تصويت مجلس النواب العراقي على قرار إخراج القوات الأمريكية: بداية المواجهة بين طهران وواشنطن

أثار تصويت البرلمان العراق أمس الأول على قرار يتيح إخراج القوات الأمريكية من العراق ، ردود فعل دولية ومحلية متباينة

بين غضب امريكي وتهديد من دونالد ترامب بفرض عقوبات على الحكومة العراقية ودعوات دولية بضرورة ‘’التريث’’ قبل أي خطوة قد تزيد من تعقيدات المشهد الراهن في منطقة الشرق الاوسط. تباين المواقف لم يقتصر على الساحة الدولية بل كان له نصيب على الساحة السياسية في العراق بين من اعتبره اصطفافا الى جانب ايران في حين اعتبره البعض الاخر خطوة سليمة نحو التخلص من التبعية الأمريكية.

وبخصوص أبعاد تصويت البرلمان العراقي على قرار إخراج القوات الأمريكية من العراق قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي نصيف الخصاف لـ«المغرب» أن «تصويت مجلس النواب العراقي على قرار إخراج القوات الأجنبية فيه تبعات سياسية واقتصادية كبيرة على العراق رغم ان القرار لا يرقى إلى مستوى القانون. فطلب الاستعانة بالقوات الأمريكية جاء بقانون ولكي يلغى يجب أن يلغى بقانون وبما أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لا يملك صلاحية تقديم مشروع قانون إلى مجلس النواب لان حكومته حكومة تصريف أعمال فلا يمكن أن يشرع مثل هذا القانون»

وحول تداعيات هذا التصويت خصوصا في ظل تهديدات ترامب بفرض عقوبات على العراق كرد على الخطوة قال محدثنا «في كلتا الحالتين الحسابات خاطئة بالتأكيد فليس من الحكمة التفريط بالعلاقة مع الولايات المتحدة وبالمناسبة كما ان إيران تريد إبقاء العلاقة مع الولايات المتحدة ولاحظنا ذلك خلال رئاسة أوباما إذ حصل توقيع الإتفاق النووي حينها ورفع العقوبات جزئيا عن إيران وقد نظر إلى ذلك حينها على أنه احد إنجازات روحاني، فكيف يمكن لسياسي عراقي يدعي الحرص على مصالح العراق ان يجازف بتحويل العراق إلى عدو للولايات المتحدة الأمريكية.»

وعن تأثيرات هذا الاصطفاف على ثقل العراق اقليميا ودوليا أجاب الكاتب العراقي «المشكلة أن صانع القرار العراقي متطرف كثيرا في اصطفافاته فليس صحيحا أن على العراق أن ينحاز كليا إلى أحد طرفي الصراع إيران أو أمريكا بل يمكن أن يكون صديقا لكليهما وان يفرض شروط صداقته بأن يطلب من طرفي الصراع بحكم صداقته معهما أن يجنبا العراق أن يكون ساحة لصراعهما».

تداعيات مرتقبة
وشدد «لكن ثمة عدم إدراك كبير لعظم المخاطر التي قد يتعرض لها العراق في حال اصطفافه مع أحد الطرفين، فالولايات المتحدة قادرة على جعل العراق مفلسا خلال مدة أشهر وليس سنوات خاصة وان العراق يعتمد اعتمادها كليا على صادراته النفطية وليس ثمة مورد آخر كما هو الحال مع إيران التي نجحت بتجاوز الحصار من خلال صناعة وزراعة تسدان حاجة البلد ونظام إداري رصين ليس كالنظام الإداري الفاسد وغير الكفء في العراق».

وتابع «بالإضافة إلى أن الأحزاب المنفذة والتي تمتلك اذرع مسلحة سوف تتصارع على ما يتبقى من مقدرات البلد وسيدفع العراقيون الوطنيون من غير المتحزبين الثمن». .

وحول امكانية ان يكون هذا الاصطفاف دليل على أن المنطقة مقبلة على حرب أجاب «يعتمد ذلك على طبيعة رد الفعل الإيراني على عملية تصفية سليماني، فإن كان الرد قويا وكبيرا ويسفر عن قتلى أمريكان فنحن أمام حرب بالتأكيد أما إذا كان الرد مجرد ضرب هدف أمريكي أو من حلفاء أمريكا ذات صدى إعلامي واسع لكن في حقيقته ليس عملا كبيرا فالأمر سينتهي عند ذلك وربما سينتج عنه فرصة للتفاوض بين الطرفين». 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115