ولطالما مثلت ظاهرة النزوح بسبب الحروب تهديدا للأمن والسلم الدوليين خصوصا بعد أن زاد وقع الصراعات في السنوات الأخيرة، لتخرج ظاهرة النزوح من نطاقها الداخلي الضيق وتتخطّى حدود البلد الواحد لتصبح ظاهرة عابرة للحدود عاش على أثرها العالم أزمة لجوء لا مثيل لها .
وأفاد مرصد أوضاع النزوح الداخلي في تقريره أن 2015 شهد زيادة 8.6 مليون نازح جديد 4.8 ملايين منهم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليصل العدد الإجمالي إلى 40.8 مليون نازح.
وجاء في التقرير ايضا أنّ النازحين ينحدرون بالأساس من 3 دول عربية تعيش حروبا دموية وهي سوريا اليمن والعراق سنة 2015 .في حين تتوزّع أعداد النّازحين المتبقيّة على دول أخرى تواجه بدورها اقتتالا وعدم استقرار داخليين، وهي على التوالي أفغانستان وإفريقيا الوسطى وكولومبيا والكونغو الديمقراطيّة ونيجيريا وجنوب السّودان وأوكرانيا. وبين التقرير أن 5 دول تعاني من حركة نزوح متزايدة منذ سنة 2003، وهي إفريقيا الوسطى وكولومبيا والعراق وجنوب السودان والسودان. وجاء في التقرير أيضا أنّ 19.2 مليون شخص نزحوا سنة 2015 نتيجة الكوارث الطبيعية، مع تسجيل أكبر أعداد في الهند والصين والنيبال. وتسببت النزاعات والكوارث الطبيعية معا في 27.8 مليون نازح جديد داخل بلادهم عام 2015 كعدد إجمالي. وأورد التقرير السنوي لأول مرة عدد النازحين جراء الجريمة المنظمة وعنف العصابات. حيث بلغ عددهم مليون شخص في ديسمبر 2015 وذلك في كل من سلفادور وغواتيمالا وهندوراس المكسيك وفق نفس التقرير .
الأسباب والتداعيات
ويربط مراقبون تزايد أعداد النازحين في السنوات الأخيرة اولا إلى المتغيّرات السياسيّة الحادة التي عاش على وقعها العالم العربي سنة 2011 وماعقبه من فوضى سياسية وأمنية في المنطقة العربية على غرار الأزمة السورية المستمرة منذ 6 سنوات ، علاوة على الحرب بين الفرقاء الليبيين والمخاض العسير الذي مرت به حكومة الوحدة هناك ، بالإضافة إلى الصّراع الداخلي في اليمن بين الحكومة والحوثيين ، كل هذه التراكمات جعلت –وفق متابعين- من المنطقة العربية تقف على حافة بركان متفجر من الحروب والصراعات.
الفوضى السياسية والأمنية في الدول العربية التي شهدت ثورات ناجحة في بعضها وفاشلة في.....