ردود فعل إقليمية ودولية حادة أمام تنامي مطامع الأتراك في سوريا . ويتوقع مراقبون أن تثير هذه المساعي التركية لبسط السيطرة على الثروة النفطية في سوريا صداما جديدا مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تبسط إلى حد الآن سيطرتها على اغلب الحقول الكبيرة في شرق سوريا.
ووفق تقرير نشره موقع صحيفة «أحوال» التركي، فإن الرئيس التركي طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، التشارك في إدارة حقول النفط في دير الزور شرق سوريا بدلا من القوات التي يقودها الأكراد.وقال أردوغان للصحفيين على متن طائرته أثناء العودة من بروكسل: «عرضت على السيد بوتين أنه إذا قدم الدعم الاقتصادي فبإمكاننا عمل البنية ومن خلال النفط المستخرج هنا، يمكننا مساعدة سوريا المدمرة في الوقوف على قدميها».
كما كشف أنه طلب من بوتين المشاركة في إدارة حقول النفط بدير الزور شمال شرقي سوريا بدلا من «استغلال الإرهابيين» لها، وقال «عرضت على السيد بوتين أنه إذا قدم الدعم الاقتصادي فبإمكاننا إقامة البنية، ومن خلال النفط المستخرج هنا، يمكننا مساعدة سوريا المدمرة في الوقوف على قدميها».
وجاء لقاء أردوغان وبوتين الأسبوع الماضي لبحث المستجدات في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، إثر التصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة وبلغ ذروته بمقتل 33 جنديا تركيا جراء قصف جوي لقوات النظام السوري على منطقة خفض التصعيد. وإثر ذلك أطلقت تركيا عملية «درع الربيع» ضد قوات النظام السوري هناك.
مطامع تركية
ويرى مراقبون أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يحاول عبر هذا المقترح ضرب عصفورين بحجر واحد من جهة إحداث شرخ بين الحلفاء روسيا والنظام السوري واضعاف التعاون بينهما ومن جهة أخرى فرض وجودها في الفترة المقبلة على الميدان السوري حتى بعد التوصل إلى تسوية سياسية عبر خلق ورقة ضغط جديدة.
وعلى صعيد متصل هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن بلاده ستقوم بعمل عسكري كبير في إدلب إذا لم يتم الالتزام بوقف إطلاق النار المتفق عليه .
وقال رجب طيب أردوغان إن تركيا لن تتوانى عن القيام بعمل عسكري أكبر من سابقه في منطقة إدلب، بشمال غربي سوريا. ويرى متابعون أن تركيا ألقت بكل ثقلها في سوريا خشية خروجها من اللعبة واستفراد باقي الأطراف بالميدان السوري، وهو ما تعتبره خطرا على أمنها القومي بوجود الأكراد في سوريا وتمتعهم بنفوذ ميداني هناك. اذ تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة على معظم مناطق حقول النفط في شرق سوريا.وبالتالي يعتبر القرار الذي تحاول تركيا الاستفادة منه موجها بالأساس لمواجهة نفوذ الأكراد المدعومين من أمريكا بصفة أساسية.
يشار إلى أن دير الزور السورية تحتوي على أضخم الحقول النفطية في سوريا بالإضافة منطقة الحسكة الإستراتجية إضافة للآبار والحقول المحيطة بالمدينة مع العلم أن أغلب هذه الحقول الموجودة في دير الزور والحسكة والمناطق المحيطة بها تخضع لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» . وتقول تقارير أن احتياطي النفط في سوريا يبلغ نحو ملياري برميل يتركز الجزء الأكبر منه في دير الزور.