بعد موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية لدعم حكومة السراج: سيناريوهات المرحلة المقبلة في ليبيا

كما كان متوقعا صوت البرلمان التركي بالايجاب على مذكرة طرحها الرئيس رجب طيب اردوغان تنفيذا لمذكرتي التفاهم

الموقعة بينه وبين رئيس حكومة الوفاق وذلك تلبية لطلب الأخير بدعم طرابلس عسكريا برا وجوا وبحرا لصد هجوم المشير خليفة حفتر .ويراهن معارضو التدخل التركي على نجاح بوتين عند اجتماعه مع اردوغان الأربعاء القادم في الكرملين على قدرة موسكو على إثناء أنقرة عن إرسال قوات الى غرب ليبيا والاستعداد لاستئناف المفاوضات والحوار بين الفرقاء الليبيين.

لفت المتابعون للازمة الاقتصادية التي تعرفها أنقرة وتداعيات تدخلها الفاشل في سوريا واضطراب علاقاتها مع العراق والعزلة التي أصبحت تعيشها تركيا في محيطها، والعلاقات المتوترة مع الاتحاد الأوروبي وكذلك الولايات المتحدة إضافة لذلك تراجع شعبية اردوغان وحزبه الإسلامي مقابل صعود المعارضة معطيات تعكس في جملتها الأزمة التي تمر بها تركيا . بمعنى آخر أنّ الرئيس اردوغان ليس في حاجة لمزيد المتاعب والعزلة الدولية في حال تدخلت عسكريا الى جانب حكومة الوفاق الليبية، لكن في نفس الوقت اردوغان يراهن على استغلال الفرصة التي وفرتها له حكومة السراج بمسك زمام الأمور في أزمة ليبيا. فكل أنظار المراقبين المحليين والدوليين الآن تتجه إلى أنقرة وما يصدر عن اردوغان من مواقف حول أزمة ليبيا.

تداعيات داخلية
فالاتفاق المبرم بين السراج والرئيس التركي سيما في شقه العسكري خلق حالة من القلق والخوف من التطورات القادمة أضاف المتابعون بان تركيا وتبعا للمحاذير السابقة لن تغامر بإرسال قوات معتبرة الى غرب ليبيا وإنما ستكتفي بإرسال قوات خاصة لتامين المناطق الحيوية قريبة من المقرات الرسمية للوفاق . ويتضح هذا السيناريو من خلال تصريح المتحدث باسم الرئاسة التركية فخر الدين التون بان تركيا سوف تحجم عن التدخل العسكري في ليبيا في حال تراجعت قوات حفتر وأوقفت عدوانها على حكومة الوفاق .

من هنا يمكن توقع حصول وقوف للحرب في طرابلس ومفاوضات غير معلنة وبصفة غير مباشرة بين ممثلين عن طرفي الصراع المسلح تسبق مؤتمر برلين وإقرار نوع من التسوية السياسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية يحافظ فيها حفتر على منصب القائد العام للجيش، وإبعاد الشخصيات الجدلية من جماعة الاخوان والجماعة المقاتلة .وبعد تخلي دفاع الوفاق عن سرايا للدفاع عن بنغازي و مجالس الشورى.

السيناريو الآخر المتوقع هو استمرار تركيا في نقل المقاتلين المتطرفين الى غرب ليبيا وإرسال شحنات الأسلحة بصفة سرية للعمليات الأولى وبصفة معلنة للثانية علما بان أنقرة لم تتوقف عن إرسال المقاتلين الأجانب الى ليبيا بل ضاعفت ذلك مؤخرا نقل إرهابيي سوريا الى ليبيا ومن جنسيات مختلفة بما فيهم إرهابيون من دول الجوار العربية خلق الكثير من القلق لدى الداخل الليبي المحسوب على قيادة العامة للجيش وتدعو دول المنطقة سيما تونس والجزائر الرافضة للتدخل التركي.

وسواء اتجهت الأمور الراهنة في طرابلس نحو التصعيد أو التهدئة فان مخاوف دول الجوار العربية قائمة للتصعيد بإرسال أنقرة لقوات عسكرية يدخل المنطقة في حرب إقليمية مدمرة الكل خاسر فيها والاتجاه نحو التهدئة مع استمرار تركيا إرسال آلاف المقاتلين المتطرفين بشكل عام تهديد مباشر لأمن واستقرار تلك الدول المجاورة التي تشهد أوضاعها الأمنية هشاشة .

ليبقى الرهان الأكبر على مدى جدية الدول الكبرى في معالجة سليمة لازمة ليبيا وبلوغ توافق دولي يفتح الطريق لتوافق محلي ينهي الأزمة حجم الانقسام الدولي سواء كان صلب الاتحاد الأوروبي أو حتى بين الولايات المتحدة وروسيا و قلق واشنطن من نفوذ روسي متزايد .هذه العناصر مجتمعة تجعل التوافق الدولي بعيد المنال فكل دولة لا ترى غير مصالحها و بالتالي فان تسوية مرتقية تبقى هشة.

المقاتلين الأجانب من هم ومن أي تنظيم ؟
كشفت القيادة العامة للجيش الليبي عن سقوط أعداد كبيرة بين قتلى وجرحى من المقاتلين الأجانب القادمين من شمال سوريا عبر تركيا، حيث أكد المتحدث باسم القيادة العامة سقوط 17عنصرا من هؤلاء المقاتلين في مواجهات بوسليم جنوب طرابلس واسر عدد آخر منهم دون كشف العدد الذي وقع في الأسر. كشفت مصادر خاصة بـ«المغرب» بان اغلب المقاتلين المتواجدين في طرابلس من القادمين عبر تركيا لدعم قوات الوفاق هم من تنظيم جبهة فتح الشام وكان التنظيم غير اسمه_«جبهة النصرة» _المسلح السوري المرتبط بتنظيم القاعدة الارهابي الى جبهة فتح الشام في 2016 مؤكدا قطع ارتباطاته بالقاعدة لكن مؤكد أنّ فك الارتباط مع القاعدة لم يحدث بعد وكان الإعلان محاولة للانضمام لوفد المفاوضات في سوريا .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115