كما قامت حكومة الوفاق بإرسال تعزيزات عسكرية إلى محيط مدينة طرهونة حيث تتمركز قوات حفتر.
وسط هذه التطورات يخشى شق من المراقبين وقوع انتهاكات في حق المدنيين في حال دخلت قوات السراج الى طرهونة، في حين يرى شق آخر أن حكومة الوفاق أصدرت تعليمات صارمة لقواتها باحترام قانون الحرب. وأشار هؤلاء بأن الوفاق وعملية بركان الغضب أخذت الدرس والعبرة ولن تسمح لمنتسبي قواتها بالقيام بأخطاء، والدليل على ذلك انضباط تلك القوات عندما دخلت الى صبراته والعجيلات وصرمان وحتى قاعدة الوطية وأن ما حدث من انتهاكات في صبراته انما كان حالات فردية وشاذة وأن الجهات المعنية بصدد البحث والتحقيق في ما وقع.
أدوار خارجية
في غضون ذلك تعمل الدول والمنظمات المؤثرة في أزمة ليبيا حاليا بما فيها الامم المتحدة على وقف اطلاق النار، والعودة للحوار السياسي في أقرب ما الآجال، وبما ان حفتر قد أعلن مؤخرا من جانب واحد ان حكومة السراج قد وسعت نفوذها وقلبت المعطيات لصالحها فإنّ كل هذا يجعل قبول وقف الحرب ممكنا من طرفي الصراع. إضافة إلى ذلك فان سقوط ترهونة يشجع على توقيع اتفاق وقف الحرب .
نقطة مهمة أخرى ونعني بها بداية تخلي بعض حلفاء حفتر عن دعمه العسكري المباشر، ونعني روسيا من خلال سحب عناصر الشركة الامنية وهم حوالي الف ومائتي عنصر . كذلك فرنسا التي لم تعد مناصرة لسياسة حفتر. هذه حقائق هي التي جعلت حفتر يقبل الانسحاب من قاعدة الوطية المهمة .
اقتسام السلطة هو الحل
حل الازمة الليبية لن يكون إلا سلميا فالمحصلة أن معركة طرهونة بلا شك سوف تحدد ملامح المشهد القادم السياسي والعسكري السياسي، وذلك بعد انسحاب حفتر قبيل اندلاع حرب ضروس لن يربحها. وبالتالي يرحب حفتر بالعودة للحوار. أما عسكريا، وهذا ما يتخوف منه البعض، أن يتعنت حفتر او يفشل في إقناع مقاتليه بقبول الانسحاب ومعناه أن تشهد طرهونة حربا مدمرة لا أحد يستطيع تحديد حجم خسائرها. مع ان اغلب النشطاء بالمجتمع المدني يؤكدون أن أعيان طرهونة ستكون لهم الكلمة الفصل، اي اقناع حفتر بسحب قواته بما فيها اللواء التاسع وذلك سعيا منهم لإبعاد شبح الحرب عن مدينتهم.