دعوات دولية لإقامة منطقة حظر طيران: روسيا وتركيا ... والهدنة الصعبة في سوريا

رغم أن الهدوء الحذر رافق الساعات الأولى لوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بعد مباحثات روسية تركية بين الرئيسين فلاديمير بوتين

ورجب طيب اردوغان، إلاّ انه سرعان ما عادت المواجهات المسلحة بين الأطراف المتحاربة ما يهدد بإفشال اتفاق الهدنة ‘’الصعب’’ الذي تم التوصل إليه بعد أيام من تفجر المشهد الميداني في سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 15 شخصا قتلوا أمس الجمعة في اشتباكات بين قوات الحكومة السورية ومسلحين متشددين في جنوب محافظة إدلب، وذلك بعد ساعات من سريان وقف لإطلاق النار أبرمته روسيا وتركيا.
ودخل في ساعات الفجر الأولى يوم أمس اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته موسكو وأنقرة حيز التنفيذ، وذلك بعد مفاوضات ومباحثات طويلة امتدت لـ6 ساعات بين اردوغان وبوتين في روسيا في مساعي حثيثة لوقف التصعيد الخطير الذي تعيش على وقعه ‘’ادلب’’ في الشمال السوري ومارافق ذلك من موجة نزوح كبيرة .
وتدعم كل من تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، وروسيا أطرافا متقاتلة في الحرب السورية المستمرّة منذ تسع سنوات.

وتساند موسكو الرئيس بشار الأسد فيما تدعم تركيا بعض جماعات المعارضة، وأوشك الجانبان على الدخول في مواجهة مباشرة في الأسابيع القليلة الماضية.ويواجه الاجتياح التركي للشمال السوري معارضة أوروبية روسية وسط دعوات لإقامة منطقة حظر طيران لمنع تعرض أي مستشفيات للقصف.
طموحات تركية
إذ تخشى أنقرة طموحات الأكراد وهو ما بدأت روسيا باستخدامه كورقة ضغط ضد حكومة اردوغان بعد إسقاط الطائرة الروسية قبل عامين ، ما جعل تركيا تستعمل ورقة اللاجئين ضد أوروبا وذلك بغية الحصول على دعم أوروبي لمواجهة روسيا وخلق موطئ قدم في الميدان السوري أيضا.ولطالما كان لروسيا تأثير في ما يجري على الأرض في سوريا، إلاّ أن الدور الذي تحاول تركيا لعبه في المعادلة السورية خلق صداما غير مباشر بين الطرفين لم تنجح الاتفاقات الموقعة بين الدولتين في إخفاء معالمه وتطوراته المتسارعة خاصة وأن أنقرة تحاول بكل جهدها فرض وجهة نظرها والضغط على كل الأطراف المعنية بهدف تحقيق مآربها في سوريا وعلى رأسها انشاء المنطقة
تحدق العديد من العراقيل باتفاق الهدنة بين قوات النظام السوري والقوات الروسية، ولعلّ التجارب السابقة مع اتفاقات وقف إطلاق النار في سوريا لم تكن بالنتائج المرجوّة منها، ممّا يزيد من التوقعات السلبية بفشل هذه الهدنة أيضا ، في وقت تعوّل فيه القوى الدوليّة عليها لتهدئة الاقتتال المشتعل على الميدان السوري.
ولعلّ أحد أهمّ الأسباب التي من شانها إفشال وقف إطلاق النار، عدم الالتزام السابق بهدنات سابقة باعتبار أن خيوط اللعبة ليست كلها بأيدي المتفقين عليها أي الجانبين الروسي والتركي وأيضا في ظلّ تباين مواقفها وتعدّد توجّهاتها .
ويستبعد مراقبون أن يدوم هذا الاتفاق لوقف إطلاق النار طويلا في ظلّ تباين الأهداف بين روسيا وتركيا وأوروبا أيضا، فمنذ بداية الأحداث في سوريا عام 2011 باتت دمشق ميدانا لحرب بالوكالة تداخلت فيها أطراف خارجية وأذرعها المسلحة على الميدان مما يزيد من إشعال المشهد المتفجر.
التطوّرات الأخيرة في المعادلة السوريّة وتغيّر موازين القوى، زادت من مساعي بعض القوى المؤثرة ، إقليميّا ودوليّا عبر اعتماد ورقة اللجوء كورقة ضغط ، كل تلك التطورات تحمل في طياتها تداعيات خطيرة مرتقبة ستلقي بظلالها على المشهد في الشرق الأوسط.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115