عن مؤتمر برلين حول ليبيا من توصيات. فرغم تشكيل اللجنة العسكرية 5+5 من طرف طرفي الصراع وانجاز اللجنة المذكورة لجولتين من المفاوضات غير المباشرة ، لم يتوقف القتال رغم سعي المبعوث الأممي للتقليل من ذلك.
واكتفى خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي بالإشارة إلى حصول انتهاكات وخروقات من طرفي الحرب الراهنة وأن الحرب الواسعة قادمة. معطيات تتحدث عن تحشيد حفتر لقوات إضافية في مدن صرمان والعجيلات استعدادا لاقتحام الزاوية وزواره ورأس الجدير بالتوازي مع تضييق الخناق على قوات حكومة الوفاق داخل طرابلس . معطيات أكدت وصول أسلحة جديدة ونوعية لطرفي الحرب ، المنظمات التابعة للأمم المتحدة على غرار مفوضية اللاجئين وجمعية أطباء بلا حدود أخذت تلك التطورات على محمل الجد وتستعد للأسوأ.
كما تتوقع تلك المنظمات اندلاع الحرب من جديد في أية لحظة سيما مع تعثر تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين، إذ ترى القيادة العامة للجيش التابعة للحكومة المؤقتة بأن الأطراف المشاركة في مؤتمر برلين لم تلتزم بالتوصيات الصادرة عن المؤتمر المذكور ومن ضمنها الطرف التركي الذي استمر في إرسال الأسلحة والمقاتلين. مقابل ذلك تلاحظ القيادة العامة للجيش الذي يقوده حفتر تراخى وتهاون المجتمع الدولي في وقف التدخل التركي .
وترى قيادة الجيش أن تفويض ملتقى القبائل لها في الحرب على الإرهاب والمليشيات هو غطاء لعملياتها العسكرية .بينما ترى حكومة الوفاق أنها الطرف الشرعي المعترف به دوليا و ان حفتر متمرد على تعبيرها ويريد السلطة، وتعتبر الوفاق انه من حقها طلب الدعم العسكري الخارجي لردع حفتر .فمنذ لقاء باريس 2 لم يلتق السراج مع حفتر رغم محاولات لجمعهما مجددا .
خلاف عميق
جميع اللقاءات السابقة بين الرجلين أي السراج وحفتر انتهت بتفاهمات باركها المجتمع الدولي وأغلب مكونات الشعب الليبي، لكن بمجرد عودة السراج إلى طرابلس يتم الضغط عليه لينقلب على تلك التفاهمات، بل ويتخذ خطوات وقرارات لا تنسجم بما جرى الاتفاق عليه مع حفتر .
وتوقيع اتفاق الهجرة غير الشرعية مع ايطاليا 2018 مثال على ذلك . واتضح للجميع بان السراج يتعرض لضغوطات من جماعات الإسلام السياسي وبالأساس من جماعة الإخوان الذين يخشون تكرار السيناريو المصري ونهاية حكم الإخوان، إلاّ أنّ ما يتعرض له السراج من ابتزاز وضغوطات لا قدرة له إطلاقا على تحمله سيما مع شبه تخلي المجتمع الدولي عن توفير دعم فعلي لحكومة الوفاق الشيء الذي جعله يفكر في الانسحاب عديد المرات .
المحصلة أنّ الخلاف عميق مابين معسكر السراج ومعسكر حفتر بسبب تشدد جماعة الإخوان أو ما يعرف بالإسلام السياسي الراديكالي.
بدء محادثات حول ليبيا في جنيف بغياب ممثلي حفتر
نقل دبلوماسيون عن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسّان سلامة قوله أن المحادثات السياسية في جنيف حول النزاع في ليبيا «بدأت» بمن حضر، اي ممثلي حكومة الوفاق الوطني وشخصيات اختارتها المنظمة الدولية فقط، وفق ما أفاد دبلوماسيون.
ولم يحضر ممثلو البرلمان المتمركز في الشرق بدعم من المشير خليفة حفتر، الاجتماع.وكان طرفا النزاع الليبي، حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج ومقرّها طرابلس والسلطة الموازية في الشرق، أكدا عدم مشاركتهما في الاجتماع.
وطلب سلامة، متحدثاً من جنيف أثناء اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي في نيويورك ، من الدول التي لديها تأثير على حفتر ممارسة ضغوط من أجل مشاركة ممثلين عنه في المفاوضات، وفق المصادر الدبلوماسية نفسها.
وكان وزير خارجية الحكومة الموازية عبد الهادي الحويج قال الأربعاء إن مشاركة فريقه «لا تزال معلقة». واتهم الأمم المتحدة بأنها تحاول «فرض» ممثلين. وليبيا غارقة في الفوضى منذ أن أطاحت انتفاضة مدعومة من حلف شمال الأطلسي عام 2011 بنظام العقيد معمر القذافي وقتلته.وتشنّ قوات حفتر هجوما للسيطرة على طرابلس منذ افريل الماضي. ويتعثر مقاتلوه على أطراف العاصمة، لكن المعارك أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص، وفقًا للأمم المتحدة.وقد اختتمت لجنة عسكرية تضم خمسة أعضاء من كل جانب محادثات في جنيف الأحد بـ«مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار» سيتم وضع اللمسات الأخيرة عليها في مارس، وفق لبعثة الأمم المتحدة.