العراق: بين صعوبات تشكيل الحكومة ...وباء كورونا .. وتجدد نشاط «داعش» الإرهابي

يعيش العراق على غرار باقي دول العالم فترة استثنائية في مواجهة انتشار فيروس «كورونا» المستجد وسط حراك سياسي حثيث لتشكيل حكومة طال انتظارها بقيادة

رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي وسط عراقيل حادة تواجهها ، هذا الحراك الذي تعيشه الساحة السايسية العراقي انضاف اليه عودة نشاط تنظيم «داعش» الإرهابي في البلاد بعد الإعلان عن الإنتصار عليه . وتنتشر في العراق مخاوف من توجه التنظيم الى تبني استراتيجية جديدة للتغطية على نشاطه الارهابي ، عبرالهجمات المتفرقة في خطوة لإثبات عودة نشاطه، وذلك رغم مرور اكثر من سنتان على انتصار العراق على تنظيم ''داعش'' الإرهابي وتحرير مدينة الموصل مركز محافظة نينوى من قبضته في 10 ديسمبر من عام 2017 ، بعد 3 سنوات من سيطرته عليها عام 2014.

إذ نفذت مجموعة من عناصر «داعش» الإرهابي هاجموا عند الساعة الواحدة من فجر امس مجموعة من الحشد العشائري التابعين لفوج ناحية دجلة جنوبي تكريت وأطلقوا نيران اسلحتهم الرشاشة نحو خيمة كانوا يعدون فيه طعام السحور ليخلف 12 قتيلا وهو ثاني حادث ارهابي خلال 24 ساعة بعد أن قتل نقيب في الشرطة الاتحادية بالقرب من قضاء بلد جنوب تكريت.وأشارت تقارير إعلامية إلى أن هذه هي المرة الثالثة التي يقتل فيها عناصر من قوات الأمن على أيدي التنظيم منذ بداية الشهر، كما قُتل اثنان من مقاتلي البيشمركة الكردية في هجوم للتنظيم في 7 أفريل.كما أسفر هجوم على مطار الصادق العسكري يوم الخميس 9 أفريل، عن مقتل عنصرين من وحدات تابعة للحشد الشعبي.وأعلنت وزارة الدفاع الشهر الماضي، مقتل 170 مدنيا وعسكريا، إلى جانب 135 إرهابيا من «داعش»، خلال مواجهات وأعمال عنف منذ شهر جانفي الماضي.

وتعهد رئيس الوزراء العراقي المكلف مصطفى الكاظمي،أمس السبت، بتكثيف الحملة ضد «داعش» بعد الهجوم الذي شنه التنظيم الإرهابي في محافظة صلاح الدين الجمعة.

إشترك في النسخة الرقمية للمغرب

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

وذكر الكاظمي في بيان: «إن العملية التي نفذتها زمر الإرهاب الإجرامية، إنما تمثل محاولة يائسة لاستثمار حالة التناحر السياسي التي تعرقل تشكيل الحكومة للقيام بواجبها الوطني في حماية أمن المواطنين وملاحقة الإرهاب على امتداد الوطن، وهي محاولات تتطلب المزيد من المسؤولية في تعاطي القوى السياسية المختلفة مع ملف تشكيل الحكومة بعيدا عن روح الاستئثار والتحاصص».

مخاوف من عودة النشاط
ويتزامن الاحتفال بالذكرى السنوية الثانية للنصر على «داعش» الارهابي هذا العام مع موجة احتجاجات شعبية عنيفة يعيش على وقعها البلد مما زاد من حساسية المشهد خاصة بعد أن أطاحت الاحتجاجات برئيس الوزراء عادل عبد المهدي . ويرى مراقبون أن مايحصل من تطورات زاد من ثقل المسؤولية الملقاة على مكونات المشهد السياسي في العراق بالإضافة الى التركة الثقيلة التي خلفتها الحرب المضنية ضد «داعش» الارهابي مع وجود عراقيل أمام تشكيل حكومة جديدة برئاسة مصطفى الكاظمي.

ويأتي تجدد الحرب مع تنظيم ''داعش'' الإرهابي مع انتظارات لقرب الإعلان عن تركيبة الحكومة الجديدة التي كلف بتشكيلها مصطفى الكاظمي ، وأيضا مع حرب السلطات الصحية لمنع مزيد انتشار وباء ''كورونا'' في البلاد. هذا التراكم في الملفات المطروحة على الساحة السياسية العراقية بدءا بصعوبات تشكيل الحكومة ومايمكن أن تلاقيه من رفض مرورا بالوضع الصحي وخطورة انتشار فيروس كورونا وصولا إلى تزايد نشاط التنظيمات الإرهابية ، كل هذه التراكمات تضع البلاد على فوهة بركان.

ويؤكد مراقبون ان الإعلان عن عودة نشاط داعش ليس مفاجئا خاصة وان تقاير سابقة أكدت ان هذا التنظيم الإرهابي جنح إلى اتباع استراتيجية جديدة للنشاط وهي النشاط السري عبر خلايا نائمة متفرقة في أغلب المدن مايزيد من خطورته، إذ كان التشكيك والتحذير سيدا الموقف بعد الإعلان قبل أشهر عن هزيمة هذا التنظيم الإرهابي ،

اذ تزايدت التّحذيرات الدوليّة من المرحلة التي ستلي فقدان تنظيم ‘’داعش’’ الارهابي للمناطق التي كانت تحت سيطرته عقب الهزائم التي مني به في بؤر التوتر خاصة سوريا والعراق وليبيا. وآخر هذه التّحذيرات صدر أمس عن «مركز جين لدراسات الإرهاب والأعمال المسلّحة الألماني ، اذ أكد التّقرير ان التهديد المستمر الذي يمثله «داعش» الإرهابي سواء محليّا أو دوليّا مستمرّ ، بل قد يدفعه إلى تكتيك جديد لبناء «دولة الظلّ» في ذات المناطق الّتي خسرها وربما في مناطق اخرى يسعى للوصول اليها.ويؤكد متابعون للشأن العراقي أن خسارة التنظيم للأراضي الّتي كانت تحت سيطرته هي خسارة لداعش ككيان جغرافي في حين يبقى خطره كجماعة مسلحة غير مركزية قائما ، كما ان هزائمه الاخيرة رغم انها كبيرة ومؤثرة لم تمنعه من القيام بهجمات متفرقة في عدة دول .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115