في إطار اجتماع الدورة الخامسة للجنة الإستراتيجية العليا بين دولة قطر والجمهورية التركية. وتأتي الزيارة بالتزامن مع تطوّرات سياسيّة وعسكريّة إقليميّة مُتسارعة سواء على صعيد العملية العسكريّة التي تشنّها تركيا في الشمال السوري أو على صعيد الاحتجاجات التي يعيش على وقعها كل من العراق ولبنان.
وقد جرى خلال الزيارة توقيع سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات شتى . وتعتبر القمة التركية القطرية السادسة والعشرون بين الرئيس أردوغان والأمير تميم، خلال ستين شهرا، وهو رقم قياسي في تاريخ العلاقات بين البلدين. وتعدّ زيارة اردوغان الأولى إلى دولة عربية منذ إطلاق أنقرة لعملية عسكرية ضد الأكراد في شمال شرق سوريا قبل نحو شهر ونصف والتي قوبلت بتنديد محلي إقليمي ودولي واسع.ويربط متابعون الزيارة بفتور العلاقات الخليجية الخليجية منذ عام 2017 ووجود مساع لحلحلة الخلافات ضمن مصالحة خليجيّة برعاية أطراف إقليميّة من بينها تركيا والكويت وسلطنة عمان .
وتعيش الدوحة منذ 5 جوان 2017 حصارا اقتصاديا وسياسيا حادا فرضته دول الخليج عليها بعد أن أقدمت دول خليجية هي السعودية والبحرين والإمارات واليمن بالإضافة إلى مصر على قطع علاقاتها مع قطر. ومثلت صدمة مدوية في الشرق الأوسط، انعكست بشكل لافت على حالة الأسواق المالية الخليجية التي شهدت توترا وانهيارا في أسعار البورصة .
ملفات ساخنة
وفي خضم هذه الأزمة كانت تركيا من الدول التي دعمت قطر سياسيا واقتصاديا باعتبار العلاقات الثنائية المتماسكة بين البلدين منذ سنوات ، كما ان الدوحة كانت من أكثر الدول التي ساندت أنقرة في أزمتها الاقتصادية الأخيرة والتي تسببت في انهيار غير مسبوق لليرة التركية.
ويرى البعض ان قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في تركيا وما رافقها من ردود أفعال غاضبة تجاه الرياض قد تكون عامل قوة توفر المناخ الملائم لخروج الدوحة من الحصار الخليجي المفروض عليها منذ أكثر من سنة.
وطالما حاولت تركيا لعب دور الوسيط بين الدول الخليجية المتخاصمة فيما بينها علما وان الموقف التّركي كان داعما منذ البداية لقطر حيث أعربت أنقرة في بيان رسمي عن أسفها لحملة المقاطعة التي شنتها السعودية والإمارات وعدد من الدّول العربية الأخرى ضد الدّوحة واصفة ذلك بالعمل ‘’اللاانساني والمخالف للإسلام’’. ولطالما عرفت تركيا بتحالفها مع دول الخليج إلا أن التوتر الخفي شاب نوعا ما علاقتها مع السعودية بعد تصنيف الأخيرة لجماعة الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب بالإضافة إلى ترحيب الرياض بإسقاط نظام الرئيس الاخواني محمد مرسي في مصر.