في البلاد وعدم تنفيد بنود اتفاق الرياض الموقع في نوفمبر 2019. وأضاف العميري أن هذا الإعلان بمثابة الطلقة الاخيرة في «نعش المجلس الانتقالي» واستمرار لحالة الفشل الذريع للحكومة اليمنية أيضا.
• ماهي قرائتكم لإعلان المجلس الإنتقالي الجنوبي الحكم الذاتي وماهي تداعيات ذلك على الوضع اليمني المتأزم؟؟
إعلان المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية لمحافطات الجنوب جاء عقب انسداد الافق السياسي وعدم تنفيذ اتفاق الرياض جراء العديد من التحديات والعوائق التي يحمل الانتقالي والحكومة الشرعية بعضهما البعض مسؤولية إفشاله إضافة الى تصاعد الانتقادات في عدن للانتقالي عقب السيول العزيرة التي تعرضت لها عدن وأثبتت فشل الجميع في تحمل مسؤولياتهم بتقديم الخدمات للمواطنين ،وأعتقد أنها ورقة ضغط بالمقام الأول على الحكومة وخطوة استباقية للهروب الى الأمام.
الإدارة الذاتية تختلف اختلافا جوهريا عن الحكم الذاتي فالحكم الذاتي يقتضي الإتفاق مع الحكومة المركزية ووجود برلمان وحكومة للاقليم وتضمين ذلك في الدستور ويتيح لمناطق الحكم الذاتي التواصل مع الدول وتلقي المساعدات منها وهذا لا يتوفر في الحكم الذاتي.
بالتالي تجدر الإشارة إلى أن المجلس الإنتقالي عسكريا مسيطر على مناطق معينة في الجنوب وهي مثلث عدن لحج أبين ولهم الصلاحيات في هذا المثلث، بعكس الحال في بقية مناطق الثروة والنفط الجنوبية التي رفضت الإعلان وتحديدا حضرموت وشبوة مما يعني أن هذا الإعلان يقضي على فكرة بناء دولة جنوبية ويقسم الجنوب نفسه الى قسمين.
• ماهي أسباب هذا القرار برأيكم؟
ما أود قوله أن الحكومة اليمنية سبق ووصفت أحداث أوت 2019 بأنها إنقلاب على الشرعية لكنها سرعان ما جنحت ،وتم توقيع إتفاق الرياض ،كما أن السيول التي حدثت في عدن أثبتت فشل الحكومة والانتقالي وانعدام تقديم الخدمات واذا لم تقف دول التحالف وتحديدا السعودية والامارات الى جانب الانتقالي فانه سيفشل فشلا ذريعا ولن يكون بوسعه دفع مرتبات الجنود والموظفين ولا تقديم الخدمات وسيكون هذا الإعلان الطلقة الاخيرة في نعش الانتقالي واستمرار لحالة الفشل الذريع للرئيس هادي الذي يبدو أن اليمن لم تعد تمثل سوى اقامة فارهة له وحكومته في فنادق الرياض دونما اي مسؤولية تجاه اليمنيين الذين يذوقون الويلات جراء هذه السياسات الرعناء التي قضت على أحلام اليمنيين وتطلعاتهم في إنهاء انقلاب الحوثي وبناء دولة النظام والقانون.
• هل أن ماحدث أقرب الى الإنقلاب العسكري كما اعتبرته قوى التحالف بقيادة الرياض ، وكيف سيؤثر ذلك على مساع الحل السياسي للأزمة اليمنية ؟
المجلس الإنتقالي يحكم عسكريا ويتحكم ببعض محافظات الجنوب وبالتالي لن يطرأ جديد في واقع الحال كونهم سلطة أمر واقع ،كلما في الأمر أن هذا انعكاس للفشل المريع لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ولسياسة التحالف باليمن، حيث تم السماح ببناء قوات أمنية وعسكرية خارج سلطة الحكومة الشرعية التي لم تعد تملك سلطة فعلية في الجنوب والشمال الا فيما ندر ، وبالتأكيد هذه الخطوة ستوثر على مساعي الحل السياسي المتعثر أصلا ..
• يكثر الحديث والتشكيك في واقع فيروس كورونا باليمن ، أين اليمن برأيكم من هذا الفيروس خاصة وأنه تم الإعلان عن حالة وحيدة ليتم فيما بعد الإعلان عن شفائها ؟
بالفعل تم الإعلان عن حالة واحدة فقط ورغم وجود عشرات الحالات المشتبة بها إلا أن نتيجة فحوصاتها سلبية ويبدو أن للعزلة التي تعاني منها اليمن جراء الحرب وإغلاق منافذها إلا لحالات السفر النادرة دور كبير في ذلك ، بيد ان معاناة اليمنيين جراء إغلاق المنافذ البرية والجوية في اليمن وغيرها من الدول كبيرة إذ أن هناك الآلاف من اليمنيين الذين خرجوا للعلاج والدراسة عاجزين عن توفير الحد الأدنى من أساسيات الحياة وبحاجة الى تدخل الحكومة والتحالف العاجل لمساعدتهم .
• وماهو تقييمكم للواقع الصحي في اليمن الذي يعيش حرب استنزاف منذ سنوات؟
الواقع الصحي للأسف الشديد النظام الصحي في اليمن منهار تماما هناك عجز في الطواقم وفي أجهزة التنفس الصناعي وفي الأجهزة المخبرية، بل تشكو الكثير من المحافظات من عدم وجود جهاز لفحص كورونا وتتم الفحوصات من خلال جهازين أكل عليهما الدهر وشرب أحدهما في صنعاء والآخر في عدن ومما وجب الإشارة إليه أن اليمنيين يعانون من الكثير من الأمراض والأوبئة ولو قدر الله وانتشر فيروس كورونا باليمن فستكون النتيجة كارثية والوفيات بشكل كبير.
• مالمطلوب اليوم من المجتمع الدولي في اليمن؟
المجتمع الدولي مطالب اليوم بتحمل مسؤولياته تجاه اليمن التي تتقاذف بها العواصف جراء فشل سياسيها والتحالف في انتشالها من الوضع الكارثي الذي يعانيه ابنائها والتي بلا شك سيكون وبال لا يحمد عقباه على الأمن والإستقرار في المنطقة والعالم .