سفير دولة فلسطين في تونس هايل الفاهوم لـ«المغرب»: فلسطين واقفة وصامدة ليس دفاعا عن حقها فقط بل عن حقوق البشرية جمعاء

• نحن ندخل مرحلة جديدة من الوعي لكشف الأكاذيب التي فرضها الإسرائيليون


قال سفير دولة فلسطين في تونس هايل الفاهوم ان التصعيد الإسرائيلي في غزة يأتي في اطار ترتيبات تم التخطيط لها مسبقا لإبقاء الوضع في حالة تفجر وفي اطار حسابات اسرائيلية داخلية ، مضيفا ان هناك مجهودات جبارة للقضاء على الشعب الفلسطيني لكنه صامد أمام كل هذه المحاولات الترغيبية او الترهيبية . وأكد في حديثه لـ « المغرب « ان الورقة الأخيرة التي كانت بيد الإسرائيليين سقطت مما خلق حالة من الارباك لديهم بعد ان فكروا بكافة الوسائل لإعادة عجلة التاريخ الى الوراء عبر محاولة تبخير الهوية الوطنية الفلسطينية.

• كيف ترون ما يحصل في غزة من اعتداءات اسرائيلية؟
بالنسبة للتصعيد الاسرائيلي الحاصل في غزة فهو يأتي في اطار ترتيبات تم التخطيط لها مسبقا لإبقاء الوضع في حالة تفجر وفي اطار حسابات اسرائيلية داخلية ، خاصة في ظل حالة الارباك التي يعيشها الاسرائيليون في اطار توجهاتهم لتبخير الهوية الوطنية الفلسطينية. بدأت الفيروسات التي حاولوا يزرعوها في المنطقة تنتقل اليهم واخطر فيروس هو الانشقاقات والانقسامات الداخلية . لهذا يلاحظ بشكل واضح تصاعد الخلافات القائمة والمماحكات داخل المجتمع الصهيوني والتي بدأت تظهر في العلن من خلال الاعلام الصهيوني نفسه . وهم يراهنون على كسب اصوات المتطرفين من خلال تصعيدهم ضد أبناء شعبنا الصامد في فلسطين المحتلة ان كان في غزة او القدس المحتلة او الضفة اوفي فلسطين التاريخية 48 وفي كل مكان . هي ظواهر في ظاهرها قد تعكس حالة الغرور وعماء عنجهية القوة عند الطرف الاسرائيلي .واعتقد انها بداية انهيار هذه الاستراتيجية المبنية على عنصر الترهيب للشعب الفلسطيني وارتكاب الجرائم وايجاد الذرائع لتبرير هذه الجرائم بعد ما بدأت تتكشف الحقائق الموضوعية لما يجري على الأرض من مواجهة.

• كيف يمكن دعم صمود الشعب الفلسطيني ؟
صمود الشعب الفلسطيني على ارضه واجه استراتيجية كونية استعمارية للهيمنة على شعوب العالم . لكن نلاحظ ايضا بداية ظهور وعي جديد لدى الشعوب الغربية في ما يتعلق بالحقوق الفلسطينية وما حصل في جامعة امريكية مؤخرا من مقاطعة طلاب لمحاضرة القنصل الاسرائيلي دليل على ذلك. نحن ندخل مرحلة جديدة فيها نوع من الوعي لكشف الاكاذيب التي فرضها الاسرائيليون ومن وراءهم على عقول مجتمعاتهم اولا وحاولوا تثبيتها في عقولنا نحن . نحن كسرنا الحواجز وكشفنا الحقائق واكتشفنا طاقاتنا الكامنة في اطار تمسكنا بهويتنا الوطنية وفي قدراتنا على مواجهة هذه الاستراتيجية الكونية المنبعثة من قوى عظمى في الواقع والمستفيد الاول منها هي الحركة الصهيونية التي ارادت تثبيت كيان وظيفي لدعم هذه الاستراتيجية. وعملية الانكشاف او تكشف الحقائق الموضوعية والتاريخية ارعبتهم من داخلهم وكلما زاد رعبهم زادت جرائمهم في اطار الترهيب . ويعتبرون ان القوة هي الاداة الرئيسية للوصول الى اهدافهم ولكن بعد 200 سنة من الترتيبات ومحاولة تنفيذ ووضع الآليات المناسبة لتشتيت الشعوب وإدخالها في حروب اهلية للهيمنة على مصادرها ، بدأت هذه الاستراتيجية تتكشف لمواطني هذه الدول . ونحن نتوقع ان يكون هناك تصعيد ، كانوا يعتقدون ان الأمور ستمر ولن يلاحظ أحد ما يجري . وحاولوا ايضا ان يمرروا للعالم الإحداثيات الواقعة على الأرض من صمود الشعب الفلسطيني بمنظور صهيوني . ايضا هذه بدأت تتزعزع في الساحات الغربية والحقائق أصبحت واضحة والسيناريوهات الموضوعة بدأت تفقد مصداقيتها بشكل تراكمي في إطار عملية تصاعدية. شعبنا صامد وهم من يرتكبون الجرائم ويعتقدون انه باستطاعتهم ان يحددوا مكان وزمان وشكل المواجهة . هم بنوا استراتيجياتهم الاستعمارية والفوقية على محاولة تصوير وجودهم وكأنه في خطر من خلال صناعة ادعاءات وهمية من تطرف ولكن هذه المزاعم لم تعد تنطلي على احد.

