وتأكيد الأمم المتحدة بأنّ سماء ليبيا تشهد اكبر حرب للطائرات دون طيار. إذ أكدت الولايات المتحدة بدورها فقدانها لإحدى الطائرات المسيرة في سماء ليبيا دون إعطاء المزيد من المعلومات سواء عن مكان الحادثة أو عن الجهة التي أسقطت الطائرة .
وبسبب كثرة الأطراف المتدخلة في الحرب والصراع المسلح في ليبيا والحرب بالوكالة التي تعرفها ليبيا، يصعب بداهة معرفة هوية الطرف الذي اسقط هذه الطائرة أو تلك ما لم يعترف ذلك الطرف بالمسؤولية. وسبق للولايات المتحدة أن عبّرت عن القلق المتزايد لديها من تصاعد النفوذ الروسي -ودعمه اي الطرف الروسي لحفتر- سيما بمنظومات الدفاع الجوي.
وبات مؤكدا بان حفتر أصبح مسيطرا على أجواء ليبيا مقابل غياب سلاح جو حكومة الوفاق ، و إذا ما سلمنا بعدم إمكانية قيام دفاعات حفتر بإصابة الطائرات الأمريكية فان الطرف المرجح تورطه في إسقاط وتهديد طائرات الأفريكوم لن يكون إلا الجماعات الإرهابية وبالتحديد تنظيم «داعش» الإرهابي الذي غير تسميته منذ أشهر لتصبح «جيش الصحراء» ،علما بان التقارير السابقة أكدت امتلاك وحيازة الدواعش لأسلحة نوعيّة وبالذات الصواريخ الحرارية التي بإمكانها إصابة وإسقاط الطائرات .
تداخل الأدوار
وتنطلق طائرات الأفريكوم من دول جنوب ليبيا ومن ثمة تأخذ مسارها نحو مدن شمال ليبيا أو أهداف معينة جنوب شرق وجنوب غرب البلاد بما يعني أنها وجوبا تمر في تحليقها فوق أماكن سيطرة– ما أصبح يعرف بجيش الصحراء– وكان المراقبون قد توقعوا قيام تنظيم «داعش» برد فعل ما ضدّ الأمريكان بعد مقتل الإرهابي أبو بكر البغدادي في سوريا . سيناريو ردّ فعل «داعش» في حال صح وثبت، فانه وبحسب هؤلاء المراقبين يؤثر ذلك في سعي وتخطيط جيش الصحراء للقيام بعمليات إرهابية أخرى لا يعرف مكان تنفيذها. وما قد يقدم على تنفيذه «داعش» والجماعات المتحالفة معه مما رفع من مستوى ودرجة المخاوف لدى دول جوار ليبيا خاصة الشمالية منها مصر وتونس و بدرجة اقل الجزائر مخاوف كانت محور لقاءات الرئيس المصري لدى مشاركته في قمة العشرين .
كما كانت تلك المخاوف ضمن مباحثات أمين عام جامعة الدول العربية خلال اجتماع غير معلن احتضنته ألمانيا أول أمس، بحضور ممثل كل من الاتحاد الأوروبي – وممثل الاتحاد الإفريقي وممثل الأمم المتحدة وألمانيا لبحث تطورات أزمة ليبيا والاستعدادات لانجاز مؤتمر برلين المرتقب حول ليبيا .
إلى ذلك جدد بيان صادر عن القيادة العامة للجيش الليبي رفض أي تأجيل أو تسوية للازمة قبل تحرير طرابلس من الميليشيات المسلّحة . بينما ظهر مفتي الديار الليبية المدعو الصادق الغرياني في تسجيل مصور ليطلب من أنصاره ومن سماهم بالثوار باجتياح مقرات الدولة التابعة للوفاق وإجبارها على دعم محاور القتال لصد هجوم الجيش، الغرياني الإخواني سبق له أنّ انتقد السراج وحكومته واتهمها بالتراخي في التّعامل مع هجوم حفتر على طرابلس وتعرف جماعة الإخوان حالة من التخبط في ظل تقدم قوات حفتر .
ويرى طيف واسع من المتابعين بأنه كلما اقترب حل أزمة سوريا واليمن زادت تعقيدات أزمة ليبيا سيما مع التسريبات بوجود سيناريو نقل الحرب على الإرهاب إلى منطقة شمال إفريقيا انطلاقا من ليبيا بما في ذلك اتجاه الأمريكان بإقناع دول المنطقة ببعث تحالف عسكري لمحاربة الإرهاب في ليبيا على غرار ما يجري في اليمن .