أن صفقة القرن مصممة في الأساس لاختراق المنظومة العربية كاملة لا فقط القضية الفلسطينية.معتبرا أن الثابت في المسار الفلسطيني هو الصمود والذي سيتعزز عندما تكون البيئة المحلية والإقليمية والعمق العربي والإسلامي بخير مما سيساهم في الانتقال من الصمود إلى المقاومة الفعالة المؤثرة .
• أولا رأيكم في إعلان ترامب حول صفقة القرن في هذا التوقيت بالذات ومخاطرها ؟
في الواقع، صفقة القرن من الناحية الواقعية لا جديدة فيها فهي ترتكز على أساس فرض الأمر الواقع الموجود. فمثلا فلسطين محتلة والأقصى محتل والجولان ضمّ إلى الاحتلال والقدس تم الاعتراف بها كعاصمة لدولة الاحتلال وكل هذا كان قبل صفقة القرن ويتم على الأرض بموجب فرض الأمر الواقع . بالتالي ما الجديد في صفقة القرن . هي ليست مصممة بالنسبة للقضية الفلسطينية في الأساس بل هي مصممة الى الأطراف الأخرى التي يمكن ان تدخل ضمن هذه الصفقة وهي في الأساس مصممة لاختراق المنظومة العربية. ومنذ إعلان ترامب صفقة القرن بدأنا نرى كيف ان هناك بعض الأنظمة تتردد وبعضها يشارك ويمول وبعضها يندد. وبالنسبة لما يعني المواطن الفلسطيني فهو استمرار فرض الأمر الواقع وهو في نضال مستمر مع فرض هذا الأمر الواقع منذ إعلان وعد بلفور وحتى الآن.
• ما رأيكم في موقف الجامعة العربية وهل كان في مستوى الحدث ام لا وكيف يجب ان تكون المواجهة عربيا وفلسطينيا؟
بالنسبة للجامعة العربية يجب ان يكون ما يصدر عن هذه المجموعة قرار جديد تتم ترجمته إلى ارض الواقع . فمنذ قيام الجامعة العربية والى الآن مئات القرارات صدرت بما يتعلق بالقضية الفلسطينية والإدانات والشجب وكل ذلك لم يمنع هذه المنظومة من الغلو ومن الانحراف عن المسار القومي المفترض أن تقوم به .
• ورأيكم في موقف الرئيس عباس وإعلانه إنهاء التعامل الأمني مع إسرائيل.؟
هذا الموقف ليس مفاجئا بالنسبة للفلسطينيين لانه في الواقع الفلسطيني في مختلف بقاع الشتات سواء في فلسطين او الشتات ...كل فلسطيني يعيش على حلم العودة وحلم قيام دولته وبالتالي أي تفريط في هذا الموضوع هو النقيض لكلمة فلسطيني أي التنازل عن الحق الفلسطيني. وبالتالي ترجمة خطاب الرئيس هو عمليا انعكاس لهذا الواقع والكل لم يتفاجئ وان كنا متأكدين في المفاصل الأساسية في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية بأنه عندما يتعلق الأمر بالثوابت فهي تتغلب على أي شيء آخر .
• إلى أين يسير الوضع في فلسطين وما مصير هذه الصفقة وهل يمكن أن تساعد الضغوطات في وقف إستراتيجية ترامب ومخططاته ؟
بالنسبة لما يتعلق بالقضية الفلسطينية وكيف تسير فهي تسير كما سارت منذ مئة عام بمعنى ان الثابت في المسار الفلسطيني هو الصمود . بالنسبة للشعب الفلسطيني ليست له خيارات كثيرة بل خياراته متواضعة والخيار الأساسي هو الصمود وعندما تكون البيئة المحلية والإقليمية والعمق العربي والإسلامي بخير فينتقل من الصمود إلى المقاومة الفعالة المؤثرة فلذلك خيارات الشعب الفلسطيني الآن في هذا الواقع هي خيارات الصمود وتعزيزه . قبل يومين كانت صفقة القرن إحدى الأوراق التي خرجت من جيوب نتنياهو والولايات المتحدة فكما قلت لك الصفقة مصممة للمنظومة العربية فالمفروض من هذه المنظومة هو الاصطفاف مع الاحتلال لمواجهة ما يسمى بأعداء مزعومين سواء تركيا او إيران أو غير ذلك لحرف البوصلة عن العدو الحقيقي الذي يهدد الأرض العربية قبل ان يهدد فلسطين والفلسطينيين.
• كيف تنظرون إلى الحراك الشعبي العربي و الحراك التونسي والمسيرات التي دعت إليها عديد المنظمات والهيئات النقابية والحزبية التونسية طوال هذا الأسبوع من اجل صمود الشعب الفلسطيني؟
طبعا رهاننا الأساسي هو على هذا الحراك العربي وهو الأساس للقضية الفلسطينية . والمراهنة هي على الشارع لأن المنظومة العربية او النظام العربي ككل هو مخترق ويقوم بدور وظيفي لقوى لا تريد الخير للمنطقة. وبالتالي الحراك هو الأساسي وهو الذي سيأتي بالتغيير وهو مسار تاريخي ومؤكد . ولكن السؤال كم من الوقت يحتاج إلى أن يؤتي ثماره وكم من التضحيات يتم دفعها في هذا التوقيت . الشعوب العربية أصبحت الآن مكشوفة وبالتالي لا خيار أمامها إلا تغيير هذا الواقع . وليس بالصدفة أن تأتي هذه الصفقة في خضم كل هذه الاختراقات العالمية والوضع العربي في وضع هش ... وحرائق تعمّ المنطقة ولكن هذا الوضع سينتهي بإذن الله بانتصار إرادة الشعوب . فتحرك الشعوب مهم قد يكون بطيئا ولكنه سيكبر وفلسطين انتظرت مئة عام وستنتظر ان يؤتي هذا الحراك في العالم العربي أكله. وتصوري عندما تكون هناك نظم سياسية منتخبة تعبر عن إرادة الجماهير في العالم العربي سيكون موقفها كما قال الرئيس التونسي قيس سعيد أن فلسطين هي في الوجدان وهي الأساس والبوصلة الحقيقية لكل الشعوب العربية.