تورطه في تصفية أشخاص خارج إطار القانون . وكان حفتر قد عين الورفلي قائدا لأحد محاور القتال حول طرابلس واعتبر البعض أن في تلك الخطوة تحدّ من حفتر لمطالب الجنائية الدولية المطالبة بتسليمه اليها، لكن المدافعين عن القضاء العسكري الليبي يرون انّ حفتر استند في التعيين على حكم البراءة الصادر من القضاء العسكري ببنغازي .
ولفت هؤلاء إلى ان حكومة الوفاق -هي الأخرى- تغض الطرف عن وجود عدد كبير من المطلوبين دوليا . ولديها اشخاص من منتسبي الداخلية مطلوبين من النائب العام في طرابلس على غرار المدعو –الفار- الذي يحتجز الطيار عامر الجقم . عسكريا استقبل المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش بالرحمة أمراء غرف المناطق العسكرية الغربية، ووفق مصادر إعلامية محلية فان الاجتماع تمخض عنه وضع الخطط العسكرية الأخيرة والخطط البديلة والاحتياطية السرية وإعطاء الأوامر و ساعة الصفر إلى أمراء المحاور .وتم تسخير كل الإمكانيات البرية و البحرية و الجوية لبدء عملية عسكرية باتجاه وسط طرابلس ،اللافت في الإستراتيجية المذكورة أن العملية لن تقتصر على العاصمة و أنها ستشمل مدنا أخرى داعمة لحكومة الوفاق بهدف تشتيت جهودها وإرباكها .
وكانت الأيام القليلة الماضية قد شهدت توسعات في عمليات جو الكرامة ليشمل الزاوية غربا على خلفية رفض إحدى الميلشيات الإفراج عن الطيار القجم الذي أصيبت طائرته بعد تنفيذ مهمة قتالية في طرابلس وسقطت قرب الزاوية .
سيناريوهات جديدة
يرى مراقبون للتطورات الأخيرة بان المشهد العسكري مقبل على سيناريوهات عديدة بعد تمادي الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في تدخله في ليبيا مستغلا مذكرة التفاهم مع حكومة الوفاق ، وإبداء استعداد بلاده لإرسال قوات لدعم الوفاق في حال طلب منه السراج ذلك وهكذا طلب وارد مع تصميم حفتر على اقتحام العاصمة. وهذا السيناريو هو الأخطر فحكومة طبرق لن تقف مكتوفة الايدي وإنما ستطلب هي الأخرى تدخلا عسكريا لدعم الجيش بناء على الاتفاقيات العسكرية القديمة .
وأضاف المراقبون بان اوردغان لن يولي اهتماما لتحذيرات الولايات المتحدة بعدم إدخال حلف الناتو في حروب جديدة لا جدوى منها ولا لتحذيرات الكرملين وباريس التي دعت أنقرة الى احترام مصالح الآخرين في ليبيا وفي منطقة شرق المتوسط .ويرى مراقبون أن اردوغان يريد الخروج من أزمة اقتصادية باعتبار انه غير مستعد لتحمل أعباء مالية لتوريد90 بالمائة من الغاز والنفط بقيمة 50 مليار دولار سنويا، مما يجعله يسعى لضمان حصة الأسد في مشاريع أعمار ليبيا وإيجاد موطئ قدم على حدود دولة منافسة لتركيا.
ويجمع المتابعون بان وجود تصميم على التصعيد العسكري وغلق باب الحوار مع حكومة الوفاق لدى القائد العام للجيش حفتر، وتصميم مقابل لدى ادورغان بالخروج من طور الدعم السري لجماعة الإخوان إلى العلنية سوف يقود حتما إلى حرب إقليمية تهدد أمن المنطقة بأسرها .
ثاني السيناريوهات أن تضغط ايطاليا على السراج حتى لا يطلب تدخل تركيا مباشرا، سيما وان روما تكاد تكون العاصمة الغربية لليبيا مقابل التواصل مع حفتر لوقف التحشيد وربما سعت الحكومة الايطالية بصفة غير مباشرة وعن طريق وسطاء محليين للإفراج عن الطيار المختطف والمحتجز لدى ميليشيا الزاوية عامر الجقم . وفي علاقة بردود فعل الأحزاب الايطالية على توقيع مذكرة التفاهم التركية مع السراج واستعداد اردوغان لإرسال قوات لدعم الوفاق، طالب روبرتو كاديرلي عن الحزب المعارض الرابطة بين حكومة بلاده بادراك خطورة وعواقب تدخل تركيا العسكري، مشيرا إلى انه يصعب التنبؤ بتداعيات تدخل أنقرة في ليبيا وأضاف عضو حزب الرابطة الايطالي بان التدخل المحتمل سيسبب كارثة في ليبيا.