في الذكرى السنوية الـ44 ليوم الأرض: «كورونا» يلغي مسيرات العودة في عامها الثالث ودعوات دولية لكسر الحصار عن غزة

تتزامن الذكرى السنوية الـ44 ليوم الأرض المصادف ليوم 30 مارس الجاري ، مع يعانيه العالم اليوم من حرب ضد العدو المجهول »فيروس» كورونا

، فلسطين أيضا من بين الدول التي سجلت حالات إصابة بهذا الوباء وسط وضع صحي خطير في ظل الاحتلال الصهيوني .ويمثل يوم الأرض عنوانا يجسد إرادة الشعب الفلسطيني الصامد في جه الاحتلال الغاشم والمتمسك بحقه في العودة الى أراضيه بهد سنوات من التهجير القسري والأسر والانتهاكات التي تطاله وسط صمت دولي مريب.

واقع المشهد في الأراضي المحتلة متدهور بطبعه نتيجة الاحتلال المفروض عليها منذ عقود طويلة ما خلف أزمة انسانية غير مسبوقة في التاريخ بين مهجرين قسرا ولاجئين وأسرى ومحاصرين في مناطق الصراع .هذا الاحتلال الذي يعاني تبعاته الشعب الفلسطيني تضاف اليه اليوم تبعات أخرى أشد فتكا بشهادة القطاعات الصحية في العالم التي تعجز إلى اليوم عن مجابهة هذا الوباء المستجد.

كان من المقرر أن تدخل مسيرات العودة يوم أمس عامها الثالث بتصميمٍ شعبيٍ على الاستمرار بالنضال والمقاومة حتى تحقيق أهداف الشعب في العودة ، اعلنت لجان المقاومة ولجان التظاهر المعنية بتنظيم المسيرات تأجيل كل التظاهرات الشعبية بسبب الطارئ الصحي الذي يتهدد العالم ويتهدد الأراضي المحتلة على حد سواء وهو وباء ‘’كورونا’’ ، إذ سجلت الأراضي المحتلة يوم أمس 6 إصابات بفيروس كورونا، في بلدة قَطنة شمال غرب القدس، منها 5 إصابات لعائلة واحدة بينهم طفلة في الثانية عشرة من عمرها، و3 نساء تتراوح أعمارهن بين (30- 50) عاما، ورجل ثلاثيني وآخر خمسيني، ما يرفع حصيلة الإصابات في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية إلى 104 حالة إصابة.

وفي بيان صادر عن الهيئة الوطنية لمسيرات العودة ومواجهة صفقة القرن تم الإعلان عن إلغاء المسيرات المليونية التي تم التحضير لها وذلك ‘’ حرصاً من الهيئة على الإنسان الفلسطيني، والتزاماً بحالة الطوارئ فقد تم إلغاء الفعالية المركزية، واستبدلناها بفعاليات رمزية، داعية جماهير الشعب الفلسطيني للمشاركة الفاعلة والرمزية فيها، من خلال «رفع وإطلاق الأعلام الفلسطينية في سماء الوطن،- وحرق علم الاحتلال الصهيوني، - توقف حركة السير بالمحافظات لمدة 5 دقائق - والدعوة لقرع أجراس الكنائس - والصدح بالتكبيرات من المساجد ومن شرفات وأسطح المنازل في كل أنحاء محافظات الوطن في آنٍ واحد وذلك بعد آذان المغرب مباشرة اليوم الاثنين.-البدء بحملة الوطنية للتعقيم بكل محافظات الوطن حماية لشعبنا من خطر تفشي هذا الوباء القاتل فسلامة شعبنا هو املنا اليوم داعين العالم كله لرفع الحصار الظالم عنا و لإمدادنا بكل المقومات المطلوبة للتصدي لفيروس كورونا».

وأكدت الهيئة في بيانها على ‘’استمرار مسيرات العودة، ومواصلة توسيعها وتطويرها والحفاظ على شكلها السلمي كشاهد على ظلم الاحتلال، واستمرار السعي لنقلها إلى جميع أماكن تواجد شعبنا. فأمامنا أعباء ومهام معقدة تفرض علينا تعزيز وتوسيع الاشتباك الشعبي والوطني مع هذا الاحتلال وضد المؤامرات التي تستهدف قضيتنا وعلى رأسها صفقة المجرم ترامب».

وتابع البيان «في ظل الأزمة العالمية الراهنة، وإجراءات الطوارئ التي تم الإعلان عنها للوقاية من المرض، فإننا في الوقت الذين نشيد بالجهود الوطنية والشعبية المبذولة لمواجهة المرض، فإننا ندعو في الهيئة إلى تضافر الجهود الوطنية لتعزيز صمود الجبهة الداخلية الفلسطينية لأبناء شعبنا في الداخل والشتات ، وخصوصاً من الفئات المهمشة والمتضررة. وندعو الجميع للالتزام بالتعليمات والارشادات الصادرة عن جهات الاختصاص».

