ليبيا: وفد مجلس النواب المشارك في مفاوضات جينيف ينسحب ويعود إلى برقة

رغم إعلان كل من الوفاق والمؤقتة تعليق المشاورات والمفاوضات السياسية التي دعت إليها الأمم المتحدة في جينيف،

عاد المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة ليؤكد التصميم على إجراء تلك المفاوضات بين طرفي الصراع. وكان وفد مجلس النواب المعترف به دوليا انسحب أمس من مفاوضات جينيف وعاد إلى بنغازي عبر القاهرة، ويبدو أنّ التطوّرات السياسيّة والعسكرية الحاصلة في طرابلس هي التي دفعت برئاسة البرلمان إلى طلب انسحاب وفدها المتواجد في جينيف .
التطورات السياسية تمثلت في طلب وزير داخلية السراج من الولايات المتحدة فتح قاعدة عسكرية في ليبيا ردا على الدعم العسكري الروسي المتزايد لقوات حفتر وأيضا استمرار تدفق الأسلحة والمرتزقة إلى غرب ليبيا .

ويرى مراقبون بان ثغرات مسار استئناف الحوار السياسي والاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار مازال بعيد المنال لعدة أسباب بينها فشل الأمم المتحدة في إيجاد قدر من الثقة بين الفر قاء . إذ لم ينجح غسان سلامة حتى في إقناع الفر قاء من خلال اللجنة العسكرية 5+5 في مصافحة بعضهم و الجلوس وجها لوجه، حيث اكتفى كل وفد بالجلوس في غرفة ويتولى سلامة نقل الأفكار والمقترحات والشروط بين الطرفين .

مشهد يذكرنا بما كان يقوم به المبعوث الاممي السابق الاسباني برناردينو ليون خلال مفاوضات اتفاق الصخيرات المغربية 2015 ، أما السبب الآخر فهو تعنت الفرقاء وغياب عامل الثقة وعدم استعداد الفرقاء لمبدأ الشراكة في الحكم ، سبب ثالث ويتمثل في التدخلات الخارجية وصراع المصالح بين دول الإقليم حيث برزت تركيا بشكل لافت وأصبحت تقريبا طرفا دوليا وصيا على ليبيا سيما بعد توقيع مذكرتي تفاهم مع حكومة الوفاق ، نفوذ تركيا المتزايد قلص من أهمية الدور الايطالي والفرنسي في إدارة أزمة ليبيا .

وقف إطلاق نار مشروط
في غضون هذه التجاذبات تحاول القبائل استعادة زمام الأمور وتجلى ذلك في البيان الختامي لملتقى القبائل الأخير بترهونة الذي جدد الدعم المطلق للجيش الذي يقوده حفتر في حربه على الإرهاب ، ورفضه الكامل للتدخلات الخارجية ومنح فرصة للمليشيات المسلحة لتسليم سلاحها .
إلى ذلك ورغم حديث الأمم المتحدة عن وقف لإطلاق النار بمحاور القتال حول طرابلس إلا أن الأنباء القادمة من جنوب طرابلس تؤكد تصعيدا خطيرا للمواجهات، إذ استهدفت المدفعية التابعة لحفتر قاعدة معيتيقة العسكرية. وفي وقت لاحق ذكرت مصادر عسكرية موالية لحفتر أن الهدف كان غرفة عمليات تركية داخل القاعدة مضيفة بان الإصابات كانت دقيقة وسقط جراءها مرتزقة سوريون وعسكريون أتراك .

تطورات عسكرية من جانب حفتر اعتبرها ملاحظون من داخل طرابلس أنها تنسف جهود البحث عن حل سلمي للازمة ، وتجبر حكومة الوفاق على طلب التدخل الخارجي ودعوة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تنفيذ التزاماتهم حيال حكومة الوفاق المعترف بها دوليا .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115