وأكد المئات من النشطاء بالمجتمع المدني على ضرورة وقف تصدير النفط طالما ان إيراداته تذهب لحكومة الوفاق التي أساءت استخدامها .وقد حذرت الوطنية للنفط في طرابلس من تداعيات ذلك على خزينة الوفاق بما أن خسائر تصدير النفط لن تقل عن سبعمائة ألف برميل، أما في حال جرى غلق كامل الموانئ فان التصدير سيتوقف تماما.
وكان المتحدث العسكري باسم القيادة العامة للواء احمد المسماري أشاد بالخطوة التي قامت بها مكونات المجتمع المدني، وتعهد بحماية الشعب في إشارة إلى الأعداد التي أغلقت ميناء الزويتينة وتستعد لإغلاق باقي الموانئ.
من جانبه ناشد رئيس حكومة الوفاق من سماهم بحلفاء القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر ممارسة ضغوطات عليه حتى يفتح الموانئ، وأكد السراج أنّ استمرار غلق الموانئ النفطية سوف يسبب كارثة.معلوم بان الهلال النفطي يضمّ 4 موانئ هي السدرة_رأس لانوف_الزويتينة_البريقة. وتصدر ليبيا 60 بالمائة من صادرات النفط الخام عبر تلك الموانئ ومنذ فترة حكم القذافي اعتبر أهالي برقة أنهم محرومون من عائدات النفط وهم الذين تحتضن مناطقهم 70 بالمائة من حقول النفط. اشتد الصراع بين طرابلس وبرقة على الهلال النفطي .
هجمات مستمرة
وشهد الهلال النفطي عدة حروب وهجمات أهمها تلك التي قامت به مجموعات فجر ليبيا بالتعاون مع المجموعات التشادية المسلحة انتهت جميع تلك الحروب بسيطرة قوات حفتر على الموانئ النفطية ،وهدد القائد العام للجيش بتسليم الهلال النفطي للمؤسسة الوطنية للنفط بنغازي عوض الوطنية الأم طرابلس ،لكن تقديرا للمصلحة العليا للبلاد وتحاشيا لأي تصعيد عسكري سلم الجيش الموانئ النفطية لمؤسسة طرابلس . وبمرور الوقت أيقنت برقة أنّ عائدات النفط تذهب لمدن محددة وأن حكومة الوفاق تغدق أموال النفط على المليشيات المسلحة وشراء السلاح لمحاربة الجيش، مسألة انعدام الشفافية في توزيع عائدات النفط وسوء استخدامها من طرف حكومة الوفاق اقره فريق خبراء الأمم المتحدة والمبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة. كما طلب حفتر أكثر من مرة بالشفافية والعدل بين مناطق وأقاليم ليبيا والسؤال المطروح لماذا الآن جرى غلق الموانئ ؟ بلا شك تعتبر ورقة النفط أهم ورقة للضغط و القائد العام للجيش و قبائل برقة و حتى فزان يدركون اليوم بان الجيش يسيطر على أكثر من 85% من الجغرافيا الليبية. وأن دخول تركيا على الخط وعدم جدية الوفاق في بلوغ حل سلمي يتطلب استخدام ورقة النفط .
ان موقف حكومة السراج ضعيف عسكريا بمعنى انه ليس بإمكانها مهاجمة الهلال فقوات الجيش تفرض حصارا على طرابلس ومصراته ، وبالتالي أي ضغط بورقة، النفط يعطي نتائج لبرقة . ولفت الداعمون لحفتر بانه طالما القوى الكبرى والمجتمع الدولي يقر بسوء استخدام الوفاق لعائدات النفط فلن يستجيب لطلب السراج بالضغط على حفتر لفتح الموانئ مجددا، وإنما السيناريو الأقرب هو اتفاق رسمي مع الوفاق باعتماد الشفافية والعدل في توزيع عائدات الثروة .