هي الأولى من نوعها التي تستهدف فيها طائرة ايطالية .وكانت وزارة الدفاع الايطالية أكدت الخبر من جانبها مضيفة بان الطائرة كانت في مهمة في ترهونة (88 كلم جنوب شرقي العاصمة الليبية طرابلس) .
وسبق للأمم المتحدة وعلى لسان مبعوثها الخاص لدى ليبيا ان كشفت أنّ أجواء ليبيا تشهد و تعرف أكبر حرب بالطائرات المسيرة منذ ظهور هذا النوع من الطيران ، كما سبق للمتحدّث باسم القيادة العامة للجيش الليبي اللواء احمد المسماري أن أكد بان الجيش الليبي أسقط 30 طائرة مسيرة منذ انطلاق الهجوم على طرابلس في الرابع من افريل الفارط .
ومن المعلوم ان قوات حفتر تحصلت على منظومة دفاع جوي حديثة فرنسية وأخرى روسية بحسب تقارير استخباراتية غربية ، وعملت تركيا على ضمان إمداد حكومة الوفاق بأعداد كبيرة من الطائرات المسيرة على دفعات متتالية رغم الانتقادات الدولية، وتبعا لذلك جهزت تركيا بالتعاون مع حكومة الوفاق قواعد لتركيب وإطلاق وتسليح تلك الطائرات غير أنّ قوات الكرامة دمّرت اغلب هذه القواعد، وقد جرى بعث قواعد في طرابلس وزوارة وأبو كماش ومناطق أخرى. أما ايطاليا فكما هو معلوم فتستغل قاعدة مصراته أين تتواجد قوة ايطالية إستراتيجية الحرب الجوية ولو أنها جد مكلفة ماديا تبقى تقريبا الخيار الوحيد بعد استحالة تقدم القوات البرية من طرفي الاقتتال لأسباب متعددة وفي ظل تكفل الأطراف الإقليمية بالجانب المادي وضمان تزويد حلفائهم المحليين يرى المتابعون بان الأيام القادمة سوف تعرف تصعيدا من طرفي الحرب في استعمال الطيران المسير.
وفي ما يتعلق بحكومة الوفاق ستركز على مدينة ترهونة أين توجد غرفة عمليات الكرامة وكذلك تمركزات قوات حفتر جنوب طرابلس . أمّا قوات حفتر فسوف تركز على قاعدة معيتيقة ومصراته، إلى ذلك كشفت مصادر عسكرية تواصل إرسال التعزيزات العسكرية من شرق البلاد إلى محاور القتال جنوب طرابلس .
مما ينذر باستفحال الوضع الإنساني في كافة مناطق جنوب العاصمة التي تعرف أوضاعا صعبة منذ الرابع من افريل الماضي، نداءات من سكان تلك المناطق تتالت دون تفاعل على الأقل من المنظمات الحقوقية والإنسانية أو من الأمم المتحدة وطالب نشطاء بالمجتمع المدني كلا من حكومة الوفاق والمجلس الأعلى للدولة بإعلان مناطق جنوب طرابلس مناطق منكوبة وفتح ممرات إنسانية لتمكين السكان من المغادرة .. كما سبق لغسان سلامة طلب إقرار وقف مؤقت للحرب ولكن لا قوات حفتر و لا قوات السراج استجابت للطلب .
«لا وقف للحرب»
من جهته جدد رئيس مجلس النواب والقائد الأعلى للقوات المسلحة عقيلة صالح رفضه لوقف الحرب حول طرابلس وعدم قبول أية تسوية سياسية قبل طرد الميليشيات المسلحة من طرابلس، على الطرف المقابل يرى الرئيس الأعلى للدولة الاخواني خالد المشري بان قوات حفتر، قوات معادية ووجب إعادتهما إلى شرق البلاد وان حفتر سيسعى للانقلاب على مدنية الدولة وفي حين يرى أنصار حفتر بان القائد العام للجيش لا يسعى للحكم أبدا وإنما يريد تخليص عاصمة الدولة ومؤسساتها من سطوة جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية طالما أن حكومة السراج خضعت بالكامل لقادة الميليشيات وبين هذا وذاك عجزت الأمم المتحدة عن تنفيذ ولو بند واحد من بنود خارطة الطريق الأممية. فشل وعجز كان نتاج انقسام المواقف الدولية والتدخلات الخارجية، كما ساهم فشل الأمم المتحدة وتزايد الهوة بين أطراف النزاع المسلح في توفير أرضية مناسبة للجماعات الإرهابية للتمركز وبناء قدراتها وتنفيذ عمليات نوعية من حين إلى آخر .