مشاهير وسياسيون من دول العالم وضعوا على لائحة العزل الصحي: هل تنفع الاستراتيجية الصينية للقضاء على «جائحة» كورونا ؟

من ووهان الصينية انطلق فيروس كورونا في 12 ديسمبر الماضي لينتشر في كل أصقاع العالم ويتحول في غضون شهرين الى جائحة عالمية تجاوز عدد الوفيات فيها الـ 10 آلاف

شخص بحسب آخر التقارير المختصة. وسجلت الصين وحدها معقل الفيروس، 3 آلاف و248 حالة وفاة. فيما جاءت ايران في المرتبة الثالثة من حيث الوفيات، حيث شهدت حتى اليوم ألفا و284 حالة وفاة.
ووصل عدد الإصابات بالفيروس إلى 246 ألف و20 حالة في العالم، تماثل للشفاء منهم 98 ألف و532 شخص.

الاستراتيجية الصينية
وجاء اعلان الصين اول امس بعدم تسجيلها أية إصابة محلية جديدة بفيروس كورونا خلال اليومين الماضيين ، ليزيد من فرص وامكانيات السيطرة على الوباء في دول أخرى اذا ما تم اعتماد الاستراتيجية الصينية لمجابهة هذا الخطر.
وأكدت اللجنة الصحية في الحكومة الصينية في بيان لها، إنها لم تسجل أية إصابة جديدة بالفيروس، إلا أنها أحصت 39 إصابة جديدة بالفيروس لأشخاص وافدين من خارج الصين. وأشارت أن العدد الإجمالي للإصابات الوافدة إلى الصين ارتفع إلى 228 حالة. فهل تكون الصين معقل الوباء هي نفسها مصدر الشفاء ؟
الأكيد ان استراتيجية الصين في التعامل مع الوباء أتتها أكلها خاصة مع تضاءل عدد الحالات وذلك عبر اللجوء لسياسة العزل الصحي والتقيد بها بصرامة من قبل كل المواطنين والشرائح الاجتماعية . ولكن نسبة الوعي الفردي والمجتمعي تختلف بين بيئة وأخرى وقد لا تكون مرتبطة بمدى تقدم الدول او تطورها ...فالوضع الكارثي الذي وصلت اليه إيطاليا رغم انها من الدول المتقدمة ...جاء بسبب سياسة الإهمال او التقليل من حدة الخطر وعدم التقيد بإجراءات العزل الصحي او البطء في اتخاذ القرار المناسب بالسرعة المطلوبة وذلك بالرغم من التحذيرات العالمية بشأن خطورة المرض . فتحولت إيطاليا الى البؤرة الثانية للوباء عالميا بعد الصين، واليوم أعلنت السلطات عدم تمكنها من السيطرة عليه ومحدودية طاقة استيعاب المستشفيات بسبب العدد الهائل من الإصابات . والمفارقة ان دول الاتحاد الأوربي التي كانت تعطي المثل بالوحدة تبدو اليوم أمام تحد جديد . فأمام هذه الكارثة العالمية وجدت إيطاليا نفسها تجابه وحيدة هذا الوباء المستفحل . ولم تنفع إجراءات اغلاق الحدود في تجنب الأسوأ وفي الحد من عدد الإصابات . وفرنسا أيضا تبدو في وضع لا تحسد عليه مع ارتفاع عدد الحالات.

مشاهير كبار على لائحة العزل الصحي
والمفارقة ان فيروس كورونا الذي أصاب كل دول العالم لم يفرق بين سياسي ودبلوماسي وبين مواطن عادي ،فمشاهير وسياسيون من مختلف الدول وضعوا على لائحة العزل الذاتي بعد اصابتهم بالوباء مثل كبير مفاوضي بريكست لدى الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه وأسطورة الجاز الإفريقي مانو ديبانغو ولاعب كرة القدم الفرنسي بليز ماتويدي. كما أعلن قصر موناكو أن الأمير ألبير الثاني مصاب بفيروس كورونا المستجد، ووضع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو نفسه في العزل المنزلي لمدة أسبوعين منذ 13 مارس، بعدما جاءت نتيجة فحوصات زوجته صوفي غريغوار ترودو إيجابية. وفي عالم الفن نقل عازف الساكسوفون الكاميروني أسطورة الجاز الإفريقي مانو ديبانغو إلى المستشفى لإصابته بفيروس كورونا. وكان توم هانكس وزوجته الممثلة والمغنية ريتا ويلسون أول نجوم هوليود الذين أعلنوا إصابتهم في 12 مارس. كما أعلن الممثل البريطاني إدريس إلبا أن فحصه كان إيجابيًا ووضع نفسه في العزل.
وأصيب الكاتب التشيلي البالغ من العمر 70 عامًا لويس سيبولفيدا الذي يعيش في شمال إسبانيا بالفيروس ولا يزال في المستشفى. وفي عالم الرياضة وضع بليز ماتويدي، بطل العالم في كرة القدم مع المنتخب الفرنسي في 2018، نفسه في العزل طواعية في المنزل منذ 11 مارس بعدما جاءت نتيجة اختباره إيجابية.
والقائمة تطول من نجوم عالم الرياضة والسياسيين والدبلوماسيين والفنانين حول العالم الذين تمّ وضعهم في الحجر الذاتي .
ويبدو ان هذا الفيروس – رغم صغر حجمه -سيغير الكثير من النظريات الفلسفية والسياسية في العالم ، وستبدأ معه مرحلة جديدة ترتكز على أهمية الوحدة المجتمعية لأن الخطر واحد والخلاص منه يجب أن يكون مشتركا للقضاء على «جائحة» القرن .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115