وكانت النسخة الجديدة للمؤتمر قد ركزت على السياسات الأمنية والتحديات الاقتصادية.وعلى مدى يومين ناقش المسؤولون بالمؤتمر ملفات عدة أزمات مشتعلة في مناطق عديدة حول العالم بينها الملف الليبي ،علما وأنّ رئيس حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا فائز السراج حضر أشغال المؤتمر وجدد في كلمته تمسك حكومته بخيار الحل السلمي للازمة .
الملف الليبي كان حاضرا أيضا في كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمين عام جامعة الدول العربية احمد أبو الغيط . وركز كلاهما في ما يتعلق برؤية حل الأزمة الليبية على وقف التدخلات الخارجية و تغذية الصراع بإرسال المقاتلين والأسلحة وضرورة دعم مبادرة الأمم المتحدة ..
عكست مشاورات ومناقشات مؤتمر ميونيخ للأمن مدى اهتمام الاتحاد الأوروبي باستمرار الفوضى في ليبيا والتحديات الأمنية المتسارعة بعد التصعيد العسكري في غرب ليبيا الناتج عن توقيع مذكرتي تفاهم بين طرابلس وأنقرة، المذكرة البحرية أشعلت الخلاف بين تركيا واليونان وقبرص العضوة بالاتحاد والمذكرة العسكرية أوجدت خلاف بين تركيا واليونان العضوين بحلف الناتو ..
تخشى دول الاتحاد الأوروبي وبالذات الدول الواقعة على ضفة المتوسط ايطاليا – فرنسا وحتى ألمانيا تفاقم الهجرة غير الشرعية وتوافد الإرهابيين ضمن المهاجرين، ولمواجهة هكذا تحديات تراهن دول الاتحاد الأوروبي على النجاح في تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين الأخير من خلال دعم بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا في رعاية المشاورات بين الليبيين سواء المفاوضات العسكرية أو السياسية في محاولة إبعاد شبح تصعيد الحرب.
فشل سابق
للتذكير فان الأوروبيين يضعون في حساباتهم فشل الحوارات السياسية والعسكرية، ويضعون في الحسابات مزيد تطور المشهد العسكري أولا بسبب تغيب الفرقاء المحليين وتمسكهم بالحسم العسكري كخيار أول. وثانيا تصميم بعض من دول الإقليم مثل تركيا ومصر على دعم حلفائهم – جماعة الإخوان والميليشيات بالنسبة لتركيا وحفتر بالنسبة لمصر ..
وتدرك دول الاتحاد الأوروبي بان مجلس الأمن من خلال لجنة العقوبات يبدو غير جاد في وقف إرسال السلاح و المقاتلين للداخل الليبي .. لذلك برزت فكرة بعث قوة أوروبية جوية بحرية لمنع وصول أي دعم عسكري لطرفي الاقتتال .. لكن الإشكال هو تحفظ الاتحاد الأوروبي الذي سبق له أن بعث آلية مراقبة بحرية وجوية في المياه الدولية المتاحة لليبيا وهي عملية صوفيا غير أنها فشلت في تحقيق الأهداف لأسباب عدة بينها خلاف أوروبي – أوروبي تعلق بقيادة العملية.. سياسيا وفي سياق متابعة تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين يترأس اليوم الأحد وزير خارجية ألمانيا اجتماعا يضم وزراء خارجية الدول المشاركة في مؤتمر برلين أياما قليلة قبل استئناف الحوار السياسي المقرر ليوم 26 فيفري الجاري ...الجدير بالملاحظة أن مجلس الأمن الدولي تبنى قرار وقف إطلاق النار في ليبيا بموافقة 14 صوتا وامتناع روسيا، واجمع اغلب المراقبين على أن عدم إصدار قرار ملزم بوقف الحرب يبقى دون المأمول والدليل أن المواجهات جنوب طرابلس تصاعدت بأكثر مما كانت عليه .