للحديث بقية: رغم كورونا... «إسرائيل» تبدأ بتنفيذ « صفقة القرن»

ليس من قبيل الصدفة ان تكون أول وجهة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو «دولة» الاحتلال الإسرائيلي وذلك في اول زيارة خارجية

له منذ حوالي شهرين، وتأتي بعد يوم واحد من أداء حكومة الاحتلال الإسرائيلية الجديدة لليمين أمام الكنيست.

فالإدارة الامريكية تولي أهمية كبيرة لمشروع ما يسمى بـ«صفقة القرن» وكل ما يرتبط بها من مؤامرات لقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية . والمعلن من زيارة بومبيو هو اجراء محادثات حول مخطط إسرائيل المثير للجدل لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة. فخلال لقائه برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتيناهو ووزير حربه أيضا كان النقاش الأساسي يتمحور حول تنفيذ هذا المخطط بكل ما يمثله من مخاطر على مستقبل الدولة الفلسطينية . وتقضي الخطة الأمريكية بأن تكون القدس العاصمة «الموحدة وغير القابلة للتقسيم» للدولة العبرية. ورغم اعلان الفلسطينيين رفضهم التام لها الا ان الإسرائيليين يسعون لضم أجزاء من الضفة الغربية بضوء أخضر وبرعاية أمريكية مطلقة.

ويبدو ان الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستكون حكومة تنفيذ هذه الخطة بامتياز، فحسب صفقة نتانياهو-غانتس، يمكن أن تمضي الحكومة الجديدة قدما في عملية الضم اعتبارا من جويلية القادم شرط أخذ مشورة الولايات المتحدة التي أشارت إلى عدم وجود اعتراضات لديها.

لقد جوبهت خطة السلام الأمريكية برفض واسع من الفلسطينيين شعبيا ورسميا ، فلأول مرة توحّد الفلسطينيون في خندق واحد وأمام كلمة سواء رغم كل التناحرات والانقسامات التي ألقت بثقلها طويلا على الواقع الحياتي والمشهد السياسي في الداخل الفلسطيني ...واعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنفسه قطع الاتصالات مع ادارة ترامب تعبيرا عن رفض هذه الخطة . ولكن يبدو ان الاحتلال -مدعوما بحليفه الأمريكي- يمضي قدما في تنفيذ هذه الخطة من طرف واحد دون أي اعتبار للمواثيق الدولية وللقانون الدولي ...فكل ذلك يتلاشى أمام نهم وجشع الاحتلال لسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية .

لقد وجدت « إسرائيل» في فيروس كورونا الفرصة السانحة لمزيد فرض سياسة الأمر الواقع ،عبر تكثيف حملة الاعتقالات المتلاحقة في أنحاء الضفة ، و ما رافقها من هدم للبيوت و تشريد سكانها ...وكذلك لتنفيذ «صفقة القرن» المشؤومة ، والسؤال هل سيغلق العرب مرة جديدة أعينهم عما يحدث في فلسطين وهل سيتحملون تداعيات صمت البعض وتواطئه في هذه الخطيئة التاريخية ؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115