غدا يصوت الإيرانيون لانتخاب برلمان جديد: المشهد الإيراني والتغيرات المقبلة

يستعد الإيرانيون يوم غد الجمعة للتصويت لاختيار 290 نائبا في البرلمان . وتأتي الانتخابات البرلمانية في وقت تواجه

فيه الجمهورية الإيرانية الإسلامية تحديات عديدة داخلية وخارجية خاصة فيما يتعلق بالصراع مع الولايات المتحدة بشأن ملفها النووي وكذلك عديد الملفات الحارقة في المنطقة . لذلك فان هذا الاستحقاق الانتخابي هو من الأهمية بمكان وستسهم نتائجه في رسم سياسات ايران وخياراتها سواء في الداخل او فيما يتعلق بعلاقاتها الخارجية.
وقد أيد مجلس صيانة الدستور أهلية 7148 مرشحا لخوض المنافسة الانتخابية، من بينهم 782 امرأة، يتنافسون على 290 مقعدًا في البرلمان. ومن ضمن المقاعد 5 للأقليات الدينية (المسيحيون الأرمن في الشمال، المسيحيون الأرمن في الجنوب، المسيحيون الآشوريون والكلدانيون، الزرادشتيون، اليهود)، وتعد دائرة طهران الدائرة الانتخابية الأكبر ويمثلها 30 نائبا.

ويبلغ عدد الناخبين أكثر من 57 مليونًا، 29 مليونًا من الذكور وأكثر من 28 مليونا من الإناث. ويبلغ عدد مراكز الاقتراع 54611 مركزًا .
وتجرى الانتخابات على دورتين. المرشحون الذين يتصدرون النتائج ينتخبون اعتبارا من الدورة الاولى اذا حصلوا على اكثر من 25% من الاصوات. واذا لم يتجاوز اي منهم هذه العتبة، تنظم دورة ثانية. وتعلن النتائج مساء يوم الجمعة فيما يتعلق بالدوائر الصغيرة اما في باقي المحافظات فتعلن في اليوم التالي . والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف سيكون شكل البرلمان القادم ومن سيحظى بغالبية المقاعد الإصلاحيون ام المحافظون؟ .

تعزيز موقع المحافظين
ان البرلمان الحالي المنبثق عن انتخابات 2016 يتكون من ائتلاف بين الإصلاحيين والمعتدلين والمحافظين وهو الأمر الذي أعطى أريحية أكبر في التحرك ودعما سياسيا وبرلمانيا هاما للرئيس الروحاني المعروف بخطه الإصلاحي المعتدل. ولعب دورا هاما في الملف النووي الإيراني وكان قد تولى
منصب كبير المفاوضين النوويين في إيران، (من 6 أكتوبر 2003 إلى 15 اوت من 2005). . واليوم تشير عديد المعطيات الى احتمال تقدم المحافظين بشكل كبير خلال الانتخابات القادمة . والمعروف ان المحافظين من أكبر المعارضين للاتفاق النووي الإيراني مع الغرب .لذلك فان سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإعلان انسحابه بشكل أحادي من الاتفاق مع فرض عقوبات اقتصادية جديدة على طهران ، كل ذلك اسهم في اضعاف هذا الاتفاق وداعميه من التيار الإصلاحي الذي كان يعول كثيرا على المعركة الدبلوماسية وعلى رهان المفاوضات لتحقيق المزيد من النقاط للجمهورية الإيرانية فيما يتعلق بالملف النووي . وربما ان الاتفاق النووي الذي توصلت اليه ايران مع الغرب سنة 2015 لعب دورا حينها في تصويت الناخبين للتيار الإصلاحي الداعم لهذا الاتفاق .
لذلك يتوقع عديد المتابعين ان يسهم هذا التغير في موقف واشنطن في تعزيز موقع المحافظين خلال الانتخابات القادمة. ويرى المحلل السياسي اللبناني المختص في الشأن الإيرانية قاسم قصير لـ " المغرب " ان الانتخابات التشريعية الإيرانية تتم وفقا لمواعيدها الدستورية وترشح لها آلاف المرشحون وتم اختيار قسم منهم وفقا للأسس التي وضعها مجلس صيانة الدستور. مشيرا الى انه لم يترشح رئيس مجلس الشورى الإيراني الدكتور علي لاريجاني لها لأن هناك معلومات تفيد بأنه قد يترشح لرئاسة الجمهورية.

التأثيرات الخارجية
اما عن تأثير هذه الانتخابات على موقع ايران اليوم وسياساتها الخارجية يضيف محدثنا :" تأتي هذه الانتخابات بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني وفي ظل انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وتصاعد التوترات بين طهران وواشنطن مما انعكس سلبا على دور التيار الإصلاحي. ولذلك هناك توقعات أن تؤدي هذه التطورات إلى تعزيز التيار المحافظ تمهيدا للانتخابات الرئاسية بعد حوالي السنتين". وأكد قصير بأن التيار المحافظ يتقدم حاليا على التيار الإصلاحي".
مهما يكن من أمر فان المجتمع الإيراني يبقى دائما صاحب مفاجآت ولذا فان كل السيناريوهات متوقعة في بلد بات لاعبا محوريا في قضايا المنطقة وقوة نووية وعسكرية واقتصادية وسياسية وازنة بالرغم من كل عواصف العقوبات والضغوطات الغربية والأمريكية التي واجهته طيلة العقود الماضية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115