إلى ان الميليشيات التي تسيطر على العاصمة الليبية لا تستطيع تحريك السلاح الثقيل داخل المدن والأحياء السكنية مؤكدا أنّ حفتر الآن على أبواب العاصمة الليبية والمعركة ستحسم خلال ساعات. وأشار إلى ان هناك تفاهمات قد تكون تمت بين الجيش الليبي والدول الكبرى اتخذ على أساسها الجيش قراره بالتدخل في طرابلس.
• كيف هو الوضع في ليبيا اليوم بعد الاتفاق التركي الليبي ؟
في ما يتعلق بالتطورات بعد الاتفاق التركي الليبي، يبدو من خلال كلمة المشير خليفة حفتر ان هناك تفاهمات دولية بين الجيش والأطراف الدولية الأساسية مثل الولايات لمتحدة وفرنسا وروسيا . واعتقد ان لديهم علم بالتحرك العسكري لحفتر ولديهم علم بالتفاهمات التي من خلالها استطاعوا ان يكونوا على يقين بان الجيش سيلتزم بالتحول الديمقراطي، وانه لديه ما يكفي من امكانيات وقدرات تمكنه من إنجاز الحل الأمني وفتح الباب واسعا أمام عملية سياسية وحماية المدنيين واستعادة سيادة وهيبة الدولة وان يكون شريكا حقيقيا في مكافحة الإرهاب . بالتأكيد هناك تفاهمات تمت وتدخل على أساسها المشير واتخذ قراره بقطع المسافة الأخيرة وهي الأقصر نحو قلب العاصمة طرابلس. في ظني ان الاتفاق الليبي التركي العسكري لا اهمية له ولا تستطيع تركيا ان تطبقه في ظل وجود البلاد تحت الوصاية الدولية وتحت البند السابع ، وفي ظل وجود لجنة عقوبات تابعة للأمم المتحدة تمنع منعا باتا على اي طرف ان يصدر تجهيزات عسكرية من أي نوع لليبيا حتى لو كانت غير فتاكة إلا بإذن هذه اللجنة . والسراج نفسه عندما أراد ان يقتني مسدسات لحراسه تقدم بطلب لدى هذه اللجنة حتى حصل على ذلك الإذن فما بالك بوجود قوات تركية.
• وما تقييمكم للمواقف الاقليمية والدولية من الاتفاق ؟
رأينا كيف ضغط العالم على اردوغان ومنعه من ان يتم عمليته في شمال وشرق سوريا ، بالرغم من تأذي الأمن القومي التركي بما يجري في شمال سوريا من فوضى وعنف وارهاب . والعالم الذي استطاع ان يردع اردوغان ويوقفه، لا اظن انه سيسمح له بان يقطع كل تلك البحار لكي يطل عليهم من على الساحل الليبي . ولا اعتقد ان العالم الذي أنفق المليارات من اجل اسقاط الدولة عام 2011 والذي ابقى عليها في حالة من الفوضى حتى يقف على مصالحه ، سيقدم ليبيا على طبق من ذهب لأردوغان خاصة ان لديه تجربة مرة وهي تجربة ابتزازهم في قضية المهاجرين السوريين الذين نال بسببهم 3 مليارات دولارا سنويا من الاتحاد الاوروبي. فلا اعتقد انهم سيفسحون له المجال للي ذراعهم تحت شعار قضية الهجرة غير الشرعية من ليبيا .
من العبث تخيل ان العالم الغربي سيسمح له بالتقدم بأية قوات لذلك سيستمر في عملياته الخاصة بإرسال طائرات دون طيار وأسلحة للميليشيات ودعمها بكل ما يستطيع بطريقة سرية او علنية. وربما سيسمح المجتمع الدولي بذلك من اجل الحفاظ على توازن الرعب من أجل ادامة حالة الفوضى التي تساعد الدول الكبرى على فرض شروطها على الليبيين . ولكن ان يقوم بعملية دعم عسكري مباشر من خلال قوات على الأرض ، فان هذا مجرد حلم يشبه حلم عودة الدولة العثمانية من جديد في اعتقادي .
• وكيف الوضع اليوم في طرابلس؟
الجيش الليبي يتقدم بشكل كبير واليوم يتواجد في كلية الشرطة في صلاح الدين والجيش يقف بشكل متاخم للأحياء الطرابلسية المكتظة ولكنه على يقين من ان هناك انهيارات كبيرة في صفوف الميليشيات. ويقيم أعضاء المجلس الرئاسي الآن في مصراتة وواضح ان وضعهم حرج جدا،كذلك أعدّ الجيش قوات تدخل سريع ، وهذه القوات قادرة على حماية المدنيين وضمان حراسة السجون التي تحوي ارهابيين لان العالم يخشى من هروبهم .
لا اظن ان هناك عملية عسكرية كبيرة ستقع داخل طرابلس ولا اعتقد ان الميليشيات المتواجدة في طرابلس ستستطيع تحريك السلاح الثقيل داخل المدن. فالمعركة ستحسم خلال ساعات، وحكومة الوفاق انتهت الآن وتلاشت.