هذه الأزمة التي خفقت كل المساعي والمحادثات الإقليمية والدولية والأممية الجارية منذ سنوات في إيجاد حل لها.
لقد توقع عديد المتابعين بان تسهم جائحة كورونا وانشغال الدول الكبرى في مجابهة تداعياتها – لاسيما تلك المؤثرة في الملف الليبي- في تثبيت نوع من الهدنة الإنسانية تكون خطوة أولى نحو حل مبدئي لحل هذه الأزمة المستعصية . الا ان إرادة الفاعلين المحليين والخارجيين وفرقاء الصراع سواء في الغرب الليبي او شرقه حالت دون ذلك ودون تحقيق هذا الحلم الذي انتظر الليبيون طويلا تحقيقه لينتهي كابوس الحرب ومعاناتها .
لم يسلم مستشفى الخضراء المخصص لمصابي فيروس كورونا من الحرب ومن القصف الذي دمر مخزن الأدوية وحجرة للعمليات وأقساما أخرى. وهو ما يزيد الوضع سوءا في بلد تعاني المنظومة الصحية فيه من هشاشة وتراجع . مما يعقد أكثر عملية مجابهة كورونا خاصة مع وصول عدد الإصابات الى 24 حالة بحسب بيانات وزارة الصحة.
ورغم إعلان حفتر والسراج الموافقة على هدنة إنسانية للتركيز على جهود مكافحة كورونا، إلا أنها عمليات خرق الهدنة تتواصل مما دفع حكومة الوفاق مؤخرا لاطلاق عملية «عاصفة السلام» العسكرية ضد حفتر.
واليوم باتت ورقة المياه والكهرباء تستخدم كسلاح حرب وورقة ضغط بحسب ما أكدت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا على لسان نائب رئيس البعثة الأممية، منسق الشؤون الإنسانية في ليبيا، يعقوب الحلو. واكد بأن القوات المتقاتلة تعمد الى قطع إمدادات المياه عن السكان في أي مكان في ليبيا. وبيّن ان أكثر من
مليوني شخص، بينهم 600 ألف طفل، يعيشون في طرابلس والبلدات والمدن المحيطة بها، يعانون من انقطاع المياه منذ ما يقرب من أسبوع، بعد تعطيل إمدادات المياه في جزء من النهر الصناعي، على يد إحدى المجموعات في منطقة الشويرف كأسلوب ضغط لتأمين إطلاق أفراد من أسرتها.
فاليوم جميع جهود الوساطة لحل الخلاف فشلت والخاسر الأكبر هم المدنيون الليبيون الذين حرموا من أبسط حقوقهم الحياتية من مياه وكهرباء ، فيما يعكّر القصف المتواصل في ليبيا صمت العالم الذي يجابه محنة كورونا بحجر صحي عام.