في اجتماع اليوم السبت بالدوحة: أفغانستان على أعتاب اتفاق تاريخي بين واشنطن و«طالبان»

يترقب كل من الشارع الأمريكي والأفغاني على حد سواء نتائج المفاوضات الدائرة منذ أشهر طويلة بين سلطات الولايات المتحدة الأمريكية وحركة «طالبان» المتشددة ،

مع وجود أنباء عن قرب توقيع اتفاق تاريخي بين الجانبين ينصّ على انسحاب الجماعة المتشددة من أطول حروبها التي تشنها في أفغانستان منذ عقود طويلة وهي خطوة يسعى المتفاوضون عبرها إرساء آلية تفاوض وحوار بين الحكومة الأفغانية وهذه الحركة المتشددة . ولئن يرافق الأمل هذه المفاوضات بهدف إلى إرساء آلية تفاوض بين الحكومة والحركة المتمردة بعد عصيان وحرب مستمرة لأكثر من أربعين عاما أودت بحياة الآلاف وشردت أعدادا كبيرة من المدنيين في البلاد ، إلاّ أنّ الشكوك تبقى السمة الدائمة التي ترافق هذه المفاوضات خاصة وسط غموض نوايا حركة طالبان وأيضا في ظل المعضلات السياسية الحادة التي تعيشها أفغانستان هذه الفترة.
وقالت وسائل إعلام انه من المتوقع أن يحضر ممثلون عن 30 دولة حفل التوقيع اليوم السبت في العاصمة القطرية الدوحة ، رغم أن الحكومة الأفغانية لن ترسل مندوبا عنها اذ تعتبر الحكومة الأفغانية أنها ليست جزءا من هذه المفاوضات الدائرة لعدم ثقتها في حركة «طالبان» التي أخلت مرارا باتفاقيات سابقة.
ويأتي هذا الرفض الرسمي الأفغاني لمثل هذه المفاوضات في ظل تعقيدات سياسية واسعة النطاق في البلاد ناجم عن عداء واضح بين أمريكا والسلطة الحاكمة باعتبار ان واشنطن تعارض إعادة رئيس البلاد غني بعد أشهر من انتخابات بعد اتهامات بتزوير النتائج .
وعود ترامب الانتخابية
وتحتضن العاصمة القطرية الدوحة منذ أكثر من عام محادثات بين طالبان والولايات المتحدة والتي تمّ تعليق نشاطاتها مرارا وتكرارا بسبب تجدّد أعمال العنف وعدم التوافق حول شروط معينة. ووفق تسريبات إعلامية لمسودة الاتفاق تتيح بعض بنوده للجيش الأمريكي البدء بعملية الانسحاب من أفغانستان وذلك تنفيذا لإستراتيجية الانسحاب التي دعا إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه الحكم خلفا للرئيس السابق باراك اوباما . وكان ترامب وعد بإنهاء «الحروب العبثية التي لا نهاية لها»، إلا أن محلّلين حذروا من أنّ الاستعجال في مغادرة أفغانستان قد يتسبّب بوضع صعب لا يمكن تصوره.
يشار إلى أنّ مقترح سحب القوات الأمريكية اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ بدء حملته الانتخابية والتي يبلغ عددها حوالي 14 ألفا ونزلت حاليا إلى 8600 . ولعل من بين المعضلات التي عرقلت مرارا التوافق بين الطرفين هي اتهامات توجهها هذه الحركة المتمردة إلى سلطات أفغانستان بالرضوخ لإملاءات الإدارة الأمريكية. ومؤخرا وفي ختام التقرير الأمني السنوي في ميونيخ بألمانيا، أشارت الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية انهما تقتربان من إعلان اتفاق في غضون أيام، قد يمهد الطريق لمحادثات سلام بين الأطراف الأفغانية المختلفة وبالتالي انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.

إشترك في النسخة الرقمية للمغرب

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د


وطرد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة حركة طالبان من السلطة بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001. وشنّ المتمردون الذين كانوا يحكمون كابول منذ 1996 وحتى أكتوبر 2001، حملة متواصلة أودت بحياة أكثر من 2400 جندي أمريكي وعشرات الآلاف من أفراد قوات الأمن الأفغانية.وأنفقت واشنطن أكثر من ألف مليار دولار في هذه الحرب التي قتل وأصيب فيها أكثر من مئة ألف مدني أفغاني منذ 2009، حسب أرقام الأمم المتحدة.
وقد تحدثت تقارير إعلامية أفغانية عن أن اتفاق السلام المرتقب بين طالبان والولايات المتحدة، سيتضمن سحب خمسة آلاف جندي أمريكي من أفغانستان خلال أربعة أشهر، بينما سيتم سحب بقية القوات خلال عامين من توقيع الاتفاق، كما يتضمن الاتفاق قيام القوات الأمريكية والقوات التابعة للحكومة الأفغانية، بالإفراج عن أسرى حركة طالبان لديهم، والذين يُقدر عددهم بما بين خمسة إلى عشرة آلاف أسير.
ويرى مراقبون أن سعي الإدارة الأمريكية الحالية إلى سحب قواتها من أفغانستان يتنزل ضمن إستراتيجية يتبعها الرئيس الحالي دونالد ترامب بضرورة ضمان عدم لعب أمريكا لدور جندي العالم دون مقابل»، وعدم الدخول في حروب بالوكالة للدفاع عن أي بلد وأي جهة دون مقابل وهي خطوة لاقت قبولا لدى الرأي العام والساحة السياسية في أمريكا .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115