في حق الرئيس الحالي دونالد ترامب، إلا أن البيت الأبيض أعلن أمس رفض الأخير الحضور في جلسة الاستماع بالإضافة إلى أنه لن يرسل أيضا أحدا يمثله. وتسود حالة من الترقب على الصعيد المحلي في أمريكا وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي أيضا لما ستفرزه جلسات المساءلة في حق دونالد ترامب وسط ارتفاع أصوات لإدانة ترامب بعد تسريبات عن وجود أدلة «جادة وخطيرة» لدى لجنة التحقيق في حين يرى البعض أن مساعي عزل ترامب ستواجه بحملة معارضة خاصة وان ترامب يحاول إحاطة نفسه بحلقة داعمة تتكون من سياسيين وفاعليين في المجتمع الأمريكي.
وقال محامي البيت الأبيض بات سيبولوني، في خطاب أرسله إلى اللجنة القضائية في مجلس النواب، إنه لا يتوقع أن تتحلى جلسة الاستماع، المقررة يوم غد الأربعاء، بمعايير النزاهة المطلوبة.واتهم سيبولوني في الخطاب لجنة مجلس النواب بعدم ضمان «الإجراءات اللازمة وأسس العدالة» خلال التحقيق.
يشار إلى أنّ سيناريو عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاد إلى واجهة الأحداث في المشهد السياسي على الساحة الأمريكية والدولية على حد سواء، ومن أهمّ أسباب عودة الجدل حول إمكانيّة عزل ترامب من منصبه صدور تقارير تفيد بأنه شجع زعيم دولة أجنبية على إجراء تحقيق قد يضرّ بأحد خصومه السياسيين بشبهة طلبه من الرئيس الأوكراني التحقيق حول منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 الديمقراطي جو بايدن. وبدأ مجلس النواب الأمريكي يعد تحقيقا رسميا لإطلاق إجراءات عزل ترامب وهو مايعتبره مراقبون صعبا في ظل الوضع الراهن لكنه ليس مستحيلا.
وقالت تقارير رسمية أمريكية أن تفاصيل المكالمة الهاتفية تكشف أنّ ترامب طلب فعلا من الرئيس الأوكراني إجراء تحقيق في شأن بايدن، وهو مايجعل ترامب في موقف صعب وسط تنامي الدعوات الداخلية لعزله. ويأتي الجدل الراهن بعد اعتراف ترامب خلال مؤتمر صحفي بطلبه من الرئيس الأوكراني زيلينسكي التحقيق حول نجل جو بايدن المرشح الرئاسي وهو ما يعدّ خرقا للقانون الانتخابي في الولايات المتحدة الأمريكية . وبمقتضى الدستور يمكن عزل الرئيس إما «للخيانة أو تقاضي الرشوة أو لارتكاب أي جريمة كبرى أخرى أو جنحة». ويرى متابعون للشأن الأمريكي أن عدم وضوح هذه المادة في الدستور الأمريكي تجعل فرضية العزل مشكوكا فيها ومرتبطة بشروط كاملة .
سيناريوهات مختلفة
وينتظر الشارع الأمريكي حسم مصير ترامب إذ تؤكد تقارير أن فرضية عزله باتت أكثر واقعية مع وجود مؤيدات عدة . كما يرى شق آخر أنّ هذه المؤيدات لا تعني بالضرورة عزل ترامب خاصة وان هذا القرار الجريء وغير المسبوق يحتاج الى تصويت ثلثي أعضاء المجلس بإدانته.
وهناك أيضا فرضية أخرى لعزل ترامب إذ تؤكد استطلاعات للرأي في أمريكا تراجع شعبية ترامب وتنامي الحركات الاحتجاجية ضده، مما أدى إلى ظهور فرضية أخرى وهي فرضية تناقلتها وسائل إعلام أمريكية مفادها أن موضوع الإطاحة بدونالد ترامب قد تتم أيضا بيد الجمهوريين في الكونغرس وذلك إذا ما أحست الأغلبية أنّ ترامب أصبح خطرا على الحزب مايطرح إمكانية عقد صفقة بينهم وبين الديمقراطيين وبالتالي يمكن عزله .
وسبق أن ظهرت إلى العلن مؤخرا قراءات وفرضيات حول إمكانية عزل الرئيس الامريكي دونالد ترامب من منصبه قبل انتهاء عهدته الرئاسية التي بدأها في جانفي 2016 ، وذلك نتيجة عدد من الملفات أهمها ادانة اثنين من معاونيه المقربين بتهم تتعلق بخرق القوانين الانتخابية اثناء حملة ترامب الرئاسية والتي فاز اثرها على حساب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وينظر التحقيق الدائر صلب لجنة خاصة في مجلس الشيوخ في ما إذا كان ترامب قد استخدم التهديد بتعليق مساعدات عسكرية أمريكية للضغط على أوكرانيا كي تحقق بشأن بايدن ونجله.ومن جهته نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرة أخرى حصول أي اتفاق مقايضة مع نظيره الأمريكي بشأن المساعدة العسكرية الأمريكية إلى بلاده رغم الإفادات في هذا الصدد خلال إجراءات عزل دونالد ترامب.