• ما المطلوب اليوم لمواجهة هذه الاعتداءات الاسرائيلية ؟ وكيف يمكن ايقاف حمام الدم الذي يحصل في غزة؟
على العالم ان يعي ان حمام الدم الحاصل وضحيته الشعب الفلسطيني ستكون المجتمعات الكونية ضحية له لاحقا لان الفيروس قابل للانتقال .
اسرائيل هي رأس هذه الحربة التي تحاول تثبيت استراتيجيات مراكمة الحروب وهي تشكل خطرا على البشرية جمعاء وليس على المنطقة. فالجميع سيدفع ثمن هذه المخططات وليس فقط شعوب المنطقة او الشعب الفلسطيني . الشعب الفلسطيني صمد ولا يدافع عن حقه فقط بل عن الحق المطلق للبشرية جمعاء بان تعيش في سلام واستقرار . اذا تخلى الشعب الفلسطيني عن حقوقه وتبخرت الهوية الفلسطينية فان حقوق البشرية كلها ستسقط وتتبخر . لذلك على العالم ان يعي ان صمود الشعب الفلسطيني على ارضه في مواجهة استراتيجية شيطانية كونية تضر بمصلحة 99 بالمئة من ديمغرافيا العالم. فسكوته عن الجرائم هو اسقاط لحقوقه ان يعيش كإنسان في مناخ سلام وتطور وتنمية ومراكمة الحلول والانجازات والخبرات وغيره . فلسطين هي الثابت للتوازنات ليس فقط الاقليمية بل الكونية.

لذلك اسرائيل في رأيي اعمتها عنجهية عماء القوة التي وصلت اليها القيادات الصهيونية وعلى رأسهم نتيناهو. والأحزاب المتطرفة في اسرائيل يعتقدون اننا سنكون ضحيتها الوحيدة بينما ابناء اليهود في العالم سيكونون ضحية ايضا لهذه السياسات . ان صمود الشعب الفلسطيني على أرضه اسطوري ومعجزة في تاريخ البشرية جمعاء . لن تستطيع لا طائرات العدو و إعلامه ان يؤثر على معنوياتنا المتجذرة في تركيبتنا الجينية والآن بدأت تتفجر في اطار تركيبتنا الفكرية . فأي مسار دون ان تدخل له الفكر لا معنى له . قبل كنا نتحدث عن عناوين، الآن بتنا نطور فكرا واعيا محصنا خاض التجربة وأصعب التجارب في تاريخ الكون وبدأ الوعي والفكر يعود لنا وهذه السيناريوهات التي جربوها علينا لمدة عقود وقرون بمساهمات الدول الاستعمارية سابقا على رأسها بريطانيا التي اطلقت وعد بلفور ..كل ذلك بدأ يتساقط أمام الوعي الذي بدأ يتأطر ويتجذر في عقول وفي اذهان اجيالنا القادمة وأبنائنا وأحفادنا . في اعتقادي انها بداية هزيمة استراتيجية شاملة تنهار من داخلها وهي ليست مظاهر قوة بل مظاهر عجز.

اليوم أهلنا في غزة محاصرون من كل الجهات بعد ان حاول الإسرائيليون ادخالنا في حلقات التفقير والعجز والجهل ولكننا كسرنا كل هذه الحلقات . والآن هناك مجهودات جبارة للقضاء على شعبنا لكننا صمدنا امام كل هذه المحاولات الترغيبية او الترهيبية . وفي اعتقادي ان الورقة الاخيرة التي كانت بيدهم سقطت مما خلق حالة من الارباك لديهم بعد ان فكروا بكافة الوسائل لإعادة عجلة التاريخ الى الوراء عبر محاولة تبخير الهوية الوطنية وباعتقادي فشلوا فشلا ذريعا. ففلسطين واقفة وصامدة ليس دفاعا عن حقها فقط بل عن حقوق البشرية جمعاء.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115