مطالب بإلغاء الاتفاقيات الأمنية وخروج القوات الأجنبية: الصراع الإيراني الأمريكي يؤجّج مظاهرات الشارع العراقي

ظهرت في العراق منذ فترة مطالب شعبية وأخرى رسمية تدعو إلى إخراج القوات الأجنبية والأمريكية على وجه الخصوص

من البلاد وذلك عقب عدة تراكمات داخلية وإقليمية أفرزت احتقانا شعبيا -زاده الصراع الإيراني الأمريكي الذي اتخذ من الأرض العراقية ميدانا له- تأججا وانفجارا. وبدأت في العاصمة العراقية بغداد، أمس الجمعة، مظاهرات شعبية كبيرة دعا إليها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر للمطالبة بخروج القوات الأمريكية والأجنبية من العراق، والمطالبة بإقالة كافة المسؤولين الفاسدين في البلاد.

وتجمع آلاف من المتظاهرين من أتباع الصدر والأحزاب والفصائل الشيعية المسلحة في شوارع حي الجادرية في منطقة الكرادة حاملين أعلام العراق ويهتفون بشعارات للمطالبة بإخراج القوات الأمريكية والأجنبية.وتأتي هذه المظاهرات بعد أسابيع قليلة على مصادقة البرلمان العراقي على مشروع قرار لطرد القوات الأجنبية من البلاد ، وهو مقترح رغم أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أكد أن بلاده تنتظر من واشنطن البدء بتنفيذه ، إلا أن البيت الأبيض ودوائر صنع القرار في أمريكا أعلنت أنها لا تأخذ هذا القرار على محمل ‘’الجد’’ مهددة في الآن ذاته بفرض عقوبات اقتصادية مجحفة على العراق.

وتطالب اغلب أطياف المشهد السياسي العراقي بإلغاء كافة الاتفاقيات الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية باعتبار غياب عنصر التوازن عنها منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 . إذ تمنع هذه الاتفاقيات الجانب العراقي من المضي قدما في تنفيذ هذا القرار باعتبار أنها تقر بوجود «الاحتلال الأمريكي للعراق».
وقال الصدر في كلمة تليت نيابة عنه خلال المظاهرات يجب»غلق مقرات الشركات الأمنية الأمريكية وإنهاء عملها في العراق وغلق الأجواء العراقية أمام الطيران الحربي الأمريكي والاستخباراتي للمحتل «.وأضاف إذا تم تنفيذ هذا فسيكون «تعاملنا معها على أساس أنها دولة غير محتلة» ولكن سيتم التعامل معها كدولة معادية للعراق في حال مخالفتها للشروط.

وشدد الصدر في خطابه على «خروج كافة القوات الأجنبية من العراق وعدم التدخل في شؤونه مطلقا وخاصة السياسية والاقتصادية وعلى الحكومة العراقية عقد معاهدات واتفاقيات عدم اعتداء مع دول الجوار واعتماد المعاملة بالمثل مع الدول الأجنبية وحماية مقرات السفارات والبعثات الدبلوماسية ».

تصعيد غير مباشر
ويرى مراقبون أنّ ماحصل على الأراضي العراقية الشهر المنقضي عقب هجوم أمريكي في مطلع الشهر الجاري أسفر عن مقتل القائد الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي ابو مهدي المهندس قرب مطار بغد، ومن ثمة الرد الإيراني عبر استهداف قاعدتي «عين الأسد» و«اربيل» اللتين تضمان قوات عسكرية أمريكية وأسفر عن سقوط ضحايا وفق البنتاغون رغم نفي ترامب في البداية ، كل ذلك كان سببا في تزايد الضغوطات الإقليمية على الحكومة العراقية التي وجدت نفسها بين مزايدات الجانب الأمريكي ونفوذ الجانب الإيراني المتنامي في البلاد.

هذه المطالب المتصاعدة في العراق يرى شقّ من المراقبين أنها تأتي نتيجة لضغوطات إيرانية ،إلا أنّ شقا آخر من المتابعين للشأن في الشرق الأوسط يرون أنّ مايحصل وسيحصل في قادم الأيام متوقع باعتبار أنّ خيار الحرب المباشرة بين واشنطن وطهران غير وارد لعدة اعتبارات ، مايجعل الحديث اليوم عن حرب الوكلاء في المنطقة أكثر واقعية سواء أمريكا عبر حلفائها الإسرائيليين وبعض دول الخليج أو إيران واذرعها العسكرية في كل من سوريا العراق ولبنان واليمن أيضا.

وعلى صعيد التطورات الميدانية دعت واشنطن امس ، مواطنيها إلى عدم مراجعة السفارة الامريكية الواقعة في بغداد، تزامناً مع احتجاج حاشد مناهض للوجود العسكري الأمريكي وسط العاصمة.

وقالت السفارة الأمريكية في بغداد إن «وسط بغداد يشهد اليوم الجمعة، تظاهرات ووجودًا أمنيًا كثيفًا ومن المحتمل أن يتم إغلاق الطرق»، مبينة أن «العمليات القنصلية العامة في بغداد لا تزال معلقة».وتخشى واشنطن من تكرار مشهد محاولة المئات من عناصر «الحشد الشعبي» وأنصارهم اقتحام السفارة نهاية ديسمبر الماضي، مايزيد من تفجر المشهد الداخلي في العراق وأيضا على صعيد المشهد الإقليمي والدولي الذي يعيش على وقع حرب اقتصادية ودبلوماسية بين أمريكا وإيران. 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115