من بينهم الأمير أحمد بن عبد العزيز الشقيق الأصغر للملك سلمان والأمير محمد بن نايف بن شقيق العاهل السعودي والأمير نواف بن نايف وذلك بحسب ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال .
وأكدت الصحيفة أنّ لهذه الحملة صلة بمحاولة انقلاب مزعومة، وقالت إن الأمير أحمد كان من بين ثلاثة أشخاص فقط في هيئة البيعة، التي تضم كبار أعضاء الأسرة الحاكمة، عارضوا تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017. وأضافت الصحيفة أنه تمّ فرض قيود ومراقبة تحركات الأمير محمد بن نايف منذ ذلك الوقت. وأوضحت أن اعتقال الأمراء الثلاثة تم صباح أول أمس من قبل عناصر مقنعة من حرس الديوان الملكي، مشيرة إلى أن سبب الاعتقال هو «خيانة الوطن». فجاء اعتقال الأمراء اليوم كرد أيضا على محاولة هؤلاء تغيير ترتيب وراثة العرش لصالح الامير حمد بحسب بعض المصادر، ويبدو أنّ هؤلاء الأمراء يعتبرون منافسين أقوياء لولي العهد على العرش.
ومنذ توليه ولاية العهد سعى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي – وهو الابن السادس للملك سلمان بن عبد العزيز - الى تعزيز سلطته واستبعاد كل منافسيه المحتملين على ولاية العرش، ففي سنة 2017 احتجزت السلطات السعودية العشرات من الأمراء وكبار المسؤولين والوزراء الحاليين والسابقين والمسؤولين ورجال الأعمال في فندق «ريتز كارلتون» بالرياض بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان. وكان من بين الموقوفين آنذاك وزير الحرس الوطني المقال الأمير متعب بن عبد الله نجل الملك الراحل عبد الله، وشقيقه أمير الرياض السابق تركي بن عبد الله، والأمير الملياردير الوليد بن طلال، والأمير فهد بن عبد الله بن محمد نائب قائد القوات الجوية الأسبق.
ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم ، لم تتوقف حملة الاعتقالات والملاحقات لكبار الأمراء في العائلة الحاكمة والنخب السياسية والدينية والاقتصادية في بلد يعيش تحديات عديدة داخلية وخارجية.
ويبدو ان الطريق للعرش في المملكة سيكون مليئا بالتخبطات والصراعات بين الأجنحة المتنافسة سواء الموالية لولي العهد محمد بن سلمان او المناوئة له.
مرحلة جديدة من الصراعات
ويعدّ محمد بن سلمان الرجل القوي في المملكة منذ تعيينه رئيسا للديوان الملكي في جانفي من سنة 2015 وحتى اختياره وليا لولي العهد في افريل من نفس العام قبل ان يتم اختياره وليا للعهد في جوان من سنة 2017 بعد إقرار هيئة البيعة السعودية بإعفاء ابن عمه ولي العهد وزير الداخلية محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود. لتدخل المملكة معه مرحلة جديدة من الصراعات والتنافس على الحكم.
ويسعى بن سلمان اليوم للحفاظ على نفوذه وتوسيعه عبر استبعاد كل المعارضين الا انه أيضا يواجه تحديات لا يحسد عليها خاصة في المستوى الخارجي بسبب حروب الاستنزاف التي دخلت فيها المملكة مثل حرب اليمن وتداعياتها داخليا وإقليميا وكذلك الصراع المتواصل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ولئن أظهر فور توليه منصبه توجّهات انفتاحية ومختلفة عمَّن سبقه من قيادات السعودية، فشهدت البلاد في عهده اتخاذ سلسلة قرارات مثل السماحَ للمرأة السعودية بالقيادة ودخولِ الملاعبِ الرياضية وتفعيلِ هيئة الترفيه، إلا انه على المستوى الخارجي ساهمت سياساته في مزيد تأزيم العلاقات بين الرياض وجيرانها الإقليميين . فقد فرض الحصار على قطر بشكل يهدد مستقبل البيت الخليجي ووحدته ، وقاد الحَربَ على الحوثيين في اليمن، وعارض الاتفاق النووي الإيراني.
وحاول على المستوى الاقتصادي تقديم رؤية جديدة اعتبرها إصلاحية لبلاده وتتعلق بطرح نسبة من أسهم شركة أرامكو، بهدف استحداث أسلوب جديد في إدارة هذه الشركة العملاقة ، ولكن حرب الاستنزاف السعودية في اليمن كلفت هذه الشركة خسائر فادحة خاصة بعد الضربات التي تلقتها على يد الحوثيين .
لقد بدأت أصداء هذه المعركة الشرسة التي تجري داخل المملكة السعودية ، تُسمع خارجيا والأكيد أنّ تداعياتها وانعكاساتها الكبيرة ستطال موقع الرياض ودورها العربي والإقليمي .