الكاتب والمحلل السياسي عبد القادر خليفة لـ «المغرب»: سحب منظومة «باتريوت» يعكس عدم رضا واشنطن عن السياسة النفطية الأخيرة التي اعتمدتها الرياض

• واشنطن تعيد ترتيب أولوياتها الاستراتيجية بخصوص المناطق ذات الأولوية في الدفاع عن الأمن القومي الأمريكي

قال الكاتب والمحلل السياسي السوري عبد القادر خليفة لـ«المغرب» أن هناك متغيرات كبيرة في نطاق السياسة الخارجية الأمريكية خاصة في ظل التحركات والحشود العسكرية الأمريكية التي تتركز في شمال العراق ، وفي شرق أوروبا ، و الأهم في بحر الصين الجنوبي الذي سيكون مركز الاهتمام العسكري الأمريكي. وأضاف أن التوجه الأمريكي نحو الصين ليس جديدا لكنه بدأ يتخذ منذ مدة طابعا عسكريا ملحوظا وواضحا وقريبا من حدودها في بحر الصين الجنوبي.
• كيف ترون قرار أمريكا سحب منظومة باتريوت من السعودية وهل هو إعادة نظر في الحرب ضد إيران خاصة وأنه تم تركيزها عقب هجمات طالت منشآت نفطية سعودية اتهمت فيه إيران؟
نعم .. للقرار الأمريكي عدة نقاط يمكننا الحديث عنها في ظل متغيرات تطرأ على الساحة الدولية ..
فهذا القرار يعكس عدم رضا واشنطن عن السياسة النفطية الأخيرة التي اعتمدتها الرياض بالاستمرار في إغراق السوق العالمية بالنفط وبالتالي الاستمرار في تدهور أسعاره وخاصة النفط الصخري الأمريكي مما أدى إلى خسائر فادحة في الشركات الأمريكية العاملة بهذا المجال ، وقد رأينا كيف انهارت أسعار العقود الآجلة لشهر أيار إلى ما دون الصفر ، و بالتالي جنت الصين الفائدة من هذا الانخفاض وعملت على تكديس مخزون استراتيجي هائل.
النقطة الثانية أن واشنطن تعيد ترتيب أولوياتها الاستراتيجية بخصوص المناطق ذات الأولوية في الدفاع عن الأمن القومي الأمريكي ، و هنا نلاحظ التحركات و الحشود العسكرية الأمريكية التي تتركز في شمال العراق، و في شرق أوروبا، والأهم في بحر الصين الجنوبي الذي أتوقع أنه سيكون مركز الاهتمام العسكري الأمريكي.
• يعني هل تحولت بوصلة امريكا كليا نحو الصين بدل إيران؟؟؟
لا يمكننا القول بأن البوصلة تحولت إلى الصين بدل إيران ، فالعين الأمريكية لن تتحول عن إيران وتحشيد بطاريات الباتريوت للدفاع الجوي شمال العراق يندرج في هذا السياق، كما أن التوتر بين واشنطن وطهران لم ينته و بالأمس أسقط الحرس الثوري الإيراني طائرة تجسس أمريكية في الأجواء و هدد بإسقاط طائرات الهليكوبتر إن حلقت فوق آبار النفط في الخليج ، و من ناحية ثانية فالتوجه الأمريكي نحو الصين ليس جديدا ولا هو بديل عن إيران لكنه بدأ يتخذ من مدة طابعا عسكريا ملحوظا و واضحا وقريبا من حدودها في بحر الصين الجنوبي، وهذا ما تحدث عنه ترامب و مسؤولون أمريكيون من أن هناك مناطق جديدة تحوز على أهمية قصوى للأمن القومي الأمريكي وأهمها الصين فهي بتقديري العدو رقم واحد بالنسبة لواشنطن .
• كيف ساهم فيروس كورونا برايكم في تحريك بعض القضايا الدولية مثل الحرب الاقتصادية بين امريكا والصين وهل سيكون بداية مرحلة جديدة في العالم ؟؟
منذ بدايات ظهور الوباء استثمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا الموضوع وأسماه الفيروس الصيني واتهم الصين بتصنيعه و محاولة تهديد العالم بهذه الجائحة ، و كان هذا الاتهام يتصاعد في ظل المساعدات الروسية والصينية التي وصلت إلى إيطاليا و اسبانيا و صربيا و كانت بمثابة ( إنزال نورماندي ) أوراسي في دول عضوة في الناتو ، طبعا بعد كل هذه الأوضاع التي طرأت خلال تفشي الوباء في العالم ستكون هنالك متغيرات أتوقع أن تتلاحق و تطفو إلى السطح في الشرق الأوسط و شرق أوروبا والصين، و هي ذات طابع عسكري خصوصا.
• كيف ستكون متغيرات الشرق الأوسط في ما يتعلق بأهم قضاياه المطروحة حاليا؟
في الشرق الأوسط تتزاحم القضايا والصراعات تتشابك ، وكل المؤشرات لا تدل إلا على مزيد من التوترات ، وبخصوص أهم القضايا الساخنة في إدلب و ما يرتبط به من الإحتلال الأمريكي في مناطق النفط شمال شرق سوريا ، و أيضا مستجدات محاولة حصار حزب الله في لبنان و أعتقد أن الأمور تتجه إلى تصعيد خطير ، فواشنطن دعت مؤخرا إلى تعديل مهمة قوات اليونيفيل جنوب لبنان و توسيع مهامها بحيث تقوم بعمليات تفتيش لمراكز حزب الله .
و لا يبدو أن الأمور في شمال افريقيا.. في ليبيا تحديدا ستكون أفضل حالا فتركيا تنقل المقاتلين إلى هذا البلد بشكل مطرد وتعمل على الاستثمار عسكريا في الاتفاقية البحرية المبرمة مع السراج ، و تهدد بإغلاق شرق المتوسط .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115