العراق على وقع المظاهرات المطالبة بتشكيل حكومة والمخاوف من انتشار كورونا

يعيش العراقيون اليوم بين ضغط المظاهرات اليومية المطالبة بتسمية مرشح مستقل للحكومة وبين الخوف من تفشي فيروس كورونا

الذي تحول الى كابوس يؤرق العالم برمته . فقد أثرّ هذا الفيروس على الوضع في العراق مع تسجيل ثلاث وفيات في يوم واحد اول أمس في بلد يشهد نقصا فادحا في الأطباء والأدوية والمستشفيات. مما حدا بالسلطات الى اتخاذ اجراءات وقائية مشددة لمنع انتشار الوباء خاصة في الأماكن الشيعية المقدسة التي ظهرت فيها أعراض الوباء مثل كربلاء والنجف .
وقد أعلنت السلطات العراقية غلق المقاهي ودور السينما والمدارس والجامعات حتى السابع من مارس الجاري لاحتواء المرض كما أعلنت العتبة الحسينية المقدسة بالعراق في بيان أمس أنها قررت عدم إقامة صلاة الجمعة لهذا الأسبوع في مدينة كربلاء بسبب مخاوف تتعلق بفيروس كورونا.
ورغم ذلك فان هذا الفيروس لم يمنع المتظاهرين في البصرة من إغلاق عدد من الطرق والتقاطعات المرورية وإحراق الإطارات للتنديد بآلية تسمية المرشح لتشكيل الحكومة المقبلة، وذلك بعد خمسة أشهر من انطلاق المظاهرات . ويرى الكاتب والباحث العراقي سالم مشكور في حديثه لـ«المغرب» ان المشهد العراقي بعد اعتذار المكلف بتشكيل الحكومة توفيق علاوي يتّسم بالقلق والترقب وسط مخاوف من استمرار وضع العراقيل أمام أية محاولة جديدة لتشكيل حكومة. ويضيف بالقول: «هناك تناقضات كبيرة بين الكتل السياسية وفي ساحات التظاهرات التي تبدو منقسمة في موقفها من الحكومة المطلوبة. واللافت ان غالبية ساحات التظاهر عارضت الرئيس المكلف لتكون في نفس الخانة مع الكتل السياسية التي منعت عنه الثقة».


فهناك اليوم مطالب بتكليف شخصية مستقلة وقوية لرئاسة الحكومة خلال 15 يوما. وذلك من أجل الخروج من الأزمة المستفحلة وإيجاد تسوية بين الكتل السياسية العراقية بعيدا عن المصالح الخاصة ولعبة المحاصصة المذهبية والحزبية والسياسية . فاليوم يحتاج العراق الى حكومة مصغرة لإدارة المرحلة الانتقالية تنتهي بإجراء انتخابات مبكرة .
وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد شرع بإجراء مشاورات مع الاطراف السياسية للإسراع بتكليف مرشح لتشكيل الحكومة الجديدة في غضون 15يوما بعد إعلان محمد توفيق علاوي الاعتذار عن مواصلة تشكيل الحكومة بعد استقالة حكومة عادل عبد المهدي بضغط جماهيري كبير.
أما بشأن الخوف من انتشار كورونا وتداعياته على المشهد العراقي يجيب محدثنا بالقول :«خطر كورونا يثير الكثير من القلق في الشارع خصوصا وان البنية الصحية للبلاد لا تؤهلها لمواجهة هذا الوباء. وزارة الصحة دورها ضعيف سواء كان في الاجراءات الوقائية او العلاجية وكذلك على صعيد حملات التوعية الضعيفة. التعويل الشعبي هو على حلول الربيع والصيف ليتراجع انتشار الفيروس». وقد تم تأكيد اصابة 34 حالة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد بحسب ما أعلنت أعلنت وزارة الصحة والبيئة العراقية في محافظتي ديالى والنجف.
يأتي ذلك فيما لا تزال البلاد تواجه خطر داعش الارهابي الذي يحاول الانتقام من القوات العراقية بعد خسارته للمناطق التي احتلها سابقا وذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من الهزيمة التي مني بها على يد الجيش العراقي. فقد تمكن تنظيم داعش الإرهابي من اصابة جندي وعنصرين في «الحشد الشعبي» اول امس، في هجومين شنهما عناصر التنظيم الارهابي على محافظة ديالى شرقي البلاد. في حين اكد جهاز مكافحة الإرهاب اعتقال 6 إرهابيين يشكلون خلية متخصصة بالاغتيالات في محافظة كركوك، شمالي البلاد. والمعلوم ان وتيرة الهجمات الإرهابية تصاعدت خلال الأشهر الماضية خاصة في محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى، والتي يطلق عليها العراقيون اسم «مثلث الموت».
فاليوم تبدو أمام الحكومة المقبلة تحديات عديدة أولها تحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد والإصلاح الاقتصادي والإداري المطلوب في بلد تحكمه المحاصصه الطائفية، إضافة إلى القضاء على خلايا «داعش» الإرهابية التي تنام تارة وتستيقظ تارة أخرى من أجل خلط الأوراق في المشهد العراقي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115