أعلنها الجيش الليبي في اقتحام وسط العاصمة بعد ثمانية أشهر من حرب الاستنزاف التي توختها القيادة العامة ضد المجموعات المسلحة والضربات الجوية التي لم تتوقف منذ بداية طوفان الكرامة في الرابع من افريل الفارط.
ثمانية أشهر من الاقتتال فشلت فيها جميع المحاولات لوقف الحرب وإقرار وقف لإطلاق النار .كما فشل مجلس الأمن الدولي في إدانة خليفة حفتر ،وفشلت ألمانيا في التسريع بعقد مؤتمر برلين وتتالت زيارات الوفود الدولية للمشير حفتر ضمنها زيارة وفد أمريكي رفيع .
وقبل ذلك أجرى ترامب مكالمة هاتفية مع حفتر وأعلن عن دعمه للقائد العام للجيش ومع تتالي نكسات قوات الوفاق وقع السراج مذكرة تفاهم مع حليفة أردوغان قوبل مضمونها برفض قوي من الداخل والخارج، وقد تكون تلك المذكرة قد دفعت بحفتر إلى بدء تنفيذ المرحلة الأخيرة من طوفان الكرامة ووفق الأنباء القادمة من طرابلس حققت قوات الجيش تقدما كبيرا بدون مواجهات تذكر .
المجتمع الدولي حسم أمره
الأنباء أكدت انشقاق القوة البحرية الخاصة بقاعدة بوستة عن السراج وانضمامها للقيادة العامة في المواقع الإستراتيجية التي سيطر عليها الجيش ككلية الشرطة الفرناج وكوبري الزهراء . الى ذلك كشفت مصادر مقربة من طوفان الكرامة قيام المدعو صلاح بادي بنشر عناصر من الدواعش كانوا داخل سجون طرابلس فوق اسطح العمارات وسط طرابلس، وأضافت ذات المصادر بان بادي وزع أسلحة متطورة على تلك العناصر وصلت مؤخرا من تركيا الي ميناء طرابلس البحري.
في نفس السياق أكدت تسريبات من مصراته معقل جماعة الإخوان وصول رتل من السيارات من طرابلس مباشرة بعد كلمة حفتر أي في بداية الاقتحام، التسريبات لم تؤكد ولم تنص على أن السراج ضمن من وصلوا من طرابلس وكانت مصادر محسوبة على الشق الداعم للجيش، أكدت مغادرة السراج إلى مصراته ثم إلى تركيا، وأنه أبلغ وزراءه بوجود تعليمات دولية لهم بالمغادرة والحفاظ على سلامة المدنيين في طرابلس .
ويرى طيف من المراقبين بان الفرص الكثيرة التي وفّرها المجتمع الدولي والأمم المتحدة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ليحقق شيئا على الأرض واكتساب شرعية محلية أضاعها الرئاسي، وفشل في تفعيل المؤسسة العسكرية، والأخطر من ذلك أنه أتاح فرصة للجماعات الإرهابية للتغلغل . أما حفتر فقد أقنع المجتمع الدولي والدول الكبرى بالذات بأنه الأقوى على الأرض وأنه يحارب الإرهاب والهجرة غير الشرعية وقادر على الاستمرار في الحرب ثم أعطى لاحقا الموافقة على اقتحام طرابلس وإنهاء مرحلة كارثية من حكم الإخوان ووضع حد لفوضى عارمة طيلة تسع سنوات . مرحلة ما بعد السيطرة على طرابلس وقد سبق للقائد العام للجيش حفتر أن كشف عنها وهي تشكيل حكومة وحدة وطنية والاستعداد لإجراء الانتخابات رئاسية أولا ثم برلمانية المجاهرة بالمن وانسحاب الجيش خارج طرابلس .