بعد فوز عبد المجيد تبون في انتخابات الرئاسة: هل تدخل الجزائر عهدا جديدا رغم استمرار الحركة الاحتجاجية ؟

قالت السلطة المستقلة للانتخابات في الجزائر،أمس الجمعة، إن رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون فاز في انتخابات الرئاسة التي أجريت

أول أمس الخميس بعد حصوله على 58 في المائة من الأصوات، وذلك وفقا لنتائج أولية. وتعني هذه الأرقام أن النتيجة حسمت لصالح تبون دون الحاجة إلى إجراء دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية.

وقال رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي إن تبون حصل على أكبر عدد من الأصوات بنسبة تقدر بـ 58.15 في المائة من الأصوات.وحصل تبون على 4 ملايين و945 ألف و 116 صوت في هذه الانتخابات. وكان من المقرر أن تنظم الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بين 31 ديسمبر والتاسع من جانفي ، إلا أن النتائج الأولية حسمت نتيجة الانتخابات لصالح تبون دون الحاجة إلى دورة ثانية. وفاز تبون على منافسيه المرشحين الأربعة وهم على التوالي، عبد العزيز بلعيد وعلي بن فليس وعبد القادر بن قرينة وعز الدين ميهوبي .

وتأثرت نسبة الإقبال على الانتخابات بموجة احتجاجات رافقت الاستحقاق الانتخابي في الجزائر أول أمس حيث صوّت 41.13 % فقط وقال متابعون أن هذه النسبة هي الأضعف في تاريخ البلاد . وشهد الشارع الجزائري مظاهرات غاضبة أمس الأول ورفض شديد من قبل حركة الاحتجاج الشعبية المستمرة منذ أشهر رغم نجاحها في دفع الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة إلى الاستقالة ويشار إلى أن عبد المجيد تبون سبق أنّ تولى رئاسة الحكومة لفترة قصيرة في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة عام 2017 خلفا لعبد المالك سلال .

ولم تخل أجواء الانتخابات يوم أمس الأول من محاولات المتظاهرين لاقتحام مراكز التصويت قابلتها محاولات من الشرطة لمنعهم باستعمال الغاز المسيل للدموع .وشهدت مناطق أخرى في الجزائر احتجاجات أيضا. فمع بدء التصويت، اقتحم معارضون للانتخابات مركزي تصويت في بجاية إحدى أكبر مدن منطقة القبائل، وقاموا «بتحطيم صناديق التصويت وخربوا قوائم الناخبين» وسجلت حوادث عدة في هذه المنطقة أدت إلى توقف التصويت في تيزي وزو والبويرة، حسب عدة مصادر.

استمرار الحركة الاحتجاجية
واستمرت الاحتجاجات الشعبية في الجزائر رغم التغييرات السياسية التي فرضها الشعب منذ بدء حراكه وأهمها استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ولم تنجح الانتخابات التي تم إجراؤها بعد 90 يوما من إدارة رئيس مجلس الأمة للبلاد في المرحلة الانتقالية وفق ماينص عليه الدستور إذ استمرت مطالب المحتجين في الظهور بل ارتفع سقفها و قوبلت الانتخابات بحركة اعتراض شعبية واسعة من قبل محتجين وصفوها بـ«المناورة» من قبل النظام للبقاء في السلطة داعين إلى ضرورة محاسبة كافة رموز النظام السابق.

ويرى مراقبون أنّ الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي عاشت وتعيش الجزائر على وقعها كانت سببا في تفكك نخبة النظام الحاكم المستمرة منذ 20 عاما على رأس السلطة وفي دهاليز الحكم بشكل مباشر وآخر خفي. وتضم هذه النخبة وفق وسائل الإعلام الجزائرية قدماء المشاركين في الحرب ضد الاستعمار الفرنسي والحزب الحاكم وعددا كبيرا من مواليه من رجال أعمال وقادة جيش وضباط ومثقفين عاملين في مختلف المجالات بالإضافة إلى النقابات العمالية ذات الزخم الشعبي الكبير.

ولذلك يطالب المحتجون الجزائريون بضرورة ان يطال التغيير الجذري هذه الفئات المشاركة في حكم الجزائر على امتداد 20 عاما بشكل مباشر أو بتأثيرات خفية، ويتهم المحتجون النخبة الحاكمة في الجزائر والتي تستمر في مواقعها بكافة دواليب الدولة بالفساد.

من هو الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون ؟

عبد المجيد تبون (74 سنة) كان ضمن الأسماء التي رشحت من البداية للفوز بهذا السباق الرئاسي بحكم مساره الطويل في مناصب المسؤولية السامية وهو رئيس وزراء أسبق، اشتهر بخلافه العميق مع كبار رجال الأعمال المقربين من دائرة الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، بشكل أدى إلى إقالته من منصبه بعد فترة قصيرة من تعيينه عام 2017. وقد شغل تبون، عدة وظائف في الإدارة، أهمها والي (محافظ) في عدة ولايات، ليتقلد بعدها مناصب وزارية.وتولى منصب وزير منتدب بالجماعات المحلية (1991 - 1992) ثم وزيرا للاتصال والثقافة عام 1991، ثم وزيرا للسكن والعمران في (2001 - 2002).

وعاد ليتولى مجددا وزير السكن في 2012، وتقلد معها منصب وزير التجارة بالنيابة لعدة أشهر.قضى تبون، أقصر فترة لرئيس وزراء في تاريخ البلاد، إذ لم يتجاوز مكوثه في المنصب 90 يوما، حيث عين في ماي 2017 وأقيل في أوت من العام نفسه.وقبلها شغل تبون، فور تخرجه من المدرسة الوطنية العليا للإدارة في سبعينيات القرن الماضي، منصب أمين عام بولايات الجلفة (وسط) أدرار (جنوب غرب) باتنة (شرق) والمسيلة (وسط)، كما اشتغل واليا بأدرار، وتيارت (غرب) وتيزي وزو (وسط). وفي برنامجه الانتخابي المعلن وعد تبون بتعزيز الديمقراطية وحرية الصحافة وتمكين المرأة وإطلاق إصلاحات مهمة، وتعهد بإطلاق مراجعة واسعة لدستور البلاد.ووعد تبون بدعم دور الشباب ورفع الحد الأدنى للأجور وإلغاء الضريبة على الرواتب المنخفضة، وتطوير البنية التحتية في البلاد.وقال تبون، خلال إدلائه بصوته ، إن انتخابات 12 ديسمبر «فرصة لقيام جمهورية جديدة عمادها الشباب».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115