتشار وياء كورونا ،تم تسجيل ارتفاع في عدد الأطفال المهددين بأوضاع أكثر خطورة مماجعل المنظمات الدولية التي تعنى بالطفولة وبحقوق الإنسان توجه تحذيرات متزايدة من التأثيرات الخطيرة التي سيخلفها وباء كورونا على الأطفال في العالم .

ورجحت دراسة أن «عشرات الملايين من الأطفال حول العالم سيكونون ضحايا «من نوع آخر» للوباء الذي أصاب العالم بالذعر والركود» ، فقد حذرت الدراسة التي أعدتها منظمتا «اليونيسف» و»أنقذوا الأطفال»، ونشرت أمس الخميس، من أن التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا، قد تدفع ما يصل إلى 86 مليون طفل إضافي إلى دائرة الفقر بحلول نهاية العام الجاري.

وقالت «اليونيسف» (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) و»سايف ذي تشيلدرن» (أنقذوا الأطفال) في بيان مشترك، إن الدراسة أظهرت أن إجمالي عدد أطفال الكوكب الذين يعانون من الفقر سيبلغ بحلول نهاية هذا العام 672 مليون طفل، بزيادة بنسبة 15 % عن العام الماضي، وفق ما أوردت وكالة «فرانس براس».
ووفق الدراسة فإن ثلثي هؤلاء الأطفال تقريبا يعيشون في دول إفريقية تقع جنوب الصحراء الكبرى، ودول أخرى في جنوب آسيا وذلك وفق تقديرات المنظمات الدولية على غرار البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومؤشرات ديمغرافية في 100 دولة.

أوبئة أخرى
ومن بين تأثيرات انتشار وباء «كورونا» المستجد أن عدد الأطفال القابعين تحت خط الفقر سيتزايد بصفة كبيرة في القارة الأوروبية وأيضا في القارة الوسطى إذ يؤكد مراقبون أن المشهد لن يكون مغايرا في بعض الدول الأخرى التي تشهد حروبا مضنية لسنوات ، سواء في إفريقيا أو في الشرق الأوسط .كما يحذر البعض من أن الجهود الدولية المبذولة في إطار محاربة مثل هذه الظواهر كالفقر والأمية والمجاعة والتجنبد القسري والنزوح واللجوء وغيرها، ستتأثر لا محالة بالوضع الأقتصادي والإجتماعي والسياسي الذي سيعيشه العالم بعد وباء «كورونا».

وفي هذا الإطار ناشدت المنظمتان الحكومات تعزيز أنظمة التغطية الاجتماعية والتغذية المدرسية للحد من آثار الجائحة على الأطفال. وفي آخر تقاريرها حذرت الأمم المتحدة من احتمال وفاة مئات آلاف الأطفال هذا العام نتيجة الانكماش الاقتصادي العالمي الناجم عن وباء كورونا قائلة إن عشرات الملايين الآخرين قد يقعون في براثن الفقر المدقع نتيجة للأزمة.
وقال الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش: «ينبغي علينا الآن التحرك للتصدي لكل هذه التهديدات التي تواجه أطفالنا... ينبغي للزعماء القيام بكل شيء في سلطاتهم لتخفيف أثر الوباء. ما بدأ كطارئ صحي عام تضخم إلى أن (أصبح) اختبارا رهيبا للتعهد العالمي بعدم إهمال أي شخص». وذكر تقرير للأمم المتحدة أن «المصاعب الاقتصادية التي تواجهها الأسر نتيجة الانكماش الاقتصادي العالمي قد تسفر عن مئات الآلاف من وفيات الأطفال الإضافية في 2020 مما سيبدد التقدم الذي تحقق في العامين إلى الأعوام الثلاثة الماضية بتقليل وفيات الأطفال».

وقالت الأمم المتحدة إن ما يتراوح بين 42 و66 مليون طفل قد يسقطون في فقر مدقع هذا العام نتيجة لأزمة كورونا لينضموا إلى ما يقدر بنحو 386 مليون طفل يعيشون بالفعل في فقر شديد بحسب تقديرات العام الماضي.

يزيد انتشار فيروس كورونا في العالم المخاطر المحدقة بالفئات الهشة والضعيفة في العالم وعلى رأسهم فئة الأطفال في مناطق الصراع وفي مخيمات اللجوء وفي الدول الفقيرة . ولعل مايزيد من خطورة الوضع هو تأثيرات هذا الوباء على سياسات المنظمات الدولية ودول العالم المتعلقة بهذا الجانب..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115