مساءلة ترامب في تصويت تاريخي .... هل تنتهي إلى عزله؟

وافق مجلس النواب الأمريكي مساء أول امس على إخضاع الرئيس دونالد ترامب الى المساءلة بعد اتهامه رسميا باستخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس،

وذلك في تصويت تاريخي هو الثالث من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة. وقادت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي حملة كبيرة لعزل ترامب من رئاسة البلاد منذ اشهر. وأطلق الديمقراطيون في سبتمبر الماضي المرحلة الأولى من توجيه الاتهام إليه بشبهة طلبه من الرئيس الأوكراني التحقيق حول منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 الديمقراطي جو بايدن.

وبذلك تنتظر ترامب في الشهر القادم تحديات لا يحسد عليها وسيكون على موعد أمام محاكمة في مجلس الشيوخ لتحديد ان إن كان ينبغي عزله من منصبه. ويستبعد البعض فرضية عزله باعتبار ان مجلس الشيوخ يهيمن عليه الجمهوريون وان اتخاذ قرار العزل يتطلب أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ الذي يضم 100 عضو، مما يستوجب انضمام 20 جمهوريا على الأقل إلى الديمقراطيين في التصويت ضد ترامب .

أما ابرز التهم الموجهة الى ترامب فهي استغلال سلطته من اجل الضغط على اوكرانيا للتحقيق مع خصمه السياسي جو بايدن، ويتهمه الديمقراطيون بحجب مساعدات أمنية بقيمة 391 مليون دولار عن أوكرانيا كانت تهدف للتصدي للانفصاليين المدعومين من روسيا. أما الاتهام الثاني فيتعلق بعرقلة عمل الكونغرس من خلال توجيه مسؤولي الإدارة والأجهزة لعدم الامتثال لطلبات استدعاء قانونية أصدرها مجلس النواب لتقديم الشهادة والوثائق المتصلة بالمساءلة. اما رد ترامب فكان سريعا أمام حشد جماهيري بالقول «ان المساءلة ستكون «علامة خزي» للديمقراطيين ولبيلوسي وستكلفهم الكثير في انتخابات 2020.»

يشار الى ان ترامب ليس اول رئيس يخضع للمساءلة فقد سبق ان خضع الرئيس بيل كلينتون للمساءلة بتهمة الحنث باليمين وعرقلة العدالة نتيجة علاقة جمعته بمتدربة في البيت الأبيض، لكن مجلس الشيوخ برأه. كما عقد مجلس النواب عام 1868 مساءلة للرئيس آندرو جونسون لكن تمت تبرئته في مجلس الشيوخ.

وفي الحقيقة فان خطوات عزل ترامب تترافق مع تراجع كبير في شعبية الرجل وتنامي الاحتجاجات ضده حسب ما تؤكد استطلاعات الرأي في امريكا، فأمام ساكن البيت الأبيض قائمة كبيرة من الاتهامات التي تمسّه مباشرة او تمسّ مقربين منه او مساعديه ومنهم ادين بول مانافورت، الرئيس السابق لحملة ترامب الانتخابية الذي ادين بـ8 تهم، من بينها الاحتيال الضريبي والمصرفي وانتهاك القوانين الخاصة بتمويل الحملات الانتخابية خلال حملة ترامب للانتخابات الرئاسية عام 2016 . كما اعترف مايكل كوهين، المحامي السابق لترامب وأحد المقربين منه، بخرق قوانين تمويل الحملات الانتخابيّة، وأقرّ بالذنب في ثماني تهم.

وتبدو امريكا اليوم منقسمة بشأن عزل ترامب من عدمه حسب ما تؤكد استطلاعات الرأي التي اجرتها مؤخرا شبكة «فوكس نيوز» و«أن بي سي». اذ كشفت ان 50 بالمئة ممن شملهم استطلاع للرأي الذي أجرته شبكة «فوكس نيوز» يؤيّدون عزل ترامب من منصبه، اما في الاستطلاع الذي أجرته شبكة «أن بي سي» وصحيفة «وول ستريت جورنال» فأتت النتيجة متساوية بين 48 % يؤيدون عزله و48 % يعارضون ذلك.

ولئن كانت مساءلة الرئيس الأمريكي تتعلق بسياساته الداخلية وبملفات تزوير او فساد، فإن سياسات ترامب الخارجية ليست اقل سوءا، وقد وصفها كثيرون بـ«بالجنونية» وغير المسبوقة في تاريخ البلاد، بعد ان احدثت عدة عواصف سياسية وخلافات عميقة حتى مع حلفاء واشنطن الاستراتيجيين. من بينها انسحاب ترامب من اتفاقية المناخ وهي سابقة لم يشهدها العالم من قبل. علاوة على سياساته في منطقة الشرق الاوسط وقيامه بالاعتراف بـ«القدس المحتلة» كعاصمة للكيان الصهيوني في خطوة لم يجرؤ ممن سبقه من ساكني البيت الابيض على اتخاذها فكان وعد ترامب أسوأ كارثة تستهدف فلسطين بعد وعد بلفور المشؤوم .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115