كورنا في العالم: تحسن طفيف في إيطاليا ووفيات قياسية بإسبانيا وألمانيا تستعد للأسوأ

بدأت معدلات الوفيات في الانخفاض بإيطاليا مع ارتفاع حالات الشفاء من فيروس كورونا، لكن الأوضاع تزداد سوء في إسبانيا التي سجلت

بالأمس معدلات وفيات قياسية، فيما تستعد ألمانيا لدخول الفترة الحرجة من الوباء.وقالت منظمة الصحة العالمية إن هناك علامات على بعض الاستقرار في تفشي فيروس كورونا المستجد في أوروبا.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن مايك رايان المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية القول إن «أملنا القوي» في أن تكون إيطاليا وإسبانيا قد اقتربتا من ذروة تفشي المرض، وأن «تؤتي إجراءات الحظر والإغلاق الأوروبية التي بدأت قبل عدة أسابيع ثمارها»، مضيفاً أن الحالات المسجلة حاليا هي إصابات من قبل نحو أسبوعين.وفي إيطاليا التي سجّلت أول حالة وفاة بالفيروس أواخر فيفري قفز عدد الوفيات فيها إلى 11,591 حالة وعدد الإصابات إلى 101,739، فيما شفي 12,384 شخصا. وتتصدر إيطاليا دول العالم من حيث أعداد الوفيات. وسُجلت 812 وفاة و4,050 إصابة جديدة، في حين أعلنت السلطات الإيطالية شفاء 14,620 شخصا من الفيروس.

إسبانيا.. الأزمة تتفاقم
بيد أن الأوضاع في إسبانيا تتخذ منحى أكثر سوء، حيث سجلت 849 وفاة في 24 ساعة، في رقم قياسي جديد في البلاد منذ بداية انتشار الوباء، وفق ما أعلنت عنه السلطات.
وأودى الفيروس بحياة 8189 شخصاً في إسبانيا، 3603 منهم في مدريد بؤرة الوباء. وتعد إسبانيا ثاني دولة أكثر تضرراً بسبب المرض من حيث عدد الوفيات بعد إيطالياأعلنت السلطات الإيطالية إنها ستمدد فترة الإغلاق في البلاد للعمل على استئصال وباء كورونا المستجد، بعدما بلغ تجاوز...
آمالا كانت قد عُقدت إثر تباطؤ طفيف سٌجل في الأيام السابقة.

حجر صحي في 18 دولة افريقية
على صعيد اخر وصل عدد الدول الإفريقية التي أعلنت حظرا كاملا أو جزئيا للتجول إلى 18، في إطار جهودها لمنع انتشار فيروس كورونا.
وتخشى حكومات تلك البلدان من انتشار الفيروس، بسبب عدم كفاية بنيتها التحتية في قطاع الصحة، إذ تلجأ إلى اتخاذ تدابير صارمة رغم عدد الإصابات القليلة للغاية.ورغم عدم تسجيلها أي إصابات، أعلنت كل من ليسوتو وسيراليون، إضافة إلى زمبابوي التي سجلت 7 إصابات فقط، حظر تجول في البلاد.مع تزايد حالات الإصابة والوفاة من جراء فيروس كورونا المستجد عالميا، يحذر مسؤولو الصحة حول العالم من أن ذروة الوباء لم تأت بعد، وسط توقعات باتساع رقعته أكثر.

البلدان الإفريقية التي أعلنت حظرا كاملا أو جزئيا للتجول هي: غانا وبوركينا فاسو وموريتانيا والسنغال وكوت ديفوار وجنوب إفريقيا وكينيا وأوغندا وليسوتو والسودان وسيراليون ونيجيريا وزمبابوي ورواندا والجزائر وليبيا وتونس ومصر.كما أغلق 31 بلدا حدوده، فيما أوقفت 12 دولة الرحلات الجوية.وبلغ عدد الإصابات بالفيروس في القارة السمراء حتى صباح أمس الثلاثاء، نحو 5 آلاف و255، والوفيات 173. وحتى ظهر أمس الثلاثاء، أصاب الفيروس قرابة 800 ألف حول العالم، توفي منهم نحو 39 ألفا، فيما تعافى حوالي 170 ألفا.

وتتصدر إيطاليا دول العالم في وفيات كورونا، لكنها تحل ثانية بعد الولايات المتحدة بإجمالي عدد الإصابات.وأجبر انتشار الفيروس دولا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وفرض حظر التجول، وتعطيل الدراسة، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات العامة، وإغلاق المساجد والكنائس.
وبرغم محدودية الإمكانيات الطبية، تحاول الدول العربية التصدي لوباء كورونا كوفيد-19 المتفشي في العالم أجمع. فقد باتت شوارع مصر، بلد الـ100 مليون نسمة، خالية تطبيقا لتعليمات حظر التجول التي فرضتها الحكومة لكبح انتشار الوباء. وعاشت الجزائر، التي تشهد مبادرات شبابية لصناعة ملابس طبية، وفاة أول طبيب جراء الفيروس. وفي لبنان، دعا الصليب الأحمر المواطنين إلى عدم التخلي عن الحيوانات الأليفة مخافة انتشار الفيروس. وفي المغرب، التي شهدت ارتفاعا ملحوظا في عدد الإصابات، تم تمديد حالة الطوارىء الصحية حتى الـ20 من أفريل.

الهيئة الفرنسية للأدوية تحذر
من جهتها حذّرت الهيئة الفرنسية للأدوية أمس الأول من الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة للعلاجات التي تمّ اختبارها لمرض كوفيد-19، داعيةً إلى عدم استخدامها «في أي حال» للتطبيب الذاتي، فيما تمّ الإبلاغ عن ثلاث وفيات يُرجّح أن تكون مرتبطة بهذه العلاجاتوقال مدير عام الهيئة الوطنية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية دومينيك مارتان وفق وكالة ''فرانس براس'' إنه تمّ الإبلاغ عن «حوالى ثلاثين» أثراً جانبياً خطيراً و»ثلاث وفيات»، لدى مصابين بكورونا المستجدّ عولجوا بعقار «بلاكينيل» (هيدروكسي كلوروكوين) وأيضاً بعقار «كاليترا» المضاد للفيروسات القهقرية ويجمع بين مادتي لوبينافير وريتونافير.

وأوضح أنه أُبلغ عن الآثار الجانبية بشكل أساسي في المستشفى والتحاليل جارية للتحقق مما إذا كانت الآثار المسجّلة ناجمة أم لا عن العلاجات التي تلقاها المصابون. وأعرب عن أمله في التوصل إلى خلاصات أولى «بحلول نهاية الأسبوع».ووضعت الهيئة تحت «المراقبة المشددة» منذ حوالى 15 يوماً كل العلاجات التي تم اختبارها لمكافحة كوفيد-19 «خصوصاً عندما تُستخدم خارج إطار التجارب السريرية».وقال دومينيك مارتان «من الطبيعي تجربة العلاجات نظراً للظروف، لكن هذا لا يمنع وجوب ممارسة مراقبة، أي أن تكون هناك يقظة بشأن هذه الأدوية».

في هذا الإطار، سُلطت الأضواء على الهيدروكسي كلوروكوين مقترناً بالمضاد الحيوي أزيتروميسين، منذ أن نشر البروفسور الفرنسي ديدييه راوول دراستين مثيرتين للجدل وتوصلتا وفق قوله إلى «فاعلية» هذين العقارين ضد فيروس كورونا المستجدّ. واعتبر مدير هيئة الأدوية الفرنسية أن هذا الأمر يستحق «انتباهاً خاصاً».وأشار إلى أن تناولهما مع بعض «يرجّح خطر» حصول اضطراب في معدل ضربات القلب «ما قد يؤدي إلى نوبة قلبية». وأضاف أن هذا الأمر «واقعياً أكثر لدى المرضى الذين يعانون من كوفيد-19» بسبب الاضطرابات في الأيض الناجمة عن هذا المرض.

حصيلة وفيات كورونا في أمريكا
على صعيد متصل تجاوزت حصيلة الوفيات بسبب فيروس كورونا كوفيد-19 في الولايات المتحدة ثلاثة آلاف شخص من أصل 163 ألفا و429 مصابا، وفق حصيلة أعلنتها جامعة جونز هوبنكز الأمريكية .وأظهرت حصيلة أعدّتها جامعة جونز هوبكنز الأمريكية أن عدد الوفيّات الناجمة عن وباء كورونا كوفيد-19 في الولايات المتحدة قد تخطى مساء الاثنين ثلاثة آلاف، بينما ارتفع عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس إلى أكثر من 163 ألفا.

