رغم الرفض الفلسطيني والدولي الذي يعترضها: «صفقة القرن» .. ومساعي ترامب لتكريس «ديمومة الاحتلال »

لطالما مثلت القضية الفلسطينية ولاتزال تمثل أولى أولويات القضايا المطروحة على الصعيد العالمي لسنوات طويلة،

ورغم تراجع الاهتمام الدولي بالقضية تارة وترجيح كفة قضايا إقليمية تارة أخرى ، إلا أن الصراع العربي الإسرائيلي لطالما بقي محورا قارا في سياسات الدول العربية والغربية على حد سواء . تستعد الولايات المتحدة الأمريكية للإعلان عن خطة للسلام في الشرق الأوسط والمعروفة اختصارا بصفقة القرن رغم الرفض الفلسطيني العربي والدولي لهذه الخطة التي سيكشف عنها ساكن البيت الأبيض دونالد ترامب في وقت لاحق الثلاثاء.

ويأتي الإعلان المرتقب عن هذه الصفقة المثيرة للجدل وسط ترحيب «اسرائيلي» ورفض «فلسطيني ، وسط توقعات بفرص نجاح هشة لها لما تواجهه من احترازات من عدة دول رغم إصرار البيت الأبيض في سياسته العمياء الداعمة للكيان الإسرائيلي والتي زادت وتيرتها منذ تولي الرئيس الحالي دونالد ترامب الحكم .ويعمل ترامب وفريقه الحكومي على صفقة «القرن» منذ أكثر من عامين .ورغم أنّ الإعلان عنها كان مقررا في وقت سابق إلاّ انه تم التأجيل أكثر من مرة لعدة اعتبارات ارتبطت بالأساس وفق مراقبين باختيار ترامب للتوقيت المناسب الذي يخدم مصلحته قبيل انتخابات الرئاسة التي ينوي خوضها في نوفمبر المقبل ، وبالتالي سعيه لكسب مزيد من النقاط في وقت يعاني فيه من هجمات داخلية على علاقة بملف عزله بعد توجيه تهمتين رسميتين له منهما إساءة استخدام السلطة.

ويتزامن الإعلان عن صفقة القرن مع الزيارة التي يؤديها رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو منذ الاثنين إلى واشنطن، ويرى متابعون أنّ هذه الخطوة يريد بها ترامب التمسك بدعمه اللامشروط لحليفته المدللة في الشرق الأوسط «اسرائيل» رغم الرفض الرسمي الفلسطيني والاعتراضات العربية المتزايدة لهذه الخطة. وذكر مسؤولون فلسطينيون إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رفض في الأشهر الأخيرة عروض حوار مع الرئيس الأمريكي ويعتبر الخطة «ميتة اصلا».ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه، مسبقا الأسرة الدولية إلى مقاطعة المشروع المخالف، برأيه، للقانون الدولي. وقال إنها «تصفية للقضية الفلسطينية»، داعيا المجتمع الدولي إلى «ألا يكون شريكا فيها لأنها تتعارض مع أبجديات القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف».ورأى اشتيه أن الإعلان عن الخطة «في هذا التوقيت ما هو إلا لحماية ترامب من العزل وحماية نتانياهو من السجن، وليست خطة سلام للشرق الأوسط». وكرد فعل على رفضها للخطة قالت فلسطين أنها ستنسحب من اتفاقية أوسلو التي تحدد العلاقة مع «إسرائيل».

احترازات ورفض
وتنص اتفاقات أوسلو الثانية الموقعة في سبتمبر 1995، على فترة انتقالية من خمس سنوات يتم خلالها التفاوض على قضايا القدس واللاجئين والمستوطنات والترتيبات الأمنية والحدود والعلاقات والتعاون مع جيران آخرين.وبموجب هذه الاتفاقات، قسّمت الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق: الأولى خاضعة للسيطرة المدنية والأمنية الفلسطينية، والثانية تخضع لسيطرة مدنية فلسطينية وأمنية اسرائيلية والثالثة تخضع لسيطرة مدنية وأمنية اسرائيلية.وكان يفترض أن تنتهي هذه الاتفاقات بحلول 1999 لكن تم تجديدها بشكل تلقائي من قبل الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

ويرى الجانب الفلسطيني أن هذه الخطة الأمريكية ستدفن حل الدولتين للأبد، وتشرعن المستوطنات الإسرائيلية، وتزيد من تكريس التنازل عن القدس، كعاصمة للدولة الفلسطينية وغير ذلك، وهو مايفتح الباب أمام خيار المقاومة بكافة أشكالها والمسلحة منها على وجه الخصوص لمواجهة التعنت الأمريكي الإسرائيلي.

وتأتي «صفقة القرن» فيما لا تزال تداعيات قرار دونالد ترامب بشأن اعتبار القدس المحتلة عاصمة لـ«اسرئيل» يثير غضبا فلسطينيا ودوليا حادا بعد ضرب ترامب كل الاتفاقيات الدولية عرض الحائط وإصراره على المضي قدما في تنفيذ أجندته المتحاملة ضد أصحاب الأرض.

ويرى مراقبون أنّ أي صمت عربي أو دولي أمام هذه العربدة الأمريكية سيكون بمثابة فشل دبلوماسي للعالم العربي ولباقي دول العالم على حد سواء مايجعل البحث عن بدائل من اجل إعادة الاهتمام للقضية الفلسطينية أولوية من الأولويات المطروحة في الوقت الراهن.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115