محاولة اغتيال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك: تضامن دولي واسع وتحذيرات من محاولات ضرب مسار التغيير في السودان

تعرض رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أمس إلى محاولة اغتيال استهدفت موكبه في العاصمة السودانية الخرطوم ،

في وقت تمر فيه السودان بمرحلة حساسة بعد تغيير سياسي فرضته إرادة الشارع واحتجاجات شعبية أدت إلى إسقاط حكم الرئيس السابق عمر البشير . واعتبر الراي العام الدولي ان محاولة اغتيال حمدوك تأتي في إطار محاولات عرقلة السودان عن مسار ونهج التغيير الذي يسير فيه منذ أشهر.
وأكدت وسائل إعلام أن رئيس الوزراء ومرافقيه لم يصابوا بأي أذى خلال الهجوم باستثناء شخص واحد جرح بشكل طفيف في كتفه نتيجة سقوطه من دراجة بخارية. ووقع الهجوم في وقت تواجه فيه حكومة حمدوك صعوبات جمة في إدارة أزمة اقتصادية حادة أدت إلى مظاهرات شعبية طالت أغلب مدن البلاد ونجحت في الإطاحة بحكم العسكر.
وأظهرت لقطات بثتها محطات تلفزيون إقليمية ودولية ووسائل للتواصل الاجتماعي موكبا به عدد من السيارات الرياضية المتعددة الأغراض البيضاء التي لحقت بها أضرار وسيارة تعرضت لأضرار جسيمة. ووفقا للتقارير الأولية فإن محاولة الاغتيال تمت بسيارة مفخخة وأسفرت عن إصابة شخص واحد بجروح.يشار إلى أن حمدوك تم تعيينه على رأس حكومة انتقالية بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير كما تم اثر محاولة الاغتيال نشر صورة لحمدوك وهو في مكتبه لطمأنة الشارع السوداني على صحته.


وقال وزير الإعلام السوداني فيصل صالح امس الاثنين إنه سيتم التعامل بحزم مع كل «المحاولات الإرهابية» وتفكيك النظام القديم، وذلك في أول تعليقات رسمية عقب محاولة اغتيال رئيس الوزراء. وأضاف أنه «سيتم التعامل بالحزم اللازم مع كل المحاولات الإرهابية والتخريبية ... والمضي قدما في تنفيذ مهام الثورة وتفكيك ركائز النظام القديم».وقال الوزير السوداني إن التحقيقات جارية لتحديد المسؤول عن الهجوم.
يشار إلى أن الاحتجاجات الشعبية التي عاشها السودان لأشهر طويلة انتهت بتسليم الحكم لحكومة انتقالية بهدف إدارة دفة الحكم بعيدا عن سطوة الجيش ، وأيضا بهدف القطع مع ديكتاتورية حكم البشير بكل ما حملته فترة حكمه من تهديد لمنظومة الحقوق والحريات والديمقراطية المنشودة في البلاد. ويشغل حمدوك منصبه منذ أوت من العام الماضي، بعد أن أجبرت الاحتجاجات الجيش على إقصاء الرئيس السابق عمر البشير .
ويرى مراقبون أنّ ما حصل سيزيد من مخاوف السودانيين بشأن المخاطر من تحول بلدهم إلى ساحة لصراعات جديدة قد يغذيها تضارب السياسات الداخلية وأيضا تباين المواقف بين مختلف مكونات المشهد السياسي الداخلي، إذ بات الغموض يكتنف مستقبل هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها السودان .
وبالإضافة إلى المعضلات الداخلية يحذر متابعون من تنامي الدور الخارجي الذي يواجهه السودان الذي بات في مرمى مطامع أطراف خارجية لعدة اعتبارات نظرا للأهمية الاقتصادية والإستراتيجية التي يتمتع بها السودان. وخلف التغيير في رأس السلطة السودانية تباينا في ردود الفعل الدولية والإقليمية والتي دعمت في أغلبها الانتقال الديمقراطي والسلمي للسلطة في السودان .
ردود فعل دولية
وخلفت محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء السوداني ردود فعل دولية داعمة للحكومة السودانية ، إذ أكدت الولايات المتحدة وبريطانيا، أمس الاثنين، دعمهما للحكومة الانتقالية في السودان برئاسة عبد الله حمدوك عقب تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة، معبرين عن إدانتهما للهجوم.
وأعربت السفارة الأمريكية عن «الصدمة والحزن إزاء الهجوم على موكب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك»، مضيفة: «خالص تعازينا للضحايا.. سنواصل دعم الحكومة الانتقالية بقيادة المدنيين، وتضامنا مع الشعب السوداني».من جانبه، قال السفير البريطاني في السودان، عرفان صديق: «محاولة الاغتيال تؤكد من جديد الطبيعة الحساسة للمرحلة الانتقالية، والدور المحوري الذي يؤديه رئيس الوزراء».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115