بعد تكليف توفيق علاوي بتشكيل الحكومة و سحب الصدر لمناصريه: العراق يدخل دوامة «العنف» ومخاوف من جر المنطقة إلى حرب «مدمرة»

يشهد العراق منذ شهر أكتوبر 2019 احتجاجات شعبيّة متزايدة مطالبة بالقطع مع منظومة الفساد ونظام المحسوبية والطائفية ،

إذ ارتفعت أصوات المحتجين للمطالبة بـ«تفكيك النظام» السياسي الراهن. وخلفت الاحتجاجات منذ انطلاقها في الأول من أكتوبر مقتل نحو 460 شخصا وإصابة نحو 25 ألفا اغلبهم من المدنيين وسط دعوات دولية للتهدئة . الاّ أنّ الاحتجاجات في العراق شهدت -وفق مراقبين- انعطافة كبيرة بعد إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر سحب مناصريه من ساحات التظاهر وهو مايزيد من إرباك المشهد ودفع البلاد نحو مزيد من الفوضى الأمنية والسياسية خطيرة .

وبعد الدعوة التي أعلنها مقتدى الصدر اتخذت المظاهرات منحى جديدا بعد أن كانت المواجهات بين قوات الأمن التابعة للحكومة والمتظاهرين لتصبح المواجهات بين مناصري التيار الصدري والمتظاهرين المدنيين.

يشار إلى أن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، دعا لإرجاع «الثورة» إلى انضباطها وسلميتها، فيما وجه «مؤيديه من القبعات الزرق المنتمية لسرايا السلام، بالتنسيق مع القوات الأمنية لاستئناف الدوام في المدارس والجامعات وفتح الطرق المغلقة».ولليوم الثالث على التوالي، باتت مظاهرات العراق أكثر عنفا ودموية بعد تنامي الاحتجاجات ضد تكليف محمد توفيق علاوي، لتشكيل الحكومة الانتقالية خلفا لحكومة رئيس الوزراء المستقيل من منصبه عادل عبد المهدي.

تجاذبات محلية وإقليمية
ويرى مراقبون أنّ هذه التطورات الميدانية والتجاذبات السياسية والرفض الكبير لتكليف توفيق علاوي وما خلّفه من تباين في مواقف الكتل السياسية ، كل ذلك سيشكل صعوبة بالغة أمام مسار تشكيل الحكومة العراقية التي طال انتظارها في ظل الرفض الشعبي المستمر تارة للتسميات وتارة أخرى للوجوه السياسية التي تتعلق بها فضائح وسجلات فساد. ولعل من بين أسباب رفض الشارع لتوفيق علاوي هي مطالبتهم برئيس حكومة مستقل غير مدعوم من الأحزاب العراقية بمختلف انتماءاتها ، وفي وقت سابق تم إعلان تكليف محمد توفيق علاوي وزير الاتصالات العراقي السابق رئيسا للحكومة الجديدة وذلك قبل ساعات من نهاية المهلة المحددة.وكان الرئيس العراقي برهم صالح حذر الكتل النيابية في حال عجزت عن حسم اختيارها في وقت سابق بأنه سيكلف الشخصية التي يعتبرها الأكثر قبولا نيابيا وشعبيا.

وأغلق المحتجون في محافظة النجف العراقية،أمس الاثنين، عددا من الطرق والجسور الرئيسة عقب مواجهات مع أنصار زعيم التيار الصدري، المعروفين باسم «القبعات الزرق»، الذين استمرت محاولتهم لإعادة فتح الطرق المغلقة بمساعدة رجال الإطفاء في المحافظة.واندلعت مواجهات بين المحتجين وأنصار الصدر في مدينة النجف، حيث أطلق أصحاب القبعات الزرق الرصاص الحي لتفريق المحتجين.

ويحذر متابعون للشأن العراقي من اندلاع «حرب مدمرة» في العراق أولا وفي المنطقة ثانيا خاصة لما تشهده بلاد الرافدين من تداخل الأدوار الإقليمية والدولية على أراضيها بدءا بالدور الإيراني المتنامي، وأيضا محاولات كل من تركيا وأمريكا زيادة نفوذها في الداخل مازاد من حرب التجاذبات الخارجية على الأراضي العراقية.

ويرى مراقبون أنّ التطورات الأخيرة التي هزّت العراق كانت سببا استغلته الأطراف الدولية وأوّلها الولايات المتحدة الأمريكية لضرب النفوذ الإيراني في العراق وذلك في إطار الحرب الدولية ضدّ طهران، فعلاوة على الدعوات الدوليّة إلى ضبط النفس وعدم استعمال القوّة المفرطة بدأ المُجتمع الدولي إلى دعوة إيران إلى عدم التدخل في الشأن الداخلي الإيراني. 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115