أنّ «الاتحاد الذي همّش طويلا في الملف الليبي، يجب أن يؤدي دورا أكثر أهمية وينشط إلى جانب الأمم المتحدة في مسار الوساطة». ويأتي هذا الموقف بعد سنوات من الضبابية والضعف التي اتّسم بها موقف هذا الهيكل الإفريقي تجاه ملف ليبي شائك أدخل البلاد والقارة بصفة عامة في تعقيدات وحرب لم تنجح كل محاولات الحل في إرساء توافق أو تسوية سياسية لها.
وانعقدت قمة الاتحاد الإفريقي هذا العام في أديس أبابا، واعتبر القادة ورؤساء الحكومات الأفارقة المشاركون أنّ ما يحصل في ليبيا «مشكلة افريقية» تهم كل دول القارة السمراء على حد سواء . وقد تعالت المطالب صلب الاتحاد بضرورة تفعيل دور اكبر للقادة الأفارقة في الملف الأكبر خاصة بعد سنوات من تداخل الأدوار الدولية والإقليمية والتي لم تحقق أي اختراق في الحرب الليبية. ويبدو أن الاتحاد الإفريقي بمختلف دوله يراهن على تعاون اكبر مع الأمم المتحدة للسير قدما نحو تسوية شاملة طال انتظارها في ليبيا.
يشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تحدث السبت عن مبادرة تنظيم مؤتمر مصالحة أعلنها نهاية جانفي أثناء قمة نظمتها لجنة الاتحاد الإفريقي بشأن ليبيا في جمهورية الكونغو.وعبّر غوتيريش أيضا عن تفهمه لـ«إحباط» الاتحاد الإفريقي الذي «اُستبعد» حتى الآن من الملف الليبي.
إذ يرى مراقبون أنّ غياب مواقف أكثر فاعلية من الاتحاد الإفريقي إزاء الملف الليبي كان سببه الاستبعاد وعدم إشراكه في عدد من المبادرات العربية والدولية رغم قدرته على تحقيق خطوات ملموسة في هذه الأزمة التي تعيشها القارة السمراء وتعاني من تداعياتها على حد سواء مع الداخل الليبي ، إلاّ أن تحقيق هذه الخطوات رهين التوافق الداخلي بين دول الاتحاد الإفريقي إذ يشكك البعض في قدرته على أداء «دور محوري في الوساطة الليبية» نظرا لتضارب مواقف أغلب الدول المنضوية تحته من أطراف الصراع الليبي بين داعم للمشير خليفة حفتر ومساند لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج ، وهو ما قد يعرقل أية بوادر للتسوية السياسية.
محاولات الالتزام باتفاق الصخيرات
على صعيد متصل عاد إلى الواجهة مجددا الحديث عن حوار «الصخيرات’’ كأرضية للحل في ليبيا خاصة بعد تعثر كل محاولات الحل رغم الجهود الإقليمية والدولية لجمع أطراف الصراع الليبي الليبي على اتفاق ينقذ البلاد من المجهول الذي تقبع فيه منذ 9 سنوات .
وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بعد اتصال مع رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري أن الأخير اعتبر’’ اتفاق الصخيرات يشكل مرجعية قانونية لأي حل سياسي للأزمة الليبية’’. وقالت الخارجية المغربية ، إن رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري رحب باستضافة الرباط جولة جديدة من الحوار الليبي.جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية المغربية، عقب اتصال هاتفي أجراه الوزير ناصر بوريطة، مع المشري.وياتي هذا الاتصال عقب ساعات من وصول عبد الهادي الحويج، وزير الخارجية فيما تعرف بـ«حكومة الشرق الليبي»، الرباط، لبحث الوضع الليبي مع المسؤولين المغربيين.
يشار الى أن المغرب نجح قبل سنوات في جمع الفرقاء الليبيين حول مائدة تفاوض استمرت لسنوات وانتهت باتفاق تاريخي تم توقيعه في مدينة «الصخيرات» بتاريخ 17 ديسمبر 20015 لإنهاء الصراع في ليبيا وذلك برعاية الأمم المتحدة .
وعقب ذلك الجدل الذي أحدثه الاتفاق الليبي التركي بشقيه البحري والأمني العسكري في تحريك المواقف الرسمية الرافضة لفحوىالاتفاق الموقع بين حكومتي فايز السراج وحكومة نظيره التركي رجب طيب اردوغان. وزادت حدة التوتر بعد إقرار ومصادقة كل من البرلمان التركي والمجلس الرئاسي الليبي رسميا على الاتفاق. وفي هذا السياق عاد الحديث عن ضرورة الالتزام بمخرجات «اتفاق الصخيرات» كمرجع شرعي للاتفاقات بين أطراف النزاع الليبي. فمصر بدورها أعلنت منذ البداية عن رفضها للاتفاق بشقيه البحري والعسكري معتبرة أنه تهديد لأمنها القومي، في حين زاد وزير الخارجية المصري أمس تأكيد تمسك بلاده بموقفها الرافض للاتفاق داعيا «حكومة الوفاق إلى الالتزام بمخرجات حوار الصخيرات بالمغرب للالتزام بشرعيتها».