العراق دون قوات أجنبية؟ معادلة جديدة أم تنازلات صعبة

أكد العراق أمس أنّ الولايات المتحدة الأمريكية بدأت سحب قواتها من 15 قاعدة عسكرية متواجدة على الأراضي العراقية ، وذلك إثر تصويت جريء

قام به مجلس النواب العراقي في شهر جانفي المنقضي صادق خلاله على قرار نيابي يتضمن إلزام الحكومة العراقية بإلغاء طلب المساعدة المقدم منها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم ‹›داعش›› الإرهابي، وإلزام الحكومة العراقية بإنهاء تواجد أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية.

وأكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية في العراق، أمس إن الولايات المتحدة، بدأت تغادر العراق، وبدأت قواتها بالانسحاب فعليا من 15 قاعدة عسكرية.ولفت إلى أن الأمريكيين انحصر وجودهم في قاعدتين، الأولى في أربيل والثانية هي قاعدة عين الأسد في الأنبار.

وفي وقت سابق أكدت الحكومة العراقية أنها لن تتراجع عن قرار البرلمان القاضي بإخراج القوات الأجنبية وخاصة الأمريكية من الأراضي العراقية. يأتي هذا التأكيد الرسمي العراقي بعد إعلان البرلمان يوم 5 جانفي الجاري التصويت بالأغلبيّة على قرار يطالب الحكومة بإنهاء تواجد أي قوّات أجنبيّة على الأراضي العراقية وذلك على خلفية الغارة التي نفذها البنتاغون وزارة الدفاع الأمريكيّة في العراق واستهدفت الرجل الثاني في إيران الجنرال قاسم سليماني وعددا من قادة الحشد الشعبي العراقي ماخلّف غضبا محليا وإقليميا حادا.

تطورات وانتظارات صعبة
وتضع التطورات العسكرية التي شهدتها المنطقة العربية منذ استهداف أمريكا للجنرال سليماني وردّ إيران بقصف قاعدتين عسكريتين في العراق ، تضع هذه التطورات العراق أمام خيارات محدودة أولهما السير قدما في قرار إخراج القوات الأجنبية وتحمل مايترتّب عن ذلك من نتائج ، أو حصر دور القوات الأجنبية في تدريب القوات الأمنية العراقية ومساعدتها على ملاحقة «الدواعش» وذلك يتم بالعودة إلى قرار سبق طرحه أمام البرلمان العراقي وينصّ على ذلك.

ورغم أنّ الحكومة العراقيّة ذهبت إلى الخيار الأول رغم ما قد يترتب عنه من تنفيذ أمريكا لتهديداتها بفرض عقوبات قاسية على العراق ، يرى البعض أنّ هذا القرار قد يضع العراق في مسار جديد لإعادة ترتيب بيته الداخلي والخارجي والنأي بنفسه عن التجاذبات الخارجية وحماية سيادته من الانتهاكات المتكررة.

يشار إلى أنّ عدد الجنود الأمريكيين المتواجدين على الأراضي العراقية وصل إلى 170 ألفا، قبل الانسحاب نهاية عام 2011، وبقي بعد الاتفاق أعداد متواضعة، تقدر بنحو 5 آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي ويضمّ عسكريين من مختلف الجنسيات أغلبهم أمريكيون .

ويشير مراقبون إلى أنّ قرار البرلمان العراقي الذي يدعو إلى طرد القوات الأجنبيّة كان له تأثير على المظاهرات الشعبية التي يشهدها العراق منذ شهر ، إذ ينادي المحتجون بعدم استثناء أية قوات من القرار أي أن المحتجين يطالبون بطرد القوات الأمريكية والقوات التي تحمل جنسيات أوروبية أخرى وأيضا القوات الإيرانية . وغذّت هذه المطالب الاحتجاجات التي يعيشها العراق منذ أشهر النزعة الطائفية في البلاد ، وغذت أيضا الصراع السياسي والمواجهات بين الأحزاب والكتل السياسية ذات الانتماءات الدينية المختلفة في البلاد بين سنية وشيعية وكردية .

ويرى متابعون أنّ المشهد الراهن وتطورات سحب القوات الأمريكية خاصة سيجعل المنطقة على شفى متغيرات قريبة على علاقة بالصراعات الإقليمية والدولية الراهنة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115