قد يحسم المعركة المؤجلة لسنوات: صدام سوري تركي روسي في «إدلب» وتطورات عسكرية مرتقبة

يشهد الميدان السوري منذ يومين تطورات عسكرية متسارعة في محافظة ادلب خصوصا بعد إعلان القوات التركية قصفها 54 هدفا

في منطقة إدلب شمال سوريا، و«قتلها» 76 جنديا من قوات الحكومة السورية. ويأتي هذا التصعيد التركي بعد إعلان أنقرة مقتل خمسة جنود أتراك في ادلب. وفي وقت لاحق قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن تركيا ترد على مقتل الجنود.واعتبرت روسيا في تعليقها على هذا التصعيد أن تركيا انتهكت بشكل صريح الاتفاقات التي وقعتها مع روسيا . يشار إلى أن «ادلب» السورية تعد من بين آخر واهمّ المعارك المؤجلة في سوريا لما تحمله من أهمية إستراتيجية ودولية وإقليمية كما تتداخل فيها الأدوار الخارجية سواء التركية أو الأمريكية أو الروسية.

ويُدخل هذا التصعيد المشهد السوري مجددا في دوامة التعقيد والمواجهات الخارجية خاصة وان تركيا تسعى منذ سنوات لفرض وجودها العسكري والسياسي في سوريا بغية مواجهة النفوذ الكردي على حدودها وسعيا منها أيضا لكسب موطئ قدم لها في المنطقة واستعمال ذلك كورقة نفوذ ضد أمريكا وروسيا لتحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية ايضا.

إشترك في النسخة الرقمية للمغرب

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

ومن المنتظر أن يفتح هذا التطور الباب أمام صدام جديد بين النظام السوري مدعوما بروسيا والجانب التركي الذي يراهن على معركة «ادلب’’ لتحقيق نقاط تقدم في سوريا. يشار إلى أنه تم خلال العام المنقضي التوافق بين تركيا وروسيا وإيران على اتفاق يحمي «ادلب» من أي هجوم أو عمل عسكري قد ينفذه نظام بشار الأسد في المحافظة الواقعة في الشمال السوري قرب الحدود التركية السورية.وتخشى تركيا التي تحاول عبر جهود مضنية فرض رؤيتها في الشمال السوري خشية تزايد نفوذ الأكراد قرب حدودها مايشكّل تهديدا صريحا لأمنها القومي.ويتمركز الأكراد منذ سنوات في الشمال السوري بعد تحقيقهم لانتصارات في المعارك ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا.

بين سوريا وليبيا
ويعيش«ادلب» نحو ثلاثة ملايين شخص قتل منهم أكثر من 900 مدني.ويرى مراقبون أن هذه التطورات الميدانية قد توحي بقرب ساعة الصفر قبل اندلاع معركة «ادلب» المؤجلة لسنوات طويلة.

وكانت تركيا، التي تنشر 12 نقطة مراقبة في إدلب بموجب اتفاق مع موسكو، حذرت الأسبوع الماضي من أنها سترد على أي تهديد لقواتها بعدما باتت ثلاث من نقاطها محاصرة من قبل قوات النظام. وأرسلت تركيا تعزيزات عسكرية إلى شمال سوريا في الأيام الأخيرة واتهمت موسكو بعدم احترام الاتفاقات المبرمة بينهما بشأن إدلب.

كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تعزيزات عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية عبر معبر كفرلوسين الحدودي.وأكد المرصد أن الرتل يتألف من نحو 40 آلية عسكرية من دبابات وناقلات للجنود ومدرعات، بالإضافة لمعدات عسكرية ولوجستية، وتوجهت التعزيزات جنوبا ولكن دون معرفة وجهته بالتحديد.

ويرى مراقبون أن المرحلة الراهنة التي تعيشها سوريا هي امتداد لمشروع تركي لتوسيع النفوذ بدءا في سوريا وخصوصا الشمال السوري في سعي من أنقرة لبسط النفوذ هناك وتحقيق حلمها بالتوسع ومرورا بالتسلل التركي إلى شمال إفريقيا بالتحديد ليبيا وأيضا محاولات جرها إلى مربع نفوذها على غرار خططها في شمال سوريا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115