التي تعادي سياسات واشنطن في العالم .. الخصم هذه المرة هو منظمة الصحة العالمية التي ما انفك ساكن البيت الأبيض يكيل اليها الاتهامات ويحمّلها مسؤولية عدم اتخاذ القرارات السريعة المناسبة لتحذير الدول ومنع تفشي وباء كورونا حول العالم. وكانت آخر تهديداته تلك التي اطلقها أول امس ملوحا بتعليق التمويل الأمريكي للمنظمة بصورة دائمة . وكثّف ترامب انتقاداته لمنظمة الصحة العالمية بسبب إدارتها للأزمة وأمهلها مدة شهر للتوصل إلى نتائج مفيدة. وربط ترامب وقف تهديداته بالتزام منظمة الصحة العالمية بإدخال تحسينات جوهرية كبيرة في غضون الثلاثين يوماً المقبلة قائلا انه سيعيد النظر في عضوية بلاده في المنظمة.
اتهامات ترامب وعداؤه لمنظمة الصحة العالمية لها في الحقيقة دوافع وأسباب عديدة أولها ان الولايات المتحدة تعتبر من الدول الأكثر تضررا بالوباء مع 90 الف وفاة وما لا يقل عن 1.5 مليون إصابة في حين تسبب كورونا في مقتل أكثر من 316 ألف شخص في العالم. عدا الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تكبدها الاقتصاد الامريكي أحد أكبر عمالقة الاقتصاد في العالم ... لذلك فان عديد المتابعين في الداخل الأمريكي اعتبروا ان اتهامات ترامب لمنظمة الصحة ، لا تعدو إلا ان تكون محاولة للهروب الى الأمام وتوجيه أنظار الرأي العام الأمريكي الى منظمة الصحة واعتبارها المتسبب في الكارثة التي ألمّت بالبلاد، خاصة مع ارتفاع عديد الأصوات التي تحمّل إدارة ترامب مسؤولية الكارثة التي حصلت وعدم اتخاذ القرارات المناسبة لتفادي السيناريوهات الأسوأ..
يأتي ذلك في الوقت الذي ينتظر فيه العالم اللقاح المناسب ضد هذا الفيروس ويحتدّ التنافس المحموم بين كبرى شركات الأدوية العالمية خاصة منها الأمريكية والأوربية من أجل التوصل الى العلاج اللازم لإنقاذ البشرية من هذا الوباء الذي غيّر ملامح العالم ، وسط توقعات بأن يأتي بخارطة جديدة للعلاقات بين الدول وموازين القوى والتحالفات في العالم.