ووفقا للحصيلة فقد سجّلت الولايات المتحدة لغاية اليوم وفاة ثلاثة آلاف وثمانية أشخاص من أصل 163 ألفا و429 شخصا تأكّدت مخبريا إصابتهم بفيروس كورونا كوفيد-19.

وعلى الرّغم من أن الولايات المتحدة هي، وبفارق كبير، أول دولة في العالم من حيث أعداد المصابين بالفيروس، فإن إيطاليا لا تزال في الطليعة من حيث عدد الوفيات الناجمة عن الوباء بتسجيلها أكثر من 11 ألفا و500 وفاة. وبسبب بطء إدارته في التصدي للوباء في بداية ظهوره بالبلد، تعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لانتقادات شديدة.
وأظهرت مشاهد مروعة من مستشفيات في نيويورك، الولاية الأكثر تضررا بالوباء، وفي أنحاء أخرى من البلاد أن المنظومة الصحية الأمريكية عاجزة عن التعامل مع الأزمة وتفتقر إلى إمدادات أساسية مثل الكمامات والملابس الواقية وكذلك إلى معدات منقذة للحياة مثل أجهزة التنفس الاصطناعي. وبعدما كان يأمل في عودة الحياة في الولايات المتحدة إلى طبيعتها بحلول عيد الفصح في 12 أفريل عن ترامب تمديد العمل بإجراءات التباعد الاجتماعي المفروضة للحدّ من تفشّي الوباء حتى نهاية أفريل

بما في ذلك للتحذيرات التي وجهها كبار العلماء في البلاد بشأن الأزمة المتزايدة.وكان المستشار الرئاسي لشؤون الأوبئة أنتوني فاوتشي قد حذر الأحد من إمكانية أن يودي فيروس كورونا المستجدّ بحياة ما بين مئة ومئتي ألف شخص في الولايات المتحدة، وهو سيناريو وصفه ترامب بأنه «مروع».

كورونا أبعد ما يكون عن الانتهاء في آسيا''
من جانبه قال مسؤول في منظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء إن وباء فيروس كورونا العالمي «أبعد ما يكون عن الانتهاء» في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وإن الإجراءات الحالية لكبح انتشار الفيروس تمنح فقط بعض الوقت للدول للاستعداد لانتقال واسع النطاق للعدوى.
وقال تاكيشي كاساي المدير الإقليمي لمنطقة غرب المحيط الهادي في منظمة الصحة العالمية إنه حتى في ظل كل تلك الإجراءات، فإن خطر انتقال العدوى في المنطقة لن يزول ما دام الوباء مستمرا.وأضاف في إفادة إعلامية عبر الإنترنت أنه ينبغي على الجميع الاستعداد لانتقال واسع النطاق للعدوى.وحذر كاساي الدول التي تشهد انخفاضا في عدد الحالات من التراخي وإلا فإن الفيروس قد يعود مجددا.

بوتين وترامب يتفقان على التعاون العلمي
من جهة أخرى أكد الكرملين، أنه بناء على اتفاق بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، تواصل موسكو وواشنطن بحث التعاون العملي بين البلدين في مكافحة وباء كورونا.وأكد الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين امس الثلاثاء، أن ترامب وبوتين تطرقا إلى مساعدة طبية روسية للولايات المتحدة خلال اتصال هاتفى بينهما أمس ، حيث «أشارا إلى أهمية التعاون الدولي» في مجال التصدي لفيروس كورونا.

وأضاف: «بناء على اتفاقات بين الرئيسين، يستمر بحث الجوانب العملية لهذا الموضوع على مستوى المختصين».

وكان ترامب ذكر أمس، أن روسيا أرسلت طائرة محملة بمواد طبية للولايات الأمريكية للمساعدة في ردع تفشى وباء كورونا في البلاد.ونقل موقع روسيا اليوم عن بيسكوف ، وصفه للمحادثة التي بادر إليها الرئيس الأمريكي، بأنها كانت «غنية ومطولة وبناءة جدا»، وشهدت «تبادلا مفصلا للمعلومات الخاصة بالتدابير التي يتخذها بلدانا في إطار مكافحة فيروس كورونا».وشدد بيسكوف على أن أيا من بلدان العالم لم يكن مستعدا، بل ولم يكن بوسعه أن يكون مستعدا لاندلاع عدوى مثل وباء فيروس كورونا الحالي، وأضاف أنه ليس بمقدور أي نظام رعاية صحية في العالم أن يمر عبر هذه الفترة العصيبة دون أن يواجه صعوبات في غاية الخطورة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115