الغاء مسيرات العودة بسبب «كورونا»
من جهته قال الإعلامي معاذ العموري لـ«المغرب» أنه وبخصوص الوضع الصحي، منذ بداية انتشار وباء الكورونا اتخذت السلطات المحلية في غزة قراراً بإغلاق معبري رفح البري وبيت حانون.وأضاف ان السلطات سمحت فقط بعودة الغزيين من خارج غزة، ثم قامت بحجر العائدين في المدارس حيث زودت السلطات المحلية هذه المدارس بأسرة وأغطية واختارت قوات شرطية وطواقم طبية للبقاء مع المحجورين مدة الحجر البالغة أسبوعين مددت لاحقاً لثلاثة أسابيع.

وتابع محدثنا ‘’قبل عدة أيام اكتشفت حالتين فلسطينيين كهلين مصابين «بالكورونا» تلا ذلك اكتشاف 7 حالات جديدة من الأجهزة الأمنية الشرطية التي كانت تحرس مقر الحجر الذي يخضع فيه الكهلين.إذ تعتبر السلطات المحلية الوضع الصحي في غزة مُستقر ومُسيطر عليه حتى اللحظة حيث أجرت وزارة الصحة مئات الاختبارات للعائدين من الخارج و من خالطهم وظهر نتائجهم سلبية عدا 9 حالات سابقة الذكر’’ على حد تعبيره.

وأكد الإعلامي الفلسطيني أن «ركن الجبهة الداخلية» في المقاومة الفلسطينية والبلديات كثفت عمليات تعقيم الشوارع والأماكن العامة بشكل كبير وغطت عمليات التعقيم جميع أنحاء قطاع غزة بشكل عام.كما سرّعت عمليات بناء مشفى ميداني مخصص للحجر الصحي بسعة أكثر من 1000 غرفة مجهزة خلال أسبوعين بإشراف قائد حركة حماس يحيى السنوار حيث شارك في عمليات البناء «ركن الجبهة الداخلية» التابع لكتائب القسّام وهو يوشك على الافتتاح خلال الايام المُقبلة.من جانب أخر لازالت السلطات المحلية في غزة تناشد العالم بضرورة كسر الحصار المفروض على إدخال المعدات الطبية والصحية لقطاع غزة ، موضحاً أن القطاع الصحي في غزة غير قادر على إستيعات أي صدمات».وتابع محدثنا انه وفي ضوء ما سبق ألغت الهيئة العليا لمسيرات العودة ومقاومة صفقة القرن المسيرة المليونية المُقررة امس وذلك حفاظاً على حياة المواطنين في غزة .

دعوات لرفع الحصار عن «غزة»
وتتزامن هذه التطورات الدولية مع الذكرى الـ 44 ليوم الأرض مع استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة وتمدد الاستيطان بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي هذا السياق قالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، «إن الذكرى الـ44 ليوم الأرض الخالد، تمر على الشعب الفلسطيني وهو يواجه خطرين؛ أولهما الاحتلال الذي يتفشى ويتمدد في الأرض الفلسطينية، ويتنكر لحقوق الفلسطينيين، ويواصل سياساته القائمة على الضم والفصل العنصري والتهجير القسري والتطهير العرقي بدعم من إدارة ترامب التي لم تتوانَ عن تقديم دعمها المتعدد الأشكال لنصرة اليمين الإسرائيلي المتطرف وصولا الى تصفية القضية الفلسطينية»،

وأضافت عشراوي في بيان لها، أن الخطر الثاني الذي يواجه الشعب الفلسطيني اليوم كما شعوب العالم قاطبة هو فيروس «كوفيد- 19» العابر للحدود، وخطورته لا تقل عن خطورة الاحتلال فهو يتفشى بين شعوب العالم مستهدفا بقائها على الأرض، ويكشف عن بشاعته وبشاعة الاحتلال الاسرائيلي الذي استغل انشغال العالم بهذه الجائحة لتصعيد انتهاكاته وجرائمه وممارساته الاستيطانية الاستعمارية ونهجه القائم على الإهمال الصحي للفلسطينيين في أراضي العام 1948 والقدس المحتلة وقطاع غزة وإهماله للأسرى في السجون الاسرائيلية والعمال وتعريض حياتهم للخطر في هذه المرحلة الصعبة”.

ويرى مراقبون أن التطورات العالمية الراهنة تزيد من مسؤوليات المجتمع الدولي السياسية والقانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني مع استمرار سياسة الاحتلال الغاشم وأيضا الظروف اللا إنسانية التي يعاني منه الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني والوضع الصحي المتدهور